• هل بدأت مصر تهتم بالقارة السمراء بعد سنوات الإهمال؟

Ad

ـــــ الاهتمام بقارة إفريقيا أصبح من أولويات القيادة السياسية المصرية، بعد ثورة 30 يونيو 2013، والاهتمام بها أصبح جوهرياً، في العلاقات الخارجية، وتأسيس لجنة "الشؤون الإفريقية" في البرلمان المصري أكبر دليل، والآن علاقتنا مع جميع دول القارة تسير بشكل متوازن، حيث إن هناك مصالح تمس الأمن القومي المصري مثل المصالح المائية، وللأسف، الفراغ الذي تركته مصر في العهود السابقة في إفريقيا، حاولت دول مثل إسرائيل وتركيا والصين ودول عربية أخرى أن تملأه، وهذه الدول نزلت على إفريقيا بـ"الباراشوت"، بدليل أن شركة "المقاولون العرب" لها استثمارات بحوالي ٥ مليارات دولار في دول القارة.

• كيف رأيت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة الأسبوع الماضي للمشاركة في احتفالات أكتوبر؟

ـــــ أمر إيجابي وخير رد على كل المشككين في العلاقات "المصرية ـ السودانية"، كما تم عقد عدة اتفاقيات من شأنها إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، بعيداً عن أية تشوهات، كما أن افتتاح معبر "أرقين" الحدودي بين مصر والسودان، حدث تاريخي وخطوة مهمة لتعزيز التجارة بين البلدين، ولتنفيذ مشروع "القاهرة ـ كيب تاون"، وسوف يعمل على زيادة حجم التجارة، مع السودان وإفريقيا، كونه طريقا دوليا يمر بـ 15 دولة إفريقية بدأ في عام 2014 وأوشك على الانتهاء، وللأسف حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان، لا يتجاوز الآن 18 مليون دولار، وهذا رقم لا يرقى إلى تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث إن حجمه كان يصل لـ 4 مليارات في وقت سابق.

•ما رأيك في خطوة توقيع العقود الأخيرة لسد النهضة؟

ـــــ توقيع عقود سد النهضة خطوة عظيمة، لأنها ستسهم في بناء الثقة بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، وبالأخص مصر وإثيوبيا، لأن الاتفاق يتيح الفرصة للشركات المختصة لدراسة آثار السد، وقد بدأ عمل هذه الشركات المقرر استمراره لمدة 11 شهراً بشكل جيد، لأنهم مدفوعون بثقة الدول الثلاث، وأعتقد أن خطوة توقيع العقود، والبدء في الدراسات المتعلقة بمخاطر أية سلبيات للسد يعد رداً حاسماً على كل من أرادوا الاصطياد في الماء العكر.

•ما تقديرك لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للقارة السمراء قبل شهور؟

ــــــ زيارة نتنياهو إلى عدد من الدول الإفريقية لن تؤثر سلباً على حصة مصر المائية أو العلاقات المصرية الإفريقية، لأن حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إفريقيا لا يمثل خمس الاستثمارات المصرية في القارة، وللأسف إسرائيل تعد أبرز الدول الداعمة للسد الإثيوبي حيث إنها تسعى لمحاصرة مصر، ومع ذلك لم تدفع أموالًا في هذا المشروع، ولكن دعمها دائماً يكون عن طريق الاستشاريين والفنيين والقانونيين.

•هل تدخُّل مصر عسكرياً ينهي الأزمة؟

ـــ بالطبع لا، فالحل العسكري سيسهم في تعقيد الأمور بشكل أكبر ومعاداة إفريقيا جميعاً، حيث إننا سوف نخسر علاقتنا بإفريقيا التي نحاول استعادة علاقتنا بها، لذلك الحل العسكري مرفوض، لأن مصر تريد بناء الثقة مع الدول الإفريقية التي بدأت تساند مصر، لاسيما بعد التصويت لمصر لتحصل على مقعد غير دائم لمدة عامين في "مجلس الأمن"، والحل هو اللجوء إلى استخدام السياسة الرشيدة، واحتواء الدول الإفريقية.