طهران «المرتابة» من موسكو تتخوف من «لوزان»
مستشار ظريف لـ الجريدة.: قرار المشاركة في الاجتماع الدولي يحسم اليوم
علمت «الجريدة» من أحد مستشاري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن التباين بين إيران وروسيا بشأن التعاطي مع ملف الأزمة السورية وصل إلى حد الخلاف بشأن المشاركة في مفاوضات مرتقبة، بحضور غربي وخليجي في مدينة لوزان السويسرية، لم تدع لها حكومة الرئيس بشار الأسد المدعومة من موسكو وطهران. وأكد المستشار، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن إيران ترفض المشاركة في المفاوضات، التي تأتي بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا.وقال إن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصل بظريف عدة مرات محاولاً إقناعه بالمشاركة في المفاوضات، إلا أن الوزير الإيراني رفض حتى المشاركة عبر إرسال مساعد له».
وأضاف «في آخر اتصال بين الوزيرين أصر الروس على أن الهدف الأول من اجتماع لوزان، هو إجلاس وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي عادل الجبير على طاولة واحدة بوساطة دولية أكثر منها من بحث الملف السوري، إذ إن الجميع بات مقتنعاً أن فض الخلاف الإيراني - السعودي يساهم في حل أزمات المنطقة».وأشار إلى أن لافروف أوضح في اتصاله الأخير أن عدم حضور إيران للاجتماع «سيضعف موقف روسيا، ولن يكون لمصلحة طهران ودمشق». في حين أكد ظريف أنه سيجري مشاورات مع القيادة الإيرانية ومن ثم يعطيه الجواب النهائي بحلول اليوم. ولخص المستشار نقاط الخلاف بإصرار طهران على إنهاء معركة حلب قبل الانتخابات الأميركية باعتبارها «فرصة ذهبية» لا يمكن تعويضها، وأن أي مفاوضات يجب أن تتم بعد سيطرة قوات بشار على المدينة بشكل كامل وليس قبلها.ولفت إلى أن إيران تعتبر أن أي مفاوضات لوقف إطلاق النار بحلب فقط «مضيعة للوقت»، في حين أن الروس يرون في المفاوضات تخفيفاً للضغط الدولي عليهم بسبب حملة قصفهم الجوي للمعارضة السورية بثاني أكبر مدينة سورية.ومن بين أهم نقاط الخلاف أن الروس يدخلون جميع خلافاتهم مع الولايات المتحدة وأوروبا مثل ملفات أوكرانيا والعراق واليمن وحتى بحر الصين في المفاوضات التي تتم باسم سورية، في حين ترى السلطات الإيرانية أن المفاوضات يجب أن تقتصر على الملف السوري فقط.وبين المستشار أنه على الرغم من الاتفاق السابق بين البلدين بشأن الملف السوري والعراقي وضرورة تنسيق جميع الاتصالات مع الدول الأخرى، فإن قيام الروس بعقد اتفاق من خلف الكواليس مع الأتراك دون إطلاع الإيرانيين عليه عزز شكوك طهران نحو موسكو، التي سكتت عن تدخل أنقرة بشمال سورية عسكرياً.وزاد الشكوك الإيرانية نحو روسيا قيام الأخيرة بإطلاع إسرائيل على «أدق تفاصيل مفاوضاتها مع الأميركيين وتحركاتهم في سورية»، وفتح المجال لتخوف إيراني من أن تعقد موسكو صفقات مع واشنطن بمباركة إسرائيلية على حسابها في سورية والعراق.واختتم المستشار بالتأكيد على أن طهران التي لا تحتاج لوساطة من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة مع الغرب بشأن أزمات المنطقة، باتت تنظر بعين الريبة إلى الموقف الروسي بشأن الأزمة السورية «ولا تستبعد استخدام موسكو للأزمة، التي لا تريد حسمها في الوقت الحالي كورقة ضغط ومساومة مع الغرب».