أحدوثتي
كنت طفلاً صغيراً، كأي طفل في العالم، يتعلق شغاف قلبه بالحكايات الخيالية المشوقة التي يكثر فيها الجن أو الأبطال الأسطوريون، وكان أمتع شيء لدي حينما أقرأ قصة جميلة مصورة، أو يحكي لي أحدهم قصة طريفة، ووجدت من يكبرني سناً أيضاً مولعاً بالقصص والأحاديث، بل وجدت كل الشعب الكويتي عامة محباً لمثل تلك القصص والحكايات، وعندما درست وتفقهت في فن الرواية وقرأت من الكتب ما شاء الله لي أن أقرأ، وجدت لذة ومتعة في الكتابة لا تضاهيها متعة، ووجدت أن القصص والأحاديث التي سمعتها من الكبار وأنا صغير هي زاد ومؤنة لي، وأنا كبير، ووجدت أن القاصّ أو الكاتب له دور جد خطير في المجتمع، فالمادة الفنية الممتعة من قصة أو مقال أو أغنية أو مسرحية، وغيرها من ألوان الأدب لها مفعول السحر على الأمم، لدرجة أنك إذا وجدت أدبا وقصصا جادة مثمرة في أمة من الأمم فاعلم أنها لا محالة أمة سوف تكون متقدمة بعون الله. وحقاً أقول إن حياتنا الاجتماعية هي ملهمتي ومعلمتي وأستاذتي الأولى والأخيرة، إذ إنني شرعت، بحمد الله، في كتابة رواية تتحدث عما يدور في أجواء السياسة العالمية، تلك الأعاصير العاتية، وكيف لتلك الرياح القوية أن تهب على عالمنا العربي، وكيف تقلب خيام أحيائه وتترك وراءها أرضاً عارية، كانت الأحداث تبكيني بموازاة أخرى تضحكني، أوليس ربنا العظيم هو من "أضحك وأبكى" أوليس هو من دبر بحكمته تلك القصة الكبيرة للعالم، تلك القصة من بدء آدم حتى الآن، وجعل بها ما يضحكنا وجعل بها ما يبكينا، انتظروا روايتي النابعة التي استلهمتها من واقعنا، انتظروا تلك الرواية التي حينما كتبتها لم أكن أرجو بها إلا كل إمتاع للقارئ، وأنا الآن بصدد إصدارها بعون الله.
ظنكم لكم، وحسن نيتي لي، ورب البيت كريم.