بالعربي المشرمح: قتل الكفاءات!
![محمد الرويحل](https://www.aljarida.com/uploads/authors/706_1689527706.jpg)
اليوم الكويت تتراجع في معظم المجالات، والسبب هو سوء الإدارة ووضع الرجل غير المناسب مكان المناسب بفضل المحسوبيات والواسطة التي باتت تشكل حاجزاً يصعّب التمييز بين الكفاءة وإسهامات المرء الفعلية وبين المعرفة والنفوذ، إذ أصبحت تلك الواسطة هي الوسيلة الوحيدة لتقلد المرء مناصب عليا دون النظر إلى الكفاءة والإبداع والتطوير، إلى درجة أن ذلك بات ثقافة عامة ينتهجها المجتمع ليصل إلى غاياته حتى وإن كان غير مقتنع بها، أو كانت مدمرة لإدارة العمل وتنتهك المواطنة الحقة.
يعني بالعربي المشرمح:
لست بصدد الدفاع عن عبدالله المطيري، ولكنني ذكرته كمثال حي للمواطن الصالح الذي يخلص في عمله ويلتزم بمسؤولياته وواجباته الوطنية معتقداً أنها ستحقق له حياة إنسانية متكاملة في ظل الدستور ومبدأ تكافؤ الفرص، مؤمناً بالارتباط المنطقي بين الجهود الشخصية الإيجابية في الالتزام بواجبات المواطنة والدعوة إلى تطبيقها في الحياة اليومية، وبين ما يمكن للفرد الحر والمستقل، خصوصا الذي لا ينتمي إلى تيار سياسي أو فكري معين، تحقيقه من نجاحات شخصية مشروعة، ولكن حين يصل أحد المواطنين الصالحين إلى شبه قناعة بأن مثاليته الأخلاقية والوطنية والتزامه بمتطلبات المواطنة الحقة، وحرصه على تكريس الثوابت الوطنية في بيئته الوطنية، لم تؤدِ، على ما يبدو، إلى ربْط آماله وتطلعاته المشروعة بالنجاحات والرقي الاجتماعي، فكيف يستطيع المواطن الصالح عندئذ الاستمرار في إيجابيته وتفاؤله ودعوة مواطنيه الآخرين إلى ممارسة المواطنة الهادفة، وهو يرى ويشاهد ما يحصل على أرض الواقع من فساد إداري متمثل في المحسوبية والواسطة؟!