أثارت أغنية «عيش سكر وطن» حالة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً إلى القالب الذي ظهرت فيه، فاعتبرها البعض لوناً جديداً من الأغاني الوطنية، فيما رأى البعض الآخر أنها مجرد أغنية درامية تحكي عن قضايا إنسانية متعددة من بينها أوجاع الوطن.هل «عيش سكر وطن» لون جديد من الأغاني الوطنية، وهل نجاحها سيفتح الباب أمام أغان أخرى؟ عبرت أصالة عن سعادتها بنجاح الأغنية، خصوصاً بعد تحقيقها نسب مشاهدة عالية على موقع «يوتيوب»، وقالت في تصريحات إعلامية إنها كانت في رحلة بحث عن أغنية تليق بمشاعرها كمواطنة سورية، وبعد ست سنوات أرسل إليها المؤلف محمود طلعت جزءاً من القصيدة فأغرمت بها واعتبرتها الأكثر تعبيراً عن معاناة المرأة السورية ويومياتها مع الحرب هناك.
ومن خلال الدويتو بين أصالة وأحمد فهمي، الذي أخرجه طارق العريان، وصفت الأغنية الحالة اليومية للمواطنين السوريين تحت القصف، ذلك عبر مكالمة هاتفية بين زوج وزوجته تصف الغربة والحنين والاضطراب اليومي. منتج العمل أنس نصري كتب على صفحته في «تويتر» يصف فخره بمشاركته في عمل ضخم صنفه من وجهة نظره بالأغنية الوطنية التي تحمل رسالة إنسانية للعالم كله، مشيراً إلى أن صوت أصالة في الأغنية وحده كاف لأنه يلخص معاناة كل مواطن سوري.
انتقادات
نجاح «عيش سكر وطن» لم يزح من طريقها أسهم الانتقادات، إذ استنكر ملحنون ونقاد موسيقيون تصنيف العمل ضمن قوائم الأغاني الوطنية. قال الملحن حلمي في هذا السياق إن «الأغنية لا يمكن إدراجها ضمن عشرات الأغاني أو الأوبريتات الوطنية، التي تتميز على مدار السنوات بعمق الكلمات والألحان». كذلك أشار إلى أن مفهوم الأغنية الوطنية يجب أن يتسع ليشمل هموم الأوطان كافة حينما نستمع إليها، أي أنها يجب أن تعبّر عن المجتمع العربي عموماً، وأن تكون صالحة للأزمنة كلها بعد مرور عشرات السنوات على صدورها، معتبراً أن نجاح هذه الأغنية وقتي ومرتبط بالظروف الراهنة التي يمرّ بها الشعب السوري.وأضاف بكر لـ{الجريدة» أن «عيش سكر وطن»، لا تعد أيضاً عملاً ثنائياً بين طرفين. بتعبير أدق ليست «دويتو غنائياً» نظراً إلى أن أصالة تحتل أكبر جزء منها فيما لا يتجاوز حضور أحمد فهمي الثواني فيها.الموسيقار محمد سلطان رأى بدوره أن على مدار سنوات طويلة خرجت أغانٍ لأعظم الموسيقيين في العالم العربي منها ما نجح وترك بصمته لسنوات طويلة، ومنها ما عبر في الساحة الموسيقية كطيف خفيف، وأضاف: «لذلك أرفض التعليق على التقييم المهني والموسيقي للأغنية، خصوصاً أن ثمة جمهوراً واسعاً لديه الملايين من الخيارات والوسائط ليلفظ الأعمال غير الجيدة، وليرتفع بالعمل إلى النجاح إذا كان يستحق».في سياق متصل قال الشاعر بهاء الدين محمد إن «عيش سكر وطن» لا تعتبر أغنية وطنية بل يبرز فيها البعد الاجتماعي وتفاصيل حياة تأثرت بالحرب».وأضاف لـ{الجريدة»: «يؤخذ على الأغنية أيضاً الإعلان عنها على اعتبار أنها «دويتو» بين الفنانين أصالة وأحمد فهمي، وهو ما يتنافى تماماً مع التركيز بشكل كبير على أصالة، ما جرّد العمل من طبيعته الثنائية، مشيراً أن هذه كلها عوامل لا يهتم بها المستمع ما دامت الأغنية تحمل كلمات ولحناً متماسكين.لا مشاهد قتل
تؤكد أصالة أنها لم تستعن بمشاهد الدمار والقتل في سورية في فيديو كليب «عيش سكر وطن»، لأنها تكره هذه الصور ولا تقبلها في أي عمل. ووافقها الرأي مخرج الأغنية طارق العريان. كذلك أوضحت في تصريحاتها الإعلامية أنها تعتبر إدارج تلك المشاهد في الكليب نوعاً من الفجاجة، مكتفيةً بتوجيه الشكر إلى كل من شارك وساهم في نجاح العمل الوطني العظيم، كما وصفته.