اليمن: «الشرعية» تبدأ «معركة صعدة» وتسيطر على «البقع»

• الملك سلمان يُسهِّل علاج جرحى «الصالة الكبرى» بالخارج
• الحوثي يرفض التعويل على «الخيار السلمي»
• تسريب لصالح يهدد قادة عسكريين
• تزايد الأدلة على تورط الحوثيين باستهداف المدمرة الأميركية

نشر في 13-10-2016
آخر تحديث 13-10-2016 | 00:04
حوثيون يتسلقون لوحة إعلانية في صنعاء خلال إحياء ذكرى عاشوراء         (رويترز)
حوثيون يتسلقون لوحة إعلانية في صنعاء خلال إحياء ذكرى عاشوراء (رويترز)
توغلت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمعقل الميليشيات الحوثية بمحافظة صعدة، انطلاقا من الأراضي اليمنية، وحققت القوات التي استعانت بعناصر «سلفية» طردتها الميليشيات من المحافظة الحدودية تقدما بمساندة جوية من مقاتلات التحالف الذي تقوده الرياض.
فتحت قوات الجيش اليمني الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي جبهة جديدة في إطار مساعيها لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة للمتمردين، وأطلقت معركة تحرير محافظة صعدة معقل جماعة "أنصار الله" الحوثية شمال البلاد.

وأكد محافظ "صعدة" هادي الوائلي، أمس، إطلاق قوات الجيش بإسناد من قوات التحالف والمقاومة عملية عسكرية مباغتة بالمحافظة، وفتح جبهة قتال في مديرية كتاف والبقع شرقها.

وقالت مصادر عسكرية في المقاومة إن "قوات الجيش والمقاومة تمكنت بمساندة التحالف من تحرير مناطق واسعة بمديرية كتاف معقل المتمردين، بالتزامن مع استمرار عمليات تبادل القصف بين قوات التحالف والميليشيات في عدة جبهات بعسير وجازان".

وأوضحت المصادر أن وحدات من الجيش والمقاومة بقيادة الشيخ مصلح بن الأثله تساندها وحدات العمليات المتعددة في الحرس الوطني السعودي ووحدات من قوات التحالف المرابطة بالحد الجنوبي للمملكة تمكنت ليل الثلاثاء - الأربعاء، من تحرير منفذ البقع الحدودي بمديرية كتاف شرق محافظة صعدة، ومناطق واسعة تمتد إلى أكثر من 10 كيلومترات في محيط منفذ البقع المحاذي لمنفذ الخضراء في الجانب السعودي بمنطقة نجران، في عملية خاطفة وبغطاء جوي من الطائرات الحربية ومقاتلات الأباتشي.

وأكدت استمرار عمليات الزحف والتقدم حتى فجر أمس باتجاه مدينة صعدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، مشيرة إلى أن القوات اليمنية "تقدمت من الأراضي السعودية".

وذكرت أن بين المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، "مقاتلين سلفيين" سبق لهم القتال ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق.

وحظي السلفيون بوجود في شمال اليمن، وأداروا بعض المدارس، إلا أنهم طردوا منه مع اندلاع النزاع في البلاد قبل عامين، اثر سيطرة الحوثيين، وهم من الزيديين، وحلفائهم على صنعاء في سبتمبر 2014، وتقدمهم للسيطرة على مناطق في الوسط والجنوب.

وتزامن تقدم القوات اليمنية مع قصف جوي ومدفعي سعودي لمواقع وتحركات الميليشيات وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح قبالة الخوبة بجازان، ومدينة الربوعة بمحافظة ظهران الجنوب.

وقال التحالف الذي تقوده الرياض إن قوات الدفاع الجوي الملكي أسقطت مساء أمس الأول صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة خميس مشيط.

من جانب آخر، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مركز الاغاثة والاعمال الانسانية الحامل اسمه بـ"التنسيق مع قيادة قوات التحالف والحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بصنعاء الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن".

صالح والجايفي

في شأن آخر، كشف تسجيل حصلت عليه قناة "الجزيرة" لمكالمة هاتفية بين الرئيس اليمني السابق ومحافظ عمران السابق كهلان أبوشوارب؛ عن تهديدات كان يوجهها الرئيس المخلوع للقادة العسكريين بعد الإطاحة به لإجبارهم على عدم تنفيذ أوامر الرئيس هادي.

ويظهر التسجيل الذي يعود تاريخه إلى يونيو 2014 صالح وهو يطلب من أبو شوارب إبلاغ قائد قوات الاحتياط آنذاك اللواء علي الجايفي الذي قتل في حادثة تفجير عزاء صنعاء وقائد الحرس الجمهوري بعد انقلاب الحوثي وصالح؛ بأنه سيُحرقه إذا نفذ أوامر هادي بإرسال قوات إلى معسكر ريمة حميد التابع لصالح في مسقط رأسه بمنطقة سنحان.

وكانت أنباء قد تحدثت أمس عن تصفية الجايفي من قبل عناصر مجهولة بعد إصابته بجروح طفيفة جراء تفجير مجلس عزاء صنعاء السبت الماضي.

إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر، أن الرئيس هادي سيدعو خلال اليومين المقبلين الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في بلاده، لإقرار مشروع الدستور الجديد والاستفتاء عليه.

في سياق منفصل، وبعد يوم من تلميح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى إمكانية توجيه ضربة انتقامية ردا على استهداف مدمرة أميركية قرب السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرة المتمردين، قال مسؤولون أميركيون أمس إن "واشنطن ترى مؤشرات متزايدة على أن الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران وراء الهجوم الذي وقع الأحد الماضي رغم نفي الميليشيات ذلك".

وأضاف المسؤولون، وهم غير مخول لهم الحديث علنا لأن التحقيق في الواقعة مازال جاريا، أنه يبدو أن الحوثيين استخدموا زوارق صغيرة في عمليات الرصد للمساعدة في توجيه الهجوم الصاروخي على المدمرة.

وذكروا أن واشنطن تحقق في احتمال أن تكون محطة رادار تحت سيطرة الحوثيين في اليمن قد رصدت موقع المدمرة ميسون، ما من شأنه مساعدتهم في نقل إحداثيات المدمرة تمهيدا لشن هجوم.

وينذر الحادث بأول تحرك عسكري أميركي يستهدف الحوثيين، حتى وإن اقتصر الأمر على عملية انتقامية واحدة رغم عدم إصابة المدمرة الأميركية.

من جهته، اتهم زعيم الجماعة المتمردة عبد الملك الحوثي، في كلمة له، المملكة العربية السعودية بـ"الرغبة في السيطرة على مقدرات الشعب اليمني ونشر الظلام والضلال برعاية وإشراف أميركا".

وتعهد بما أسماه "التحرك بحرية واستبسال دفاعا عن الكرامة والعزة في مواجهة العدوان"، داعيا أنصاره إلى اعتماد خيار المواجهة المسلحة ورفض التعويل على جهود الأمم المتحدة التي وصفها بـ"العاجزة" لإنهاء الصراع.

وطالب أتباعه بـ"تكثيف تحركاتهم على كل المستويات" لمواجهة "مساعي الطرف الآخر لفتح محاور جديدة" لم يوضح ما هي. وهاجم الحوثي "التيار المنحرف" في حزب "الإصلاح" المحسوب على تيار "الإخوان" باليمن وتوعد "العدوان ومن في صفه".

back to top