ضمن سياسة التهجير، التي يتبعها النظام الرئيس السوري بشار الأسد لتأمين مواقعه العسكرية المحيطة بالقصر الجمهوري، بدأت أمس اللجان المكلفة من مدينتي قدسيا والهامة، القريبتين من معظم مقار الفرقة الرابعة بريف دمشق، تنفيذ اتفاق مع النظام يقضي بخروج 600 شخص مع عائلاتهم من المدينتين خلال 24 ساعة إلى الشمال السوري بالسلاح الفردي وتسليم الثقيل.

وبعد أن تم إعداد قوائم بالرافضين شروط التسوية، من المقرر أن تدخل فرقة من قوات الحرس الجمهوري، لتمشيط المنطقة والتفتيش، تمهيدا لتشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن تحت إشراف الحرس الجمهوري، وسيتم إعطاء المتخلفين عن الخدمة العسكرية والاحتياطية مهلة 6 أشهر لتقديم أوراق تأجيل أو للالتحاق بالجيش.

Ad

وفي محاولة لإجبار فصائل الغوطة الشرقية على توقيع اتفاقي استسلام مشابه، كثف النظام أمس قصفه للأحياء السكنية في مدن دوما وكفربطنا والشيفونية بعشرات الغارات الجوية والصواريخ، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير محدد، بسبب عدم تمكن فرق الإنقاذ من انتشال الجثث من تحت الأنقاض، وسط أوضاع إنسانية صعبة.

ووسط ترحيب النظام، صدق مجلس الاتحاد الروسي، أمس، على الاتفاقية الموقعة بين موسكو ودمشق في 26 أغسطس 2015 لنشر مجموعة من القوات الجوية على أراضي سورية لأجل غير مسمى.

وغداة الإعلان عن اعتزام موسكو منح دمشق منظومة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "بانتسير"، تستعد حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" الشهر الجاري للإبحار باتجاه سواحل سورية، مع كامل حمولتها من الأسلحة والطائرات من طرازي "سو-33" و"سو-25"، ومروحيات "كا-27" و"كا-29".

وضمت قيادة الأسطول الروسي حاملة الطائرات الوحيدة لصفوف المجموعة العملياتية للأسطول في البحر المتوسط.

في سياق آخر، نددت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بـ "الهستيريا المعادية لروسيا" التي عبر عنها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بدعوته الى التظاهر أمام سفارة موسكو في لندن.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنيكوف، في بيان، إن محاولة جونسون "اتهام روسيا بكل الخطايا، ليس سوى زوبعة في فنجان"، مطالبا إياه بتقديم "أدلة" على ضلوع موسكو في جرائم الحرب بسورية.

وعلقت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، على صفحتها على "فيسبوك" كاتبة: "العار لجونسون"، بسبب تحذيره روسيا من التحول إلى دولة مارقة، ودعا القوى الدولية لمعاقبتها. وقال "الكرملين" إن من واجب بريطانيا ضمان سلامة الدبلوماسيين الروس على أراضيها.

وإذ اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن بت أمر ارتكاب جرائم حرب في سورية من عدمه مسألة يحسمها القضاء، شددت على أن "الحل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار هو الانتقال السياسي، وحان الوقت لتقبل روسيا بذلك".

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين كثف في الواقع عمليات القصف على حلب، لذلك ومجيئه الى باريس لمناقشة الوضع في سورية كان سيعتبر محرجا جدا"، معتبرا أن موسكو تجد نفسها في "عزلة" على الصعيد الدولي. ورفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس النقد الموجه من نواب البرلمان المعارضين لإدارة حكومته للعلاقات مع روسيا في ما يتعلق بسورية، قائلا إن موسكو لها موقف "معرقل" و"غير مبرر" تجاه الأزمة.