تلقت جهود الأمم المتحدة المكثفة، الرامية إلى تفعيل هدنة إنسانية في اليمن، ضربة قاسية أمس، مع تخطي عدد قتلى تفجير مجلس عزاء لوزير الداخلية، الموالي للمتمردين، جلال الرويشان، بصنعاء، 140 قتيلاً، وسط ترشيحات بارتفاع العدد إلى 300 قتيل، بينهم قيادات من الصف الأول بجماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح.

وفي حين تبرأ التحالف العربي بقيادة السعودية من استهداف مجلس العزاء بـ«الصالة الكبيرة»، وأعلن فتح تحقيق فوري بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة، وتعهد بكشف تفاصيل الحادث، الذي وقع أمس الأول، دعا الرئيس اليمني السابق علي صالح، الحليف الرئيسي للجماعة الحوثية، قوات «الحرس الجمهوري» الموالية له إلى تصعيد هجومها على حدود المملكة لـ«الأخذ بالثأر لمن ماتوا في المجزرة المروعة».

Ad

أما الناطق باسم «أنصار الله» محمد عبدالسلام فتوعد «التحالف» بـ «رد متكافئ على مجزرة العزاء».

ونظمت «أنصار الله» تظاهرة غاضبة أمام مقر الأمم المتحدة، للمطالبة بالتحقيق في «جريمة قصف مجلس العزاء»، واستغلت الأجواء الملتهبة بالعاصمة الخاضعة لسيطرتها لقمع تظاهرات مناهضة لها، دعا لها نشطاء على مواقع التواصل، تحت شعار «أنا نازل»، غرب صنعاء، وأطلقت الرصاص على تجمهر بشارع الستين قرب منزل الرئيس عبدربه منصور هادي.

وفي مؤشر على تصاعد خطاب الحسم العسكري، أكد نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر أن قوات حكومته عازمة على استعادة السيطرة على كل شبر من الأراضي اليمنية، فيما دمرت غارة جوية لمقاتلات التحالف منزل الشيخ القبلي الموالي للحوثيين مجاهد أبو شوارب، في مديرية ذيبين بعمران.

وجاء تصريح الأحمر خلال مشاركته في تشييع جثمان قائد المنطقة الثالثة اللواء عبدالرب الشدادي، الذي لقي حتفه في مواجهات مع المتمردين، في مأرب أمس. ويعد الشدادي أبرز قيادة عسكرية تخسرها الحكومة اليمنية منذ بدأ التحالف حملته 26 مارس 2015.