الحوثيون ينفون قصف مدمرة أميركية ويفشلون بضرب الطائف

●المتمردون يزيلون آثار الدمار بـ«الصالة الكبيرة»
● أهالي الضحايا: ما حدث «مؤامرة» ويجب التريث

نشر في 11-10-2016
آخر تحديث 11-10-2016 | 00:05
يمنيون يشيعون جثمان حاكم العاصمة عبدالقادر هلال في صنعاء أمس (رويترز)
يمنيون يشيعون جثمان حاكم العاصمة عبدالقادر هلال في صنعاء أمس (رويترز)
ترجمت الميليشيات المتمردة في اليمن تهديداتها التي أطلقتها للتصعيد مع السعودية، أمس الأول، بتحركات ميدانية على الحدود مع السعودية. وبينما نفت الميليشيات قصف مدمرة أميركية، تصدت الدفاعات الجوية السعودية لصاروخ باليستي في سماء الطائف.
بعد نحو أسبوع من استهداف المتمردين الحوثيين في اليمن سفينة اماراتية وإصابتها قبالة ساحل مدينة المخا قرب مضيق باب المندب، أعلنت البحرية الأميركية أن صاروخين أطلقا من مناطق يسيطر عليها الحوثيون سقطا قرب مدمرة تابعة لها في البحر الأحمر قرب المضيق الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وبحر العرب.

وقال متحدث باسم البحرية الأميركية إن «المدمرة يو إس إس مايسون استخدمت أنظمة إلكترونية للتشويش والحماية بعد سقوط الصاروخ الأول، لكنه أوضح أنه ليس متأكداً من أن هذه الأنظمة هي التي تسببت في انحراف الصاروخ الثاني وسقوطه في المياه».

صاروخ على الطائف

ونفت جماعة «أنصار الله»، استهداف البارجة الأميركية، لكنها أعلنت مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ باليستي باتجاه مدينة الطائف السعودية.

ونجحت الدفاعات الجوية السعودية في التصدي للصاروخ الذي تم إطلاقه من صعدة، واستهدف قاعدة فهد الجوية، ودمرته في سماء مدينة الطائف. ويعد هذا أعمق موقع داخل المملكة تصله صواريخ الحوثيين.

حشود

وبعد ساعات من تعهد زعماء التمرد في اليمن بالتصعيد ضد السعودية انتقاما لمقتل قيادات من الصف الأول لجماعة «أنصار الله» الحوثية وحزب «المؤتمر الشعبي» بتفجير مجلس عزاء في صنعاء، شهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية ليل الأحد - الاثنين تحشيدا عسكريا متبادلا.

وبينما بدأت معسكرات للحوثيين شمال صنعاء في استقبال المسلحين للانخراط في جبهات القتال الحدودية دفعت المملكة العربية السعودية بتعزيزات عسكرية ضخمة على حدودها الجنوبية مع اليمن، من أجل التصدي لأي محاولات تسلل حوثية.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر عسكرية يمنية أن «معسكرات الحوثيين في محافظة عمران بدأت باستقبال المقاتلين»، في حين أمر الرئيس السابق علي صالح، الحليف الرئيس للحوثيين، قوات «الحرس الجمهوري» الموالية له بالتوجه نحو الحدود السعودية والمشاركة في ما أسماه «عمليات الثأر»، في جبهتي نجران وجازان على الحدود الجنوبية للمملكة.

في المقابل دفعت السعودية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة نجران، وتحديدا قبالة معاقل الحوثيين في محافظة صعدة، من أجل التصدي لأي محاولات تسلل.

واستهدفت غارات جوية للتحالف مواقع المتمردين في مديرية حرض الحدودية في محافظة حجة.

إزالة الدمار

في تطور لافت، أكدت مصادر متطابقة بصنعاء بدء الميليشيبات الانقلابية بجرف وإزالة آثار الدمار بـ»الصالة الكبرى».

وقالت المصادر إن «توجيهات عليا صدرت بسرعة إزالة آثار الانفجارات التي استهدفت الصالة السبت الماضي قبل وصول أي لجنة للتحقيق في القضية».

وأضافت المصادر أن «رئيس النيابة الجزائية خالد الماوري وجه بسرعة محو كل آثار الدمار وعقب التوجيهات اتجهت المعدات إلى المكان وباشرت تنفيذ المهمة».

مؤامرة دنيئة

وفي تطور متصل، دعا بيان صادر عن أسرة آل الرويشان وأبناء قبائل خولان، تعليقا على التفجير الذي استهدف مجلس عزاء خاص بهما بـ»الصالة الكبرى»، أبناء قبائل خولان الطيال إلى الصبر وضبط النفس حتى تظهر نتائج التحقيقات التي ستقوم بها الأمم المتحدة قريبا. وكانت قيادة قوات التحالف العربي قالت إنها بدأت تحقيقا في الحادثة وأعربت عن مواساتها لأهالي الضحايا.

يذكر أن هناك محاولة من صالح لجر قبائل خولان إلى الحرب ضد الشرعية، لأن الحرب المقبلة بعد تحرير صرواح مركز محافظة مأرب ستكون عند خولان للدخول إلى صنعاء. وخولان دائماً على طرفي نقيض مع قبائل سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق.

ضحايا العزاء

من جهة أخرى، قال وكيل وزارة الصحة الموالي للمتمردين، ناصر العرجلي، إن من بين القتلى أمين العاصمة صنعاء عبد القادر هلال، ومن بين المصابين وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وقائد قوات الأمن المركزي اللواء عبدالرزاق المروني، ورئيس مصلحة شؤون القبائل أحمد صالح دويد.

وأشار إلى أن هناك قادة عسكريين في تحالف الحوثيين وصالح مازالوا مفقودين.

في موازاة ذلك، أكدت السعودية في رسالة أرسلتها البعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن حول الهجوم التزام قوات التحالف الذي تقوده بـ»قواعد صارمة وواضحة للاشتباك تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية».

وجددت البعثة احترامها والتزامها الكاملين بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتأكيد على استمرارها على ضمان اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين والأعيان المدنية في اليمن، فضلاً عن اتخاذ التدابير التصحيحية والملائمة اللازمة لضمان المساءلة، بما في ذلك الإعلان عن نتائج التحقيقات الجارية في هذا الحادث في المستقبل القريب.

في السياق، وزّعت بريطانيا، أمس، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشروع بيان بشأن اليمن، يدعو إلى العودة لطاولة المفاوضات ووقف الأعمال العدائية.

معارك تعز

في غضون ذلك، تجددت المعارك والقصف المدفعي في أحياء شرقي مدينة تعز بين الحوثيين وحلفائهم من جهة والمقاومة والجيش الموالي لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من جهة أخرى.

وشنّت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع للحوثيين في مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز على ساحل البحر الأحمر.

وفي صنعاء، شنت مقاتلات التحالف، ظهر أمس، غارات جوية استهدفت مقر الكلية الحربية، شمال العاصمة.

إيران تعرض إجلاء الجرحى

عرضت إيران، الداعم الرئيسي للمتمردين الحوثيين، أمس الأول، إجلاء جرحى تفجير مجلس العزاء الذي وقع بصنعاء، وتسبب في مقتل أكثر من 140 شخصا، وطلبت مساعدة من الأمم المتحدة لإرسال طائرة إلى صنعاء.

وتجاهل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إرسال بلاده الصواريخ والأسلحة إلى اليمن وتحريضها ضد السعودية، داعيا إلى محاسبة مرتكبي "جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن خلال الأشهر الـ18 الماضية".

لندن تطرح بياناً أممياً يدعو الى وقف العمليات العدائية والعودة إلى طاولة الحوار
back to top