شنّ مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً حملة من السخرية على الفنان المصري محمد كريم، بعد نشره مقاطع فيديوهات وصوراً على حساباته الرسمية على انستغرام، وفيسبوك، وتويتر، تصوّره وهو يمارس حياته اليومية أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية.

المستخدمون اعتبروا أن هذه الفيديوهات والصور مادة فارغة من أي مضمون أو رسالة، فهو تارة يصوّر جناح الطائرة التي تقله، وطوراً يظهر علينا أثناء ذهابه إلى حمام السباحة وهو يرتدي روباً أبيض خاصاً بالاستحمام في الفندق حيث يقيم في ولاية لاس فيغاس. كذلك نراه داخل أحد المطارات في الولايات المتحدة يمشي متجهاً نحو سيارة فارهة كانت تنتظره فركبها وأغلق بابها، من دون النطق بأية كلمة أو رسالة. لذا استنكرت ردود الفعل كلها تصرفه هذا، بل سخرت منه.

Ad

من جانبه، رد الفنان على الانتقادات والسخرية بنشر مزيد من الفيديوهات على النحو نفسه، تتضمن كلها أداءً تمثيلياً وصوراً عدة وهو يسير في شوارع الولايات المتحدة، وحملت عشرات {الهاشتاغات} وصفها متابعون بالمبالغ فيها وغير المقبولة.

الجمهور بدوره ردّ على الفيديوهات بأخرى تسخر من كريم، لعل أشهرها فيديو نشره {أدمن} صفحة {تمت الترجمة} وهو يخرج من صندوق سيارة متجهاً إلى صندوق سيارة أخرى أسوة بما فعل كريم، وفيديو آخر لأحد رواد الفيسبوك يبعث رسالة إلى الفنان يسأله فيها عن جدوى نشره الفيديوهات الخالية من أي مضمون أو معنى يهم الجمهور، وتخطت الفيديوهات الـ300 ألف مشاهدة على مدار يومين.

لم يخل الوسط الفني من انتقادات وجهت ضد الممثل، فغرّد الشاعر الغنائي أمير طعيمة على {تويتر}: {نعمل إيه يعني لفيديوهاتك دي..؟ برافو يا حبيبي}. كذلك نشر الفنان محمد عطية فيديو يقلّد فيه شخصية محمد كريم وهو يتجه نحو حمام السباحة، فيما اكتفى الممثل الشاب مجدداً برد موجز نشره على انستغرام، تعليقاً على كم السخرية والتعليقات التي تلقاها مدوناً: {والله إحنا شعب ملوش حل}.

رأي علم الاجتماع

أستاذ علم الاجتماع حنان سليمان ترى أن الواقعة في المجمل تدل على سطحية متناهية في التفكير من الطرفين، حيث يسعى الفنان الشاب إلى إبراز شخصه من خلال فيديوهات خاوية من المضمون والبعد الفني، في حين أن الطرف الثاني في حالة فراغ فكري ووجداني ولديه وقت لا يعرف كيفية إدارته.

وأضافت حنان لـ{الجريدة} أن {واقعة الممثل كريم محمد واحدة من مئات المواقف التي تبرز مدى الفراغ وحالة العنف المجتمعي التي أبرزتها مواقع التواصل بشكل مخيف، وسلطت الضوء على أمراض نفسية ومعنوية يعانيها المجتمع سواء من خلال فنان مشهور يحاول إظهار تفاصيل حياته الفارهة، أو من خلال رواد مواقع التواصل بمختلف أنواعهم وأفكارهم}، مشيرة إلى أن الموقف يعكس سوء تعامل المجتمعات المستهلكة مع التكنولوجيا ويؤكد أن المجتمع بحاجة إلى إعادة إصلاح، خصوصاً أن ثمة إحصاء أخيراً أشار إلى أن البحث العلمي على الإنترنت في مصر لم يتجاوز نسبة الـ2%.

مجدداً، هل على المشاهير إعادة النظر في التعامل مع هذه المواقع؟ أو بالأحرى، هل عليهم أن لا يطرحوا تفاصيل حياتهم عليها بما قد يعرضهم للخطر كما حدث مع كيم كاردشيان أثناء إقامتها في حي راقٍ صغير في العاصمة الفرنسية باريس، حيث سرق منها مجوهراتها مسلحان ارتديا زي الشرطة، بحسب ما ذكر وكيلها الإعلامي والشرطة.

رصد المسلحان مكان النجمة الشهيرة عبر ما تنشره من صور على صفحتها الشخصية على انستغرام، وتيقنا أنها بلا حراسة ومن السهل مهاجمتها، وهو ما حدث فعلاً. وقدرت قيمة المسروقات، وغالبيتها من المجوهرات، بنحو سبعة ملايين يورو، وفقاً لما صرّح به المتحدث باسم الشرطة الفرنسية.