أثار تصويت لجنة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" أمس الأول على مشروعي قرارين حول القدس الشرقية المحتلة غضبا عارما في إسرائيل، حيث اعتبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن "اليونسكو" فقدت شرعيتها.

من جهتها، رحبت السلطة الفلسطينية عبر حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله بالقرار، في وقت قرر وزير التربية والتعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت، أمس، تعليق كل نشاط مهني مع المنظمة.

Ad

والنصان اللذان قدمتهما دول عربية، بينها مصر ولبنان والجزائر، أمس الأول، اعتمدا في جلسة لاحدى اللجان في "اليونسكو" بـ24 صوتا مقابل ستة معارضة، وامتناع 26 وغياب اثنين، على ان يعرضا الثلاثاء المقبل للتصويت امام المجلس التنفيذي للمنظمة.

ووجه الوزير الاسرائيلي الى دول العالم الممثلة في المنظمة رسائل جاء فيها ان "قرار امس هو انكار للتاريخ ويعطي دعما للارهاب".

ويهدف مشروعا القرارين حول "فلسطين المحتلة" الى "الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية"، بحسب نسخة تلقتها وكالة فرانس برس.

ويطالب مشروع قرار حول المسجد الأقصى إسرائيل "القوة المحتلة، بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى سبتمبر من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

كما يطالب اسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكدا ان تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى، ويرفض الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب.

وأثار هذا النص غضبا واسعا لدى الطبقة السياسية الاسرائيلية وخصوصا انه لا يأتي على ذكر جبل الهيكل.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "النصين الجديدين ينكران علاقة إسرائيل بجبل الهيكل (المسجد الاقصى وباحاته)"، مضيفا أن "القول بعدم وجود علاقة لاسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى هو كالقول ان الصينيين لا علاقة لهم بسور الصين، وان المصريين لا علاقة لهم بالاهرامات".

لكن المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا نأت بنفسها عن مشروع القرار، مشددة على اهمية طابع القدس بالنسبة للمسيحية والاسلام واليهودية والتعايش بين الاديان السموية الثلاثة، الذي ادى الى ادراج المدينة على قائمة التراث العالمي للانسانية.

وقالت بوكوفا، في بيان امس، إن "تراث القدس لا يقسم، وكلا من الاديان لديه الحق في الاعتراف الضمني بتاريخه وبعلاقته في المدينة. ان نكران او الرغبة في محو اي من التقاليد اليهودية او المسيحية او الاسلامية من شأنه ان يهدد وحدة الموقع"، مضيفة ان الاعتراف باحترام مختلف التسميات "هو امر اساسي".

والمسجد الاقصى هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. كما يعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في عام 70 للميلاد، وهو اقدس الاماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة المكان ولكن الصلاة للمسلمين.