شهدت المناظرة التلفزيونية الأولى لمرشحي حزب "الجمهوريون" وأحزاب يمين الوسط السبعة للانتخابات التمهيدية لليمين في فرنسا، تبادلا للاتهامات من قبل المرشحين السبعة وهم ستة رجال وسيدة، ووعوداً انتخابية مبكرة، بالإضافة إلى أفكار عامة عن البرامج الرئاسية.

وتطرقت المناظرة الى عدة عناوين، بينها الاقتصاد، وقضايا العمل، ومكانة الإسلام في فرنسا، والعلمانية، والحرب على الإرهاب، وأزمة الهجرة، وتعزيز قوات الأمن.

Ad

وبدا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في موقع دفاعي في مواجهة انتقادات المرشحين الآخرين، بينما اكتفى المرشح الأوفر حظاً آلان جوبيه بعرض برنامجه. استطلاعات الرأي أشارت إلى تقدم المرشح جوبيه في هذه المناظرة بـ32 في المئة مقابل 27 لصالح ساركوزي، و11 في المئة لكل من برونو لومير وفرانسوا فيون.

واستهدفت الانتقادات خصوصاً ساركوزي، الذي تولى رئاسة فرنسا من 2007 إلى 2012 في قضية الهوية، التي تعد أساسية في حملة الرئيس السابق التي تميل بشكل واضح نحو اليمين، فيما تعيش البلاد نقاشاً محموماً حول موضوع اللاجئين ومكانة الفرنسيين المسلمين، على خلفية الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد، خصوصا هجوم 13 نوفمبر في باريس.

من جهته، تحدث جوبيه، الذي يحظى بدعم اليمين المعتدل والوسط عن "الأمل"، مؤكداً أن "فرنسا ستصبح مجدداً بلداً عظيما يحلو العيش فيه".

وتنطوي الانتخابات التمهيدية على رهان كبير، إذ إن الفائز فيها يتمتع بفرص كبيرة للفوز في الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي في مايو المقبل في مواجهة مرشحة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف مارين لوبن، كما تشير استطلاعات الرأي.

ومنذ اللحظة الأولى للمناظرة، هاجم وزير الميزانية السابق جان فرنسوا كوبيه ساركوزي، معتبراً أنه لم ينجز "القطيعة" التي تحدث عنها في حملته الرئاسية في 2007. ورد الرئيس السابق "حكمنا معا"، واعداً بتناوب "حيوي وفوري وملموس".

وعلق وزير الزراعة السابق برونو لومير على الفور قائلاً: "إذا كنت تريد أن يستمر كل شيء مثلما كان فكل شيء واضح هنا". ورد ساركوزي: "كل شخص يمكنه التفكير كما يريد. إذا كنا جميعنا مرشحين فلأننا لا نملك الأفكار نفسها".

وحول المشاكل القضائية التي يواجهها، أكد ساركوزي انه بريء تماما. وقال إن "ملفي القضائي بعد 37 عاما من الحياة السياسية ناصع". والرئيس السابق متهم في قضيتين منفصلتين تسممان حملته.

أما جوبيه الذي أدين في 2004 في قضية وظائف وهمية، فقال انه اذا كان الفرنسيون "يرون ان خطأي يمنعني من الترشح، فلن يقوموا بانتخابي".

وكادت تغيب عن المناظرة الانتقادات لحكومة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند، الذي تراجعت شعبيته الى حد كبير منذ انتخابه في 2012. وسيعلن هولاند في ديسمبر ما غذا كان سيترشح للانتخابات المقبلة.