تنتهي الألعاب الإلكترونية عادة بعبارة "انتهت اللعبة... GAME OVER"، ثم يبدأ إعلان الفائز واحتساب النقاط التي حصل عليها كل لاعب، في عالمنا العربي الآن تجري لعبة خطيرة بعدد من اللاعبين مختلفي الاتجاهات والأهداف، ولم تنتهِ هذه اللعبة الخطيرة بعد، ولم يتم اختيار الفائز أو احتساب النقاط، ولكن من المؤكد أن الخاسر الأكبر من بين اللاعبين هم العرب أو العالم العربي، فلم يحصلوا على أي نقاط إيجابية بل تواترت عليهم النقاط السلبية.

وكما أن الألعاب الإلكترونية تتكون من مراحل وخطط، فكذلك هي اللعبة الخطيرة في منطقتنا، وقد خسرنا كل المراحل، ولم ننجح في الأوراق التي استخدمناها وللأسف، ما زلنا مستمرين فيها، فمتى تظهر تلك العبارة السحرية "انتهت اللعبة"، وذلك لحقن الدماء العربية.

Ad

وعلى مدى هذه السنوات الخمس التي مضت ذرف العرب الدموع الساخنة، وبثوا حر الشكوى إلى العالم بأسره، فمرة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومرة أخرى إلى أميركا والدول الغربية، شكوا من إيران واستمرار تدخلها في شؤوننا الداخلية وتهريب الأسلحة والصواريخ إلى بلادنا، وقيام النظام الإيراني أيضا بتجنيد الجماعات الإرهابية من أبنائنا وإنشائها، وتحويل مليارات الأموال إلى الأحزاب والشخصيات العربية التي تخدم مصالح إيران.

وهنا يحق لنا التساؤل: ماذا فعلت الدول العربية لمواجهة ذلك غير الشكوى، ثم نشتكي من روسيا ونهاجمها لقيامها بشن الغارات الجوية على مدن سورية وقراها، وقتل المدنيين من الأطفال والنساء، وفي الوقت نفسه نغض الطرف بل نشجع الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف العربي على مدن اليمن وقراه، فهل العرب في سورية غير العرب في اليمن، كم هو مؤلم عندما نرى على شاشات الفضائيات العربية نساء تنتحب، وأطفالا يبكون وشيوخا يسكبون الدموع، وشبابا ينظرون إلى المجهول، فقد ضاع مستقبلهم، وفي الصورة المقابلة نرى ذلك "المجاهد" الذي امتشق الرشاش وحمل القنابل وأطلق الصاروخ إلى حيث يصيب أعدادا من البشر بين قتيل وجريح لا يعرف من هم؟ ولماذا قتلهم؟ بل لماذا يحارب؟

مضت خمس سنوات ونحن نعاني سوء التخطيط والتخبط في السياسة، وزادت أخطاؤنا ففقدنا حلفاءنا وشاركنا في تدمير سورية، ونسينا لبنان وتمزق العراق وانتهت ليبيا العظمى ودمرنا يمن التاريخ.

ثم، وهنا السؤال الكبير، هل بعدت مصر عن الساحة العربية أم أبعدت؟ ولمصلحة من؟ لماذا اختفى صوتها وتلاشى؟ وبعدت أو أبعدت الدول العربية الأخرى حتى مجلس التعاون الخليجي خفت صوته، وأفشلت مفاوضات وفود السلام اليمنية التي عقدت في الكويت، أما الجامعة العربية فعليها السلام.

وتمضي الأيام والشهور والسنين وما زلنا ننتظر تلك العبارة السحرية "انتهت اللعبة... game over".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.