بعد توقُّف سبق استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لإجهاض المشروع الفرنسي لوقف إطلاق النار في سورية، عادت الطائرات الروسية إلى قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب الشرقية بوتيرة أكثر عنفاً، ما أسفر عن مقتل أكثر من 16، بينهم 4 أطفال وسيدة، في حيي بستان القصر والفردوس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فضلاً عن إصابة العشرات بحالات خطيرة.ووفق القيادي بجماعة "فاستقم" زكريا ملاحفجي فإن، الضربات الجوية استهدفت في أغلبها حي بستان القصر، وترافقت، بحسب "سكاي نيوز"، مع "خسائر في صفوف قوات النظام السوري أثناء محاولته التقدم في المنطقة".
وعلى وقع احتدام المعارك في حلب الشرقية، تلقت ميلشيا "النجباء" العراقية ضربة موجعة بخسارتها 17 مقاتلاً وأكثر من 34 جريحاً في كمين لفصائل الجيش الحر في حي الشيخ سعيد.وأوضح قائد عسكري معارض أن "قوات النظام والميليشيات الموالية لها شنت هجوماً تحت غطاء جوي من روسيا، على محاور استراتيجية أبرزها جبهة مشروع 1070 شقة في حي الحمدانية، مؤكداً أن الفصائل تصدت لها وقتلت خمسة جنود ودمرت ناقلة جنود بمن في داخلها، كما تمكنت من تفجير مبنى تتحصن به قوات النظام على جبهة حي سليمان الحلبي وقتل أكثر من 15 عنصراً.
اقتتال إدلب
ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف الاقتتال الداخلي بين الفصائل الإسلامية برعاية جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، شنّ فصيل "جند الأقصى" عند منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء هجوماً جديداً على أحد مقار حليفته السابقة "حركة أحرار الشام" بالقرب من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.وأكد المرصد السوري أن الاشتباكات العنيفة، التي بدأت في السادس من أكتوبر بسبب اعتقالات متبادلة وتوقفت يومين بعد توصل "فتح الشام" لاتفاق وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع المعتقلين، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة.جبهة الساحل
وعلى جبهة الساحل، واصلت فصائل المعارضة معركة "غزوة عاشوراء" على عدة محاور في جبل الأكراد بريف اللاذقية وتمكنت من السيطرة على تلال الملك والمقنص والبركان والدبابات وبيوت الجنزرلي ومواقع مهمة في المنطقة قبل أن تستعيد ميليشيات النظام تلة رشا في معارك طغى عليها طابع الكرّ والفرّ في بلدة كنسبا وتلة غزالة الاستراتيجية.وفي درعا، أكد المرصد مقتل 6 بينهم "خمسة أطفال" واصابة 20 آخرين جراء سقوط قذائف على مدرسة على مدرسة في حي السحاري بمناطق سيطرة قوات النظام في المدينة.حماة والرقة
وفي دمشق، أصيب عدد من الاشخاص نتيجة سقوط قذائف الهاون في محيط المشفى الفرنسي في حي القصاع وسط العاصمة.بوتين وهولاند
سياسياً، ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس زيارة كانت مقررة إلى باريس في 19 الجاري لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمام لقاء نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند حين يكون مستعداً.وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه "للأسف لم يعد ذلك مدرجاً على جدول الأعمال، والرئيس قرر إلغاء الزيارة" الخاصة المرتقبة منذ وقت طويل، إذ انه كان سيفتتح "المركز الروحي والثقافي الأرثوذكسي الروسي" المخصص لاحتضان كاتدرائية أرثوذكسية.«اجتماع عمل»
وفي وقت سابق، أبلغت باريس موسكو بأن هولاند جاهز لاستقبال نظيره الروسي من أجل "اجتماع عمل" حول سورية وليس لمشاركته في افتتاح المركز.وفي رد سريع تلا إعلانه أنه "ما زال يسأل نفسه" عما اذا كان سيستقبل بوتين، بسبب "جرائم الحرب" التي ارتكبها النظام السوري في حلب بدعم من الطيران الروسي، قال الرئيس الفرنسي، أمام الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي أمس، إنه "جاهز في أي وقت للقاء" بوتين من أجل "دفع السلام" خصوصا في سورية"، مشدداً على أنه "رغم الخلاف الكبير في الشأن السوري، فإن الحوار مع روسيا ضروري، ولكن يجب أن يكون حاسماً وصريحاً".هجوم على بان كي مون
وغداة مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن مجدداً بإحالة الأسد ونظامه "الفاشل" إلى المحكمة الجنائية الدولية، اعتبرت دمشق أن بان كي مون تسبب خلال فترة ولايته في الإضرار بمصداقية الأمم المتحدة بالانحياز في الصراعات الدولية وجعلها رهينة لمشيئة البعض، بينما قالت موسكو ان بان كي مون تجاوز اطار مهامه.ترحيب بقاعدة طرطوس
وبينما عقد البرلمان البريطاني جلسة طارئة أمس لمناقشة الأزمة المتفاقمة في حلب، اتهم خلالها النواب وخصوصاً من حزب المحافظين الحاكم، روسيا بارتكابها انتهاكات خطيرة للقانون الدولي في سورية وطالبوا بفرض عقوبات عليها، رحب مسؤول سوري بإعلان موسكو تحويل منشآتها العسكرية في مدينة طرطوس الساحلية إلى قاعدة عسكرية دائمة.واعتبر العميد سمير سليمان مدير فرع الإعلام بالجيش السوري أن "إنشاء القاعدة سيعزز قدرات القوات السورية وسيسرع تحقيق النصر على الإرهابيين".إنسانياً، رحبت منظمة "العفو" الدولية أمس بقرار الأردن السماح بإدخال مساعدات لنحو 75 ألف لاجئ سوري عالقين على الحدود السورية، مؤكدة ضرورة اتخاذ حل "طويل الأمد" من خلال السماح للمنظمات الانسانية بالوصول إليهم.عاشوراء «أمنية» في دمشق
احتفل الشيعة في العاصمة السورية دمشق، مساء أمس، بحلول العاشر من المحرم، في إطار ذكرى عاشوراء. وشهدت أحياء دمشق القديمة استنفاراً أمنياً وعسكرياً من قبل الميليشيات الشيعية السورية والعراقية واللبنانية الموجودة هناك. ونصبت حواجز مؤقتة لتفتيش المشاة، مع إغلاق بعض الطرقات أمام حركة السيارات، وخاصة التي تم نصب خيام العزاء فيها.