طلب هارون الرشيد ماءً، فلما أراد شربه، قال له ابن السماك: مهلاً يا أمير المؤمنين، بقرابتك من رسول الله، لو مُنعت هذه الشربة، بكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي.

قال: اشرب، فلما شرب، قال: أسألك بقرابتك من رسول الله: لو مُنِعت خروجها من بدنك، بكم كنت تشتريها؟

Ad

قال الرشيد: بكل ملكي، فقال له ابن السماك: "إن ملكاً لا يساوي شربة ماء، وخروج بولة لجدير ألا ينافس فيه"!

ويحكى أن رجلاً تاه في الصحراء، وقد كان مسافراً، وليس معه طعام ولا شراب، أشرف الرجل على الهلاك فأخذ يحفر الأرض باحثاً عن ماء، فوجد كنزاً من الذهب فقال:

أينفع المال والإنسان في ظمأٍ

أمامه الموت لا قبر ولا كفنُ؟

ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه

تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السّفن

من خلال هذين الموقفين، يتضح لنا أن الماء نعمة عظيمة غالية الثمن، يجب أن نشكر الخالق ونحافظ عليها، لأنه بالشكر تدوم النعم، يقول الحق سبحانه وتعالى، في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كل شيء حي".

كما لا يفوتني أن أنبه كل رب أسرة إلى مراقبة سواق المنازل والخدم والأولاد وتوعيتهم إلى عدم الإسراف في الماء أثناء غسلهم السيارات وأرضية المنازل والمطابخ والحمامات، لأن الإسراف مكروه في ديننا الإسلامي والاقتصاد مطلوب في كل شيء، ولاسيما في الماء "ومن حبنا لها بنوفر لها".

* آخر المقال:

اقرأ واتعظ:

"كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ". (سورة الدخان).