«الصّاغة»... الركود يضرب «حي الأفراح»
• شعبة الذهب: جشع التجار
• فهمي: ضبط السعر مستحيل
في جزء من شارع المعز، غير البعيد عن شارع خان الخليلي بمنطقة القاهرة القديمة، يوجد "حي الصاغة" المعروف لزمن طويل بشارع الأفراح عند المصريين، بسبب أصوات "الزغاريد" التي تنطلق منه، وتكرار حالات شراء "الشبكة" لكثير من العرسان المقبلين على الزواج، حيث كان دائما مركزا لصناعة المصوغات الذهبية.الهدوء التام الذي يسيطر على هذا الشارع الآن جعل بريق القطع الذهبية لا يجد من يطل عليه في الواجهات الأمامية لمحلات الصاغة، حيث تعرض القطع الجذابة من دون أن تجد المشتري المناسب، فقد ضرب ارتفاع أسعار الذهب هذه المحلات في مقتل، مما تسبب في توقف حركة الشراء بشكل ملحوظ، في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني، خلال التعاملات اليومية، ليسجل خلال اليومين الماضيين صعوداً بلغ 35 جنيها مصريا. وسجل غرام الذهب 550 جنيها عيار 21، (نحو 80 دولارا بسعر البنك المركزي ونحو 45 دولارا بسعر السوق الموازي)، في حين سجل سعر 471 جنيها للغرام من عيار 18، ووصلت قيمة الغرام من عيار 24 إلى 628 جنيها، في تأثر باضطراب سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق.
الصبية الذين يعملون باعة في المحلات، يقفون طوال النهار على أبوابها بحثا عن "زبونة"، نظرا إلى أن الذهب سلعة نسائية في الأساس.ويقول محمد، وهو أحد العاملين في محل لبيغ المشغولات بـ"الصاغة": "الحال نائمة.. وفئة محدودة جدا من المواطنين هي التي لا تزال تقبل على الشراء، نادرا ما يأتي المقبلون على الزواج لشراء ذهب على مدار الشهرين الماضيين، والسبب كما يعرف الكل، هو ارتفاع الأسعار".رئيس شعبة الذهب رفيق عباس أشار إلى أن الأسوأ من الركود هو عدم تحديد أسعار ثابتة بين التجار، لعدم وجود رقابة كافية على الأسواق، مضيفا أن "هناك تجارا يستغلون ارتفاع سعر الذهب لتخزين المشغولات الذهبية، انتظاراً لمزيد من ارتفاع الأسعار لتحقيق ربح أعلى، رغم أن ما لديهم من ذهب تم شراؤه بقيمة أقل بكثير من قيمته الحالية، لكنها طريقة لتعطيش السوق".وبينما توقع خبراء اقتصاد في وقت سابق ارتفاع اسعار الذهب نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة، اعتبرت أستاذة الاقتصاد في الجامعة الأميركية، عضو مجلس النواب، بسنت فهمي، أن "تحجيم سعر الذهب أمر غير ممكن، نظرا لارتباطه بالبورصة العالمية، ولانخفاض قيمة الجنيه المصري التي تعزز- بطبيعة الحال - من ارتفاع قيمة الذهب".