تلخص عبارة "استنفار أمني ومهابط شبه خاوية من الطائرات" الحال الذي يعيشه مطار "شرم الشيخ الدولي" الآن، بعد عام من الركود في حركة الطيران، وبعدما علقت كثير من الدول، بينها روسيا الاتحادية، حركة الطيران مع مصر عقب كارثة سقوط طائرة الركاب الروسية "إيرباص" وسط سيناء، أواخر أكتوبر 2015، لتتوقف حركة السياحة في المقصد السياحي الأول في مصر.

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة في مطار "شرم الشيخ"، التي رصدتها "الجريدة" أثناء جولة تفقدية لها في المطار، فإن تلك الإجراءات يبدو أنها لا تروق للحكومة الروسية، التي لا تزال تتحفظ على الإجراءات الأمنية في المطار وتراها غير كافية، خاصة أن نحو 3 ملايين سائح روسي كانوا حتى العام الماضي، يفضلون قضاء العطلة في المنتجع المطل على البحر الأحمر.

Ad

"الكل جاهز هنا في انتظار قرار روسيا لاستئناف حركة الطيران إلى مطار شرم الشيخ، لكنه قرار يبدو بعيد المنال"... كلمات بدأها شرطي - رفض ذكر اسمه - أثناء حديثه مع "الجريدة"، وقال بينما علامات الثقة لا تفارق وجهه: "مطار شرم الشيخ هو الأقوى من حيث التأمين من بين مطارات مصر، فقد تمت إضافة مرحلة تفتيش جديدة إلى جانب مرحلتين سابقتين"، مشيراً إلى أنه تمت الاستعانة بأعداد كبيرة من رجال الأمن داخل المطار للتفتيش والتدقيق في الهويات حتى قبل الصعود إلى الطائرة، بالرحلات الداخلية والخارجية.

وعن مراحل التفتيش التي يمر بها المسافر عبر مطار شرم الشيخ أوضح الشرطي، أن المرحلة الأولى يتم وضع الحقائب فيها على السير، للكشف عن محتوياتها، وسحب جميع المعادن الموجودة برفقة المسافر خلال المرور عبر البوابة، ليمر بعدها بخطوات قليلة إلى منطقة يتم فيها تغليف جميع الحقائب التي ستصعد على الطائرة، حيث يتم فحصها مجدداً بجهاز صغير لتحديد ما إذا كان بها أية مواد متفجرة.

الشرطي الذي كان يستخدم الجهاز في "الفترة المسائية"، قال إن هناك جهازا مزودا بأشعة X RAYS يستطيع كشف المتفجرات وتحديد نوعها وكمياتها على الفور دون فتح الحقيبة، مشيراً إلى أن الأمر لا يستغرق سوى أقل من 10 ثوان للحقيبة الواحدة، ويوجد منه جهازان في كل صالة سفر حتى لا يعوق حركة المسافرين.

بعد تسجيل الوصول للطائرة ووضع الحقائب تأتي مرحلة التفتيش الثالثة والتي تتضمن تكراراً لما حدث في المرحلة الأولى من خلع الأحذية والمعادن والمرور عبر البوابات الإلكترونية، لكن هذه المرة يتم إضافة ختم مصلحة الجوازات على "البوردينج" الخاص بالصعود للطائرة، وهو ما يعني خضوع المسافر للمرحلة الأخيرة من التفتيش ليتأكد رجال الشرطة خلالها من عدم وجود أي ممنوعات مع المسافرين على متن الطائرة.

يشار إلى أن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي يتحصن في جبال سيناء، أعلن في وقت سابق أنه المسؤول عن تفجير الطائرة الروسية، عبر زرع ناسفة خفيفة الوزن داخل الغرفة المخصصة للأمتعة، حيث انفجرت على ارتفاع 30 ألف قدم، ما أدى إلى مقتل 224 أغلبهم من روسيا كانوا على متنها.