«الإسترليني» يتعرض لضغوط بعد «بذاءات» ترامب

الاقتصاد البريطاني يفقد قوته الدافعة مع ضعف أنشطة الشركات

نشر في 11-10-2016
آخر تحديث 11-10-2016 | 00:02
الأسواق تتفاعل مع مناظرة كلينتون وترامب     (رويترز)
الأسواق تتفاعل مع مناظرة كلينتون وترامب (رويترز)
يبدو أن الاقتصاد البريطاني يفقد قوته الدافعة مع مسح للشركات الكبرى يظهر تباطؤاً ملحوظاً في قطاع الخدمات وانزعاج مجالس إدارات الشركات بفعل شكوك حول المستقبل عقب تصويت البلاد لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
هبط الجنيه الاسترليني أمس مع تعويض الدولار بعض الخسائر التي مني بها الجمعة أمام عدد من العملات في الوقت الذي قفز البيسو المكسيكي بعد نشر تسجيل لدونالد ترامب وهو يعلق على النساء مستخدما عبارات بذيئة.

وسجل مؤشر بنك انكلترا المركزي المرجح بالتجارة أدنى مستوى منذ أوائل 2009، متأثرا بالمخاوف بشأن أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهبط مؤشر الاسترليني إلى أدنى مستوى منذ يناير 2009 عند 74.2 بانخفاض نسبته 0.7 في المئة خلال اليوم، وخسر المؤشر أكثر من تسعة في المئة منذ نتيجة الاستفتاء الذي أجري في 24 يونيو، والذي صوت فيه البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبعدما تعافى الجنيه الاسترليني بعد بيانات ضعيفة عن الوظائف في الولايات المتحدة أدت إلى تراجع الدولار الجمعة، جرى تداول العملة البريطانية بانخفاض نسبته 0.3 في المئة، مقارنة مع الجلسة السابقة عند 1.2390 دولار، كما انخفضت 0.1 في المئة أمام العملة الأوروبية الموحدة إلى 90.16 بنسا لليورو.

وفيما يخص البيانات الاقتصادية، فيبدو أن الاقتصاد البريطاني يفقد قوته الدافعة مع مسح للشركات الكبرى يظهر تباطؤا ملحوظا في قطاع الخدمات وانزعاج مجالس إدارات الشركات بفعل شكوك حول المستقبل عقب تصويت البلاد لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. ورغم أن الاقتصاد أدى بأفضل مما توقعه معظم الاقتصاديين منذ التصويت على مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في يونيو، بفضل تفاؤل المستهلكين، فإن نتائج المسوح المعلنة امس ستزيد المخاوف بشأن التوقعات على الأجل الطويل.

وقال اتحاد غرف التجارة البريطانية في مسحه الاقتصادي الفصلي الذي يشمل سبعة آلاف شركة، والذي يعد الأكبر من نوعه إن المقاييس الرئيسية لاستثمارات الشركات والثقة بالأعمال بلغت أدنى مستوى لها في أربعة أعوام بالربع الثالث.

وبشكل منفصل، أفاد المديرون الماليون في شركات بريطانية كبرى بحدوث انتعاش جزئي فقط في معنويات الشركات بعد انخفاض حاد في المعنويات عقب استفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وفق شركة ديلويت للمحاسبة. وبات المستثمرون يشعرون بقلق متزايد من أن بريطانيا ستفقد الكثير من شروط التجارة التفضيلية مع الاتحاد الأوروبي، فيما يطلق عليه «الانفصال الصعب»، مما دفع الجنيه الإسترليني للانخفاض إلى أدنى مستوى في 31 عاما مقابل الدولار الأسبوع الماضي.

ودعا اتحاد الصناعات البريطانية وغيره من الجماعات الحكومة السبت لاستبعاد أسوأ الخيارات الفعلية المتعلقة بالتجارة لتحرير استثمارات معطلة بسبب مخاوف من أن الحكومة ستضع أهدافا أخرى كأولوية في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ورغم إظهار مسح غرف التجارة البريطانية بعض إشارات على أن انخفاض الجنيه الإسترليني عزز صادرات الصناعة، فإنه أشار إلي تباطؤ ملحوظ بين شركات الخدمات التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد القطاع الخاص البريطاني. وقال آدم مارشال القائم بأعمال المدير العام لاتحاد غرف التجارة البريطانية لـ «رويترز» إن «التباطؤ في الخدمات أمر مقلق، لأن من الواضح أنه القطاع المهيمن في الاقتصاد البريطاني. لقد تباطأ إلى مستويات لم نشهدها في عدة سنوات»، مضيفا أنه «من المهم ألا نبالغ في تفسير بيانات ربع واحد من العام، إذ إن النمو بدا متباطئا قبل الاستفتاء».

وبات المستثمرون أكثر شكا في أن بنك إنكلترا سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام نظرا لقوة إنفاق المستهلكين وتجدد انخفاض الإسترليني.

لكن صناع السياسات سينظرون إلى مسحي اتحاد غرف التجارة البريطانية وديلويت بما يتفق مع وجهة نظرهم القائلة بأن الاقتصاد سيتباطأ بشكل ملحوظ في العام المقبل. وقال اتحاد غرف التجارة البريطانية إن مسحه الأخير- الذي أجري في الفترة بين 22 أغسطس و12 سبتمبر- يتماشى مع التوقعات بأن النمو الاقتصادي في 2017 سيصل إلى واحد في المئة فقط، ما يمثل نصف متوسط معدل النمو منذ الركود الاقتصادي بين عامي 2008 و2009.

وأشار مسح ديلويت، الذي أجرى على 124 شركة كبرى في الفترة بين 12 و26 سبتمبر إلى أن التوقعات الخاصة بالإنفاق الرأسمالي والتوظيف تحسنت في الربع الثالث مقارنة مع استطلاعها السابق للمديرين الماليين الذي أجري في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال نحو 40 في المئة من المديرين الماليين إنهم يتوقعون خفض استثماراتهم على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وذلك انخفاضا من 58 في المئة بعد الاستفتاء، في حين توقع 46 في المئة تباطؤ التوظيف انخفاضا من 66 في المئة سابقا.

وبالعودة إلى سوق العملات، ارتفع البيسو المكسيكي- الذي يعاني منذ مايو بسبب تعهدات ترامب بتضييق الخناق على الهجرة وإعادة النظر في العلاقات التجارية- مع تقليص الأسواق لفرص فوز المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى الشهر القادم.

وارتفعت العملة المكسيكية نحو اثنين في المئة إلى 18.91 بيسو للدولار خلال التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو أعلى مستوى لها في نحو شهر. وبلغ أحدث سعر لتداول العملة المكسيكية 19.018 بيسو للدولار لتظل مرتفعة نحو 1.5 في المئة.

وفي التسجيل الذي نشر الجمعة، يتحدث ترامب في عام 2005 من خلال ميكروفون حول تحسس أجساد النساء ومحاولة إغواء امرأة متزوجة. وأدخل ذلك الجدل ترامب في أكبر أزمة خلال حملته الانتخابية المستمرة منذ 16 شهرا.

وارتفع الدولار الكندي نحو 0.2 في المئة إلى 1.3268 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي، مبتعدا بذلك عن أدنى مستوى سجله يوم الجمعة عندما بلغ 1.3315 دولار كندي مقابل العملة الأميركية، وهو أدنى مستوى منذ منتصف مارس.

back to top