الصين تعزز استثماراتها في مصر
في ظل إحجام غربي عن الاستثمار في بلاد الفراعنة، بدا أن التنين الصيني، عملاق الاقتصاد الآسيوي، والشريك التجاري الأول للقارة الإفريقية، يضع نصب عينه لقب الشريك التجاري لمصر، خصوصاً في العاصمة الإدارية الجديدة، التي أعلنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل نحو عامين، والتي قال إنها ستتكلف في مرحلتها الأولى نحو 45 مليار دولار.الأرقام التي تم الكشف عنها مؤخراً، تؤكد أن مليارات الدولارات التي تعتزم بكين ضخّها في بنية الاقتصاد المصري المتأزِّم، ستكون من نصيب العاصمة الإدارية المقرر إقامتها في المنطقة الواقعة شمال شرق القاهرة، وتحديداً على بعد 45 كيلو من وسط القاهرة و80 كيلو من مدينة السويس، حيث اتخذت مصر خطوة أقرب نحو تحقيق الهدف المصري، بعد إعلان تولي شركة تطوير صينية "فورتشن للتطوير" -ومقرها دبي- تمويل المشروع، حيث وافقت على تمويل المشروع بـ20 مليار دولار، بعد اجتماع بين رؤساء الشركة والرئيس المصري في وقتٍ سابق.وكانت شركة مملوكة للحكومة الصينية أعلنت مساهمتها في تمويل العاصمة الجديدة، بـ15 مليار دولار، ليصل إجمالي الأموال الصينية المستثمرة في المدينة الجديدة، نحو 35 مليار دولار، ليقترب من احتياجات المرحلة الأولى من المشروع الضخم المقدرة بنحو 45 مليار دولار.
وبينما أظهرت الإحصائيات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة المصرية، أن ما يزيد على 1200 شركة صينية تسثمر في مصر، تعتزم السلطات الصينية تمويل مصر بنحو ملياري دولار أمام صندوق النقد الدولي، ما يسمح بموافقة الأخير على إقراض القاهرة بـ12 مليار دولار أميركي على ثلاث سنوات، صرحت وزيرة التعاون الدولي المصرية، سحر نصر منتصف سبتمبر الماضي، أن بلادها تتفاوض مع الجانب الصيني للحصول على قرض بقيمة 4 مليارات دولار."الصين تتجه إلى أن تصبح أكبر مستثمر في مصر"، هكذا قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أيمن شبانة، مضيفاً لـ"الجريدة": "بكين تبني علاقاتها مع دول العالم على أسس اقتصادية متينة، من دون شروط على عكس الولايات المتحدة ودول أوروبا، ما يجعلها الخيار الأفضل للدول النامية ومن ضمنها مصر".خبير الاستثمار محمد يوسف، قال إن مصر مهمة للصين اقتصادياً وسياسياً، إذ تعتبرها الأخيرة بوابة إلى القارة السمراء، وأشار أستاذ الاقتصاد في "جامعة مصر الدولية"، مدحت نافع، إلى أن حجم الاستثمارات الصينية في مصر يزداد بدافع استراتيجيات توسع الشركات الصينية خارج البلاد، متوقعاً أن تتحول القاهرة إلى شريك اقتصادي لبكين في المنطقة.وتحسَّنت العلاقات بين القاهرة وبكين، التي زارها السيسي عدة مرات، وجاءت زيارته الأخيرة في سبتمبر الماضي، بناء على دعوة من الرئيس الصيني شين جين بينغ، للمشاركة في اجتماعات مجموعة "دول العشرين"، وزار بينغ القاهرة يناير الماضي، حيث أعلن توقيع اتفاقيات بقيمة 15 مليار دولار.