قال وكيل وزارة المالية الكويتية خليفة حمادة إن الوزارة ستراجع الاجراءات الحكومية الخاصة بصرف الدعوم بما يعزز السيطرة على الهدر والتحقق من وصول الدعوم الى مستحقيها.

وذكر حمادة في تصريح للصحافيين على هامش افتتاح الاجتماع السنوي التاسع لكبار مسؤولي الميزانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تستضيفه الكويت على مدار يومين ان "المالية" بدأت بإصلاحات الدعوم في ملف الطاقة لاسيما الكهرباء والماء والوقود، مضيفا انه "لن يتم الغاء أي دعوم أخرى حاليا وسنتريث قليلا في اصلاحها".

Ad

وعن آلية تطبيق قرار منح المواطنين 75 لترا من البنزين شهريا بعد رفع اسعاره أوضح انه سيتم الاعتماد على البطاقة المدنية الذكية كأداة لتعويض المواطنين، مبينا انه سيتم الإعلان عنها خلال الشهرين المقبلين وذلك بعد اتفاق الجهات المعنية.

وأشار إلى اصدار لائحة جديدة لرسوم الاراضي وحق الانتفاع بما يعزز توجه الدولة في زيادة الرسوم كونها احد المصادر المهمة في تنويع مصادر الدخل موضحا انه سيتم تطبيقها تدريجيا، مضيفا أنه سيتم قياس ومراقبة وتقييم اثر زيادة تلك الرسوم على الاقتصاد الوطني ومستويات التضخم.

ولفت حمادة الى ان ارتفاع اسعار النفط الخام "لن يؤثر على حجم إصدارات السندات العالمية" مبينا ان "المالية" اتخذت نهجا في تعزيز وبناء قدرة الدولة على الاقتراض إذ سيتم انشاء وحدة الدين العام وهي التي تقوم باجراءات الاقتراض.

وأشار الى طرح سندات محليا بنحو مليار دينار كويتي من قبل بنك الكويت المركزي مبينا انه يجري حاليا التنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار لطرح مبلغ ثلاثة مليارات دينار في الأسواق العالمية قبل نهاية السنة المالية الحالية لتعزيز العجز القائم حاليا.

عجز الموازنة

وتوقع أن يبلغ عجز الموازنة العامة للدولة للسنة المالية الحالية ثمانية مليارات دينار معربا عن أمله في ان تسهم الاجراءات الإصلاحية الحكومية في سد هذا العجز.

وقال حمادة ان الوزارة حددت قائمة من القوانين الداعمة لبرنامج الاصلاح المالي والاقتصادي وهي قيد المراجعة حاليا من قبل الجهات المسؤولة.

وأضاف ان القوانين تتضمن قانون الخصخصة وقانون ضريبة الأرباح على الشركات وقانون السجل التجاري وقانون البديل الاستراتيجي وقانون الاعسار (الافلاس).

أهداف مشتركة

وأوضح ان الاجتماع الذي يستمر مدة يومين يأتي تحقيقا للاهداف المشتركة بين منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية واقتصادات الشرق الأوسط وشمال افريقيا بما فيها اجراء إصلاحات هيكلية طموحة ومتماسكة لاستعادة النمو وايجاد فرص العمل واتباع نماذج تنمية اكثر شمولا واستدامة الى جانب تعزيز الاستقرار والقدرة على مواجهة الأزمات في المنطقة.

وذكر ان الاجتماع سيتيح فرصة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول المشاركة والوقوف على ما تحقق من نتائج لبرامج الاصلاح المالي والاقتصادي في تلك الدول الى جانب ما تقدمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من مساعدات فنية في هذا المجال.

وقال حمادة ان دولة الكويت واجهت ظروفا اقتصادية في ضوء التراجع الحاد الذي شهدته أسعار النفط منذ منتصف 2014 على الرغم من قوة المركز المالي للبلاد الامر الذي يفرض عليها اعادة هيكل الاقتصاد الوطني دون تباطؤ.

وافاد بان مجلس الوزراء الكويتي اعتمد في 14 مارس الماضي وثيقة الاجراءات الداعمة لمسار الاصلاح المالي والاقتصادي والتي تتضمن مجموعة من البرامج على المدى القصير والمتوسط وذلك في اطار الاصلاحات المالية والاقتصادية التي تم اتخاذها.

وبين ان وثيقة الاجراءات الداعمة لمسار الاصلاح المالي والاقتصادي تتضمن تطوير ادارة المالية العامة وذلك من خلال البدء في اعداد الميزانيات العامة لمدة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة من اجل زيادة القدرة على التنبؤ المالي وتعزيز ادارة الموارد المالية.

واضاف ان الوثيقة تسعى ايضا الى تطوير اعداد تقديرات الميزانيات العامة ووضع سقوف لمخصصات الانفاق للجهات الحكومية والمؤسسات العامة ما يساعد في تحقيق نتائج افضل من حيث الانضباط المالي والمساءلة المالية.

واشار حمادة الى اعادة تصنيف الميزانيات العامة وفقا لتصنيفات احصائيات المالية الحكومية (جي اف اس 2001) كاستراتيجية انتقالية للتحول التدريجي الى عمليات محاسبة على أساس الاستحقاق بشكل اشمل وصحيح وباستخدام معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام.

تنمية الإيرادات

وذكر ان الوثيقة تتضمن تنمية الإيرادات غير النفطية من خلال تطوير النظام الضريبي سواء من حيث اعادة هيكلة الادارة الضريبية ووضع نظام ضريبي شامل الى جانب اعادة تسعير الخدمات والمنتجات وكذلك ترشيد الانفاق العام واعادة توزيع الدعم بما يضمن استمرار وصوله الى مستحقيه.

واوضح ان الوثيقة تتضمن كذلك تطبيق المعايير الدولية الصادرة عن سكرتارية البنك الدولي لتقييم الانفاق الحكومي والمساءلة المالية ما يساهم في رفع كفاءة الادارة المالية العامة.

ولفت الى سعي الوثيقة الى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني والذي يطمح الى ايجاد بيئة عمل توفر مجموعة من الفرص للقطاع الخاص الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تسهم في زيادة معدل النمو وعلاج مشكلة البطالة اضافة الى الخصخصة.

وقال حمادة ان الوثيقة الذي وضعتها الحكومة تعيد تشكيل هيكلة نظام الخدمة المدنية وسوق العمل في الكويت والذي يهدف الى وضع نظام التعويضات الذي يتحكم في نمو الانفاق الى مستويات معقولة مع ضمان ان تكون التعويضات في القطاع العام عادلة وموحدة اضافة الى مواءمة التوظيف في القطاع العام وتشجيع توظيف الكويتيين في القطاع الخاص.

ويبحث الاجتماع الذي تستضيفه الكويت وتشارك به الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبالغ عددها 34 عضوا تطورات الموازنات الأخيرة بالمنطقة وتحديد وظائف المؤسسات ومسؤوليات الإدارة المالية لتعزيز وتحسين الشفافية والتقارير المالية والرقابة الداخلية وإدارة المخاطر فيما يتعلق بالنزاهة المالية.

ويستعرض الاجتماع مراجعات العديد من الدول حول الميزانية والانفاق اضافة الى تعزيز دور الوزارات المعنية في مسألة الانضباط المالي والمساءلة وتجارب الإصلاح المالي.