يعد مطار الكويت الدولي الأعجوبة الثامنة بعد عجائب الدنيا السبع، التي لم يتم اكتشافها بعد من قبل موسوعة غينيس، وعلماء الآثار ومنظمة اليونيسكو، إنه المطار الوحيد الذي يمتلك مميزات لن تجدها في أي مطار آخر، والمطار الوحيد الذي يتسنى للمغادرين الالتقاء بالقادمين في القاعة نفسها دون أن يتم فصلهم.وهو المطار الذي تمشي فيه على حدسك إن لم تكن تعيش في الكويت وتعتاد ارتياده، فحين وصولك لا تجد أي علامة تشير إلى أين تذهب، فتضطر أن تتبع نظرية القطيع وتلحق من كانوا معك بالرحلة إلى شباك ختم الجوازات.
صادف أن تكون رحلتي ثاني أيام العيد، وكان المطار أكثر استقرارا من الأيام التي تسبقه حسب ما قيل لي، وكان تعامل الشرطة ودوداً، إلى أن رأيت تعامل الضابط الذي يشاهد جواز المسافر وتذكرته بعد ختم الجواز يهين مسافراً آسيوياً ويشتمه باللهجة الكويتية ليسمعنا حتى نضحك، مما أصابني بصدمة، أين المهنية والأدب؟! واستذكرت موقفاً حين تعامل في إحدى المرات معي أنا شخصياً أحد الضباط بوقاحة لأني سألته هل يوجد طابور؟ وكان حينها الكل يمشي بدون احترام للطابور، فتعمد الصراخ وسلمني جواز سفري بطريقة مستفزة، وحين سألته ما مشكلتك لو سمحت؟ أجابني الله وياك تفضلي روحي، فلكم أن تتخيلوا ما يمر به غير الكويتيين من جنسيات أخرى قد ينظر إليها هذا الضابط بدونية.وفور انتهائك من مهزلة الجوازات تشاهد مناظر البشر وهم يفترشون الأرض أو ينامون عليها، والكراسي كلها ممتلئة، كذلك المقاهي والمطاعم، فيضطر جمهور آخر للوقوف فقط لسبب بسيط أن المطار صغير ولا يتسع للمسافرين في كثير من الأوقات.نعرف أن مشروع توسعة المطار بدأ منذ أعوام، ونعرف أنه قد يستمر إلى أجل غير مسمى كشوارع الكويت التي يتم العمل عليها وتكسيرها منذ سنوات أيضا، وما زال العمل مستمرا دون أن يرى المشروع النور، وهكذا هي جميع المشاريع في الكويت، لكن المطار بشكل خاص هو واجهة البلد واستمرار هذه المهزلة فيه عار على جبين الكويت.الكويت بلد الإنسانية وصاحبة أكبر تبرعات في العالم، فهي التي شيدت أجمل المطارات والملاعب للدول الصديقة لكنها لا تمتلك مطارا مميزا، حتى أثناء زيارتي لأفقر البلدان بحكم رحلاتي التطوعية كنت أجد أن الكثير من مطاراتها تفوق مطار الكويت بمراحل.مطار الكويت الدولي ليس مبنى فقيرا فحسب بل إن بعض العاملين فيه، ولا سيما الضباط، يحتاجون إلى دورة عن كيفية التعامل مع الجمهور باحترام، وأشدد على ضرورة وجود جهة للشكوى في حال تعرض أحد المسافرين للتنمر أو المعاملة السيئة من قبل أحد الموظفين، على أن تتم محاسبة أي مقصر مهما كانت رتبته، ودون ذلك لن تتطور الخدمات في الكويت.قفلة:من الظلم أن أقارن مطار الدوحة الدولي ومطار الإمارات بمطار الكويت، لأننا مللنا المقارنة، فنحن نتمنى أن نعيش حتى اليوم الذي تمتلك فيه الكويت شارعا طبيعيا ومطارا طبيعيا فقط، ولم نعد نحلم كثيرا بعد الخيبات التي مررنا بها.
مقالات
منظور آخر: مطار الكويت الأعجوبة الثامنة
13-10-2016