في ظل الغياب الأميركي عن الساحة مع انشغال واشنطن بانتخاباتها الرئاسية الأكثر جدلاً منذ سنوات، بدا أمس أن فرنسا وبريطانيا تحاولان تقليص الفراغ الأميركي على الساحة السورية، الذي تستغله موسكو وحليفها السوري الرئيس بشار الأسد لتحقيق انتصار يغير مجرى الحرب المستمرة منذ 2011.في هذا السياق، ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، زيارة كانت مقررة منذ زمن للعاصمة الفرنسية، جراء اشتراط نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أن تقتصر اللقاءات على بحث الملف السوري.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الرئيس قرر إلغاء زيارته» المخصصة أصلاً لتدشين كاتدرائية أرثوذكسية كبيرة، لكنه «لا يزال مستعداً لزيارة باريس عندما يشعر هولاند بأنه جاهز» للقائه.وفي لندن، عقد البرلمان البريطاني جلسة لمناقشة الأزمة المتزايدة في حلب، حذر خلالها وزير الخارجية بوريس جونسون، روسيا من التحول إلى «دولة مارقة إذا واصلت قصف أهداف مدنية في سورية»، داعياً القوى الدولية إلى فعل المزيد لمعاقبتها وملاحقتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب، معلناً تأييده لإقامة منطقة حظر جوي في سورية.ودعا جونسون مناهضي الحروب إلى تنظيم احتجاج أمام السفارة الروسية في لندن.