موسكو لن تقدم مبادرة في لوزان وستدخل حلب الشرقية بأي ثمن
• أوباما يبحث خياراته
• «الشامية» تخسر 50 بانفجار قرب أعزاز... و«داعش» يغتال قيادياً معارضاً بدرعا
في محاولة لفرض واقع عشية الاجتماع الدولي المرتقب عقده في مدينة لوزان السويسرية من دون أي مبادرات جديدة، واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها العنيفة على حلب الشرقية، في وقت اجتمعت الإدارة الأميركية لحسم موقفها قبل القيام بعمل عسكري مباشر يشمل ضرب مدارج مطارات النظام، وتزويد معارضيه بسلاح نوعي.
غداة تأكيد موسكو استعدادها لتأمين "انسحاب آمن" لمسلحي المعارضة مع أسلحتهم، شنّ الطيران السوري وحليفه الروسي ليل الخميس- الجمعة عشرات الضربات الجوية على حلب الشرقية، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي حذر من أن "كثافة الغارات تظهر نية الروس استعادة الأحياء الشرقية المعارضة بأي ثمن".وأكد مصدر عسكري سوري أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة استعادت السيطرة على المقلع وكسارات العويجة وقوس العويجة بحلب بعمق 1 كم وجبهة 1 كم، وقضت على أكثر من 42 مسلحا في الشيخ سعيد والفردوس والمشروع 1070 شقة، حين نعت ميليشيا "حزب الله" اللبناني القيادي البارز محمود أحمد مزنر من بلدة ميفدون جنوب لبنان في المعارك الدائرة بالمدينة وريفها.
«فتح الشام»
إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية، لـ"رويترز، إن عدد مقاتلي جبهة "فتح الشام"، التي تتخذ موسكو ودمشق وطهران وجودها في حلب الشرقية ذريعة لتبرير هجماتها، أقل بكثير من تقدير مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا لهم بنحو 900، مؤكدة أن عددهم الحقيقي لا يتجاوز 200 وربما أقل من 100 وربما لا يتعدى كونه "رمزيا".وطالب الائتلاف الوطني للمعارضة السورية بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل مناقشة الأوضاع الإنسانية في حلب.وسلم ممثلو أصدقاء الشعب السوري مقترحا مفصلا يتناول مشروع قرار لوقف إطلاق النار، والعمل على إصدار قرار في الجمعية العامة تحت بند "الاتحاد من أجل السلام".وفي مقابلته مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، اعتبر الرئيس بشار الأسد أن حلب هي "توأم دمشق وثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية"، مؤكدا أن استعادتها "مكسب سياسي ووطني وستشكل منطلقا للتحرك إلى مناطق أخرى".وقال الأسد: "ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة، ودحر الإرهابيين ليعودوا إلى تركيا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر"، مضيفاً أن تحركات تركيا تمثل "غزوا وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سورية".وإذ اعتبر أن الحرب الدائرة في بلاده باتت صراعاً بين روسيا والغرب يشبه الحرب الباردة وربما أكثر، أكد الأسد أن "السعودية أرادت تدمير إيران تماما لأسباب مختلفة، وبالتالي أرادوا من سورية أن تقف ضدها، وللعلاقة الجيدة بها فإن تدمير سورية يمكن أن يؤثر على إيران، وبالنسبة إلى الغرب، فإن تقويض موقع سورية سيؤثر سلبا على روسيا".اجتماع لوزان
ووفق دبلوماسي فرنسي، فإن هذه القضية ستناقش اليوم في اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف بمدينة لوزان السويسري بمشاركة عدة دول أساسية منها تركيا وقطر والسعودية وإيران. وقال لافروف، للصحافيين في العاصمة الأرمينية يريفان، إنه ليست لديه "توقعات خاصة" لأن موسكو لم تر بعد أي خطوات من شركائها الغربيين، مضيفا أن روسيا لا تعتزم طرح مبادرات جديدة.وفي موسكو، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، على اتفاق نشر قواته الجوية في قاعدة حميميم "لفترة غير محددة"، الذي ينص على إعفاء نحو 4300 عسكري روسي من الضرائب والرسوم الجمركية مع منحهم وعائلاتهم الحصانة الدبلوماسية.خيارات أوباما
وفي واشنطن، اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عمل في سورية تضم الخيار العسكري.ورغم تحذير موسكو من شن أي عمل عسكري ضد النظام، رأى مسؤولون أميركيون كبار أن على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سورية، وإلا فإنها تخاطر فيما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة، ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك.ونقلت "رويترز" عن مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه، أن بعض الخيارات تشمل عملاً مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات.واستبعد مسؤولون أن يأمر أوباما بضربات جوية على أهداف للحكومة، مؤكدين أنه قد لا يتخذ قرارا في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي.وقال المسؤولون إن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص، بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أن تستخدم ضد طائرات غربية.الجبهة الشامية
في غضون ذلك، قتل 50 على الأقل غالبيتهم من فصائل المعارضة في انفجار سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش قرب بلدة إعزاز المجاورة للحدود مع تركيا. وأوضح المرصد أن الانفجار، الذي أدى الى جرح العشرات بعضهم بجروح خطيرة، وقع عند نقطة تفتيش تابعة للجبهة الشامية على الطريق المؤدي الى معبر باب السلامة.وفي درعا، اغتال مجهولون قائد "لواء حمص الوليد" العميد المنشق عماد أكراد، الملقب بـ"أبو اسماعيل" واثنين من مرافقيه بإطلاق رصاص عليهم لدى مرورهم في أحد شوارع بلدة تل شهاب براليف ولاذوا بالفرار.
بوتين يوقع «الوجود الدائم» و«حزب الله» ينعى قيادياً بارزاً