لعلها المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأميركية التي يعمد فيها أحد المرشحين إلى تهديد منافسه بأنه سيسجنه إذا انتخب رئيساً للبلاد.

هذا ما هدد به المرشح الجمهوري دونالد ترامب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في مناظرتهما الثانية التي جرت أمس في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، والتي استقطبت أيضاً عشرات ملايين المشاهدين.

Ad

ترامب حاول، عبر تهديده بسجن كلينتون، تشتيت انتباه الجمهور الذي كان يترقب ما سيقوله دفاعاً عن الفضيحة التي هزت حملته وحزبه والأميركيين عموماً، يوم الجمعة الماضية، بعد نشر شريط فيديو ظهر فيه وهو يتلفظ بعبارات غير لائقة ضد النساء.

وبدا أن حملة كلينتون قررت عدم إشهار قضية شريط الفيديو، وعدم تحويله إلى مادة رئيسية في السجال، الأمر الذي بدا أن ترامب كان مستعداً له عبر ممارسته الهجوم الشخصي الدائم والمستمر على كلينتون مهما كان السؤال ومهما كانت القضية، بل وبادر مبكراً إلى استحضار ملف بيل كلينتون النسائي لاستخدامه في الدفاع عن نفسه.

وبحسب استطلاعات فورية نظمتها محطة «سي إن إن»، فقد فازت كلينتون في المناظرة، لكن بنسبة أقل مما حققته في المناظرة الأولى، بينما حسن ترامب أداءه بشكل لافت.

ويضيف مراقبون أن ترامب، الذي تعرض لأكبر نكسة في حملته، بدأت كتل وتيارات كبرى من الحزب الجمهوري تنفض عنه، سواء علنياً أو دون إعلان.

قيادات مرموقة من الحزب الجمهوري وأعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب سحبوا تأييدهم لترامب، فيما دعا مانحون كبار إلى إهمال حملة ترامب، والتضحية برئاسة الجمهورية، مقابل تعزيز الإنفاق على حملات المرشحين لانتخابات مجلسي الشيوخ والنواب للاحتفاظ بهما.

حملة كلينتون ترى أن إقدام الحزب الجمهوري على استبدال ترامب، وتسمية نائبه مايك بنس كمرشح للحزب، أو أي جمهوري قوي، قد يكون ضاراً بالنسبة لها.

ويقول مراقبون إن تنحي ترامب لمصلحة أي مرشح جمهوري قد يكون مشكلة لكلينتون، التي تعاني قلة ثقة وحماس لدى قاعدة كبيرة من الديمقراطيين والليبراليين.

ورغم أن المناظرة الثانية كانت خليطاً بين المناظرة المباشرة، التي أدارها مقدمان، وأسئلة من الجمهور، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها لم تحمل مادة سجالية جديدة.

وقال مصدر في الحزب الجمهوري إن الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأميركي بول راين أعلن أمام نواب أنه «لن يدافع عن ترامب، ولن يشارك في الحملة لدعمه»، من دون أن يسحب دعمه الشخصي له.

وسبق أن ندد راين بتعليقات ترامب السوقية عن النساء، وهو ينأى بنفسه أكثر فأكثر عنه.

إلا أن راين، الرجل القوي في الكونغرس، لن يسحب دعمه لترامب، لكنه «سيخصص الشهر المقبل كله لحماية الأغلبيتين في الكونغرس»، أي الأكثرية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، حسبما قالت أشلي سترونغ المتحدثة باسم راين.

وأوضحت المتحدثة أن راين «سيبذل كل ما في وسعه، لكي لا تحصل هيلاري كلينتون على شيك على بياض مع كونغرس يسيطر عليه الديمقراطيون» خلال الانتخابات التشريعية، التي ستُجرى في اليوم نفسه مع الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر.