الـ«جاستا» وجس النبض الدولي
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
ذلك القانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" (جاستا) يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية (ونتعاطف معهم بالطبع) بمقاضاة الدول الأجنبية، ويلمح وبشكل غير مباشر للمملكة العربية السعودية.اليوم قانون القضاء الفدرالي أصبح قيداً على الحصانة السيادية الأجنبية، وأثار العديد من التصريحات في الشرق والغرب المعترضة على القانون، فتركيا على سبيل المثال وصفت القانون الذي تجاوز فيتو الرئيس الأميركي أوباما بأنه سيئ، وينافي مبدأ المسؤولية الفردية في حال وقوع جريمة، وتأمل تركيا إعادة النظر في القرار الخطأ وتصحيحه. وصرح سيناتور أميركي سابق لـ"السي إن إن" أنه لم ير مثل هذا التشريع الذي يزرع الخوف في نفوس الأميركيين، وطرح السؤال الأهم وهو: "هل سيسمح الجاستا بمقاضاة المحاربين الأميركيين الذين شاركوا في حرب فيتنام؟"، أعضاء الكونغرس يوجهون الاتهام للبيت الأبيض بأنه أغفل تثقيف أعضاء الكونغرس بالخطورة والفوضى الدولية، والبيت الأبيض يرى رسالته واضحة. فما العمل؟ لو بحثنا في النظريات لوجدنا رواد النظرية الإقليمية أو "الأقاليمية"، كما يشير إليها المرحوم الدكتور السيد سليم، يؤيدون دور العلاقات الإقليمية لتجاوز الخلافات المعقدة، كالـ"جاستا" وغيره، ولوجدنا مؤيدي نظرية العولمة مثل ديفيد هيلد قد تنبؤوا بعولمة العمل والقضايا البرلمانية، وتداخل الشأن المحلي بالشأن الدولي، كقصية الـ"جاستا" التي تداولها أعضاء الكونغرس ولها آثار دولية غير مسبوقة. فهل تنجح المملكة العربية السعودية في تفعيل اللوبي السعودي أو الإسلامي لاحتواء تداعيات القانون؟ وهل لمنظمة المؤتمر الإسلامي دور؟ نحن في حاجة لتفعيل الدبلوماسية العامة وابتكار المسار الهادئ لتعزيز أواصر الثقة والحوار قبل التفكير باتخاذ القرارات الاقتصادية والاستثمارية.كلمة أخيرة: انطلق برنامج "شارع السور" برعاية قطاع الأخبار في تلفزيون الكويت هذا الأسبوع بنكهة جديدة وفريدة من نوعها تجمع بين الخبر والتحليل واستطلاع الرأي، بإعداد وإخراج فريق شبابي من وزارة الإعلام، أما مقدمو البرنامج فهم غالب العصيمي وكاتبة المقال، فانتظرونا الأحد الساعة الثامنة مساءً.وكلمة أخرى: قرأت تصريحاً لمسؤولي التعليم عن دعم الجامعات الخاصة، وفي الوقت ذاته خفضت الدولة الحد الأدنى لنسب الابتعاث، وأرسلت الآلاف المؤلفة من الطلبة للخارج، فأين دعم الجامعات الخاصة والدولة تنافسهم؟