رجال العازة والدروازة!
الحل المفاجئ لمجلس الأمة غرضه مباغتة توجُّه المعارضة بمختلف رموزها وتياراتها، واستغلال حالة التشرذم بين صفوفها، حتى فيما يخص قرار خوض الانتخابات من عدمه، بالإضافة إلى استباق توقيت انتهاء مدة حبس النائب مسلم البراك وخروجه المزعج سياسياً، حتى لو قرر عدم المشاركة في الانتخابات.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لذا فإن أسباب الحل لا علاقة لها بذلك، إن صحت المعلومات الواردة عن دوافع وتوقيت الحل الذي سرّبت الأخبار أنه لن يتجاوز الساعات القادمة، بل للمحافظة على التعاون بين المجلس الحالي والحكومة، وبمعنى آخر هناك اتفاق حكومي - نيابي للمحافظة على تركيبة السلطتين التنفيذية والتشريعية الحالية للسنوات الأربع القادمة، والطريقة التي سوف يتم بها ذلك هو الحل الصوري والدعوة إلى انتخابات مبكرة جداً جداً قد تكون في غضون أقل من شهر!الحل المفاجئ لمجلس الأمة إذاً، الغرض منه مباغتة توجه المعارضة بمختلف رموزها وتياراتها واستغلال حالة التشرذم بين صفوفها حتى فيما يخص قرار خوض الانتخابات من عدمه، بالإضافة إلى استباق توقيت انتهاء مدة حبس النائب مسلم البراك وخروجه المزعج سياسياً حتى لو قرر عدم المشاركة في الانتخابات.السبب الآخر في هذا التوقيت المرتب باتفاق المجلس والحكومة يكمن في حالة الاستياء الشعبي الواسع من السلطتين معاً، ومن مجلس الأمة تحديداً، الأمر الذي رصدته بعض مراكز الاستطلاع، حيث إن مجاميع كبيرة من المستائين والمحبطين والغاضبين سوف يقاطعون الانتخابات المقبلة، وهؤلاء ليسوا أصلاً من المقاطعة "المعارضة" وإنما من مؤيدي المشاركة في آخر انتخابين، وممن أدلوا بأصواتهم في انتخاب المجلس الحالي على وجه الخصوص، وهذا التحليل مبني على بعض ما يدور في دهاليز النواب والوزراء وما يطرح في اجتماعاتهم الخاصة.لهذا فإن الحل "البدعة"، إن صحت المعلومات حوله، يضيف إنجازاً آخر للمجلس التاريخي، وهو تحقيق معجزة سياسية لاستمرار أكبر عدد من نواب 2013 في المجلس المقبل كدلالة على استمرارية شعبية مجلس "بو صوت واحد" ونجاحه، وهذا ما يجسّد أحد تطبيقات المثل الكويتي في شقه الثاني الخاص بـ"رجال العازة"، فكثير من النواب الحاليين في عازة شديدة إلى الحكومة بأن تكرمهم وتساعدهم في العودة إلى قبة البرلمان نظير خدماتهم الجليلة، وهذا السيناريو قد يكون بالفعل طوافة الإنقاذ لهم، وأن يستمر مجلس 2013، ولو برتوش من التغيير البسيط، لعل وعسى أن يتحولوا لاحقاً إلى "رجال الدروازة"!