بدأت فصائل الجيش السوري الحر، مدعومة بالدبابات والطائرات التركية، هجوماً عنيفاً أمس على مدينة دابق، ذات الرمزية الدينية لدى تنظيم "داعش"، بالتزامن مع هجوم مماثل على بلدة صوران أعزاز ومحيطها بريف حلب الشمالي الشرقي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأوضح قائد ميداني في الجيش الحر أن الفصائل المشاركة في عملية "درع الفرات" حققت تقدما كبيراً، أمس، باتجاه دابق باقتحامها قرية الغيلانية الملاصقة لها وسط قصف مدفعي، وبإسناد مباشر من الجيش التركي شمل كل خطوط الإمداد وعددا من السيارات المفخخة قبل وصولها الى أهدافها.
وأكد أن "السيطرة على دابق مسألة وقت وخلال الساعات القليلة القادمة سيطرد عناصر داعش منها ويجري الآن قصف كل خطوط امدادهم واستهداف عدد من السيارات المفخخة قبل وصولها الى أهدافها".وبينما انتقد ائتلاف المعارضة تغييبه عن لقاء لوزان قبل ساعات من بدئه، تعرضت أحياء مساكن هنانو والميسر وضهرة عواد والإنذارات ومناطق أخرى في حلب الشرقية لغارات كثيفة واشتباكات على أكثر من محور، أكد المرصد، أن أعنفها في حي الشيخ سعيد جنوباً وحي بعيدين شمالاً، ومنطقة حلب القديمة.ويأتي استمرار المعارك والقصف، غداة إحراز قوات النظام تقدماً جديداً جعل أحياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تحت مرمى نيرانها، بحسب المرصد.وأوضح ناشطون أن روسيا استخدمت الصواريخ الارتجاجية والعنقودية والفراغية وقنابل تحوي مادة النابالم الحارقة في قصف الأبنية السكينة إلى جانب مشفى الرازي في حي الأنصاري، ومشفى الصاخور، ومستشفيات البيان في حي الشعار، مما أدى إلى إصابات في الكوادر الطبية، ودمار في الأبنية والمعدات.
محادثات لوزان
وبعد ثلاثة أسابيع من الخلاف، استأنف وزيرا خارجية الولايات المتحدة حون كيري وروسيا سيرغي لافروف أمس في مدينة لوزان السويسرية لقاءاتهما بحضور نظرائهم السعودي عادل الجبير والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو، وبمشاركة على مضض من وزير خارجية إيران جواد ظريف، إلى جانب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، وممثلين عن مصر والعراق والأردن.ومع وصول كيري، الذي تفادى بوضوح إجراء محادثات ثنائية جديدة مع لافروف بتوسيع اللقاء ليضم داعمين ذوي نفوذ للحكومة السورية ومعارضيها، انطلقت اجتماعات ثنائية ورباعية، قبل جلسة شاملة، تضاءلت الآمال المعلقة عليها في التوصل إلى اتفاق يوقف حمام الدم في ظل استمرار التصعيد الميداني من النظام وروسيا، خصوصا في حلب الشرقية.استثناءات
وإذ لم تدع الدول الغربية، خصوصا فرنسا وبريطانيا، اللتين تبنتا مؤخراً موقفاً متشدداً حيال موسكو وحملتاها مسؤولية "جرائم حرب" في حلب الشرقية، اعتبر نائب رئيس ائتلاف المعارضة عبدالأحد اسطيفو أن "تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الاشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الاوراق".وندد اسطيفو بـ"الاحتكار الاميركي الروسي لكافة الاجتماعات منذ بيان جنيف 2012، وهذه المحادثات لن تؤدي إلا الى تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري"، محملا "المسؤولية بشكل أساسي للأميركيين والروس".اجتماع أوباما
وبينما أجرى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون طلب فيه دعم جهود وقف جرائم النظام وحلفائه خارج مجلس الأمن وضمان محاسبة الجناة وعدم إفلاتهم من العقاب، لم تخالف نتائج لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع فريقه للأمن القومي التوقعات، ولا سيما من جهة عدم اتخاذ قرار الدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا في سورية.وأكد البيت الأبيض أن أوباما حث فريقه الأمني أمس الأول على مواصلة المشاورات المتعددة الأطراف مع الدول المؤثرة لتشجيع جميع الفرقاء على خفض دائم ومستمر للعنف، وإيجاد حل سياسي لما وصفها بـ"الحرب الأهلية".وشدد أوباما على أن الأولوية القصوى تكمن في منع هجمات على الولايات المتحدة، وتركيز الجهود على مواجهة ما وصفها بالتهديدات الإرهابية من تنظيمي "داعش" و"القاعدة".الاتحاد الأوروبي
وفي سابقة سياسية، أصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بياناً دان حملة روسيا العسكرية في سورية، ووجه الاتهام المباشر إليها في جرائم ترقى إلى جرائم حرب خلال دعمها نظام الأسد.وعارضت دول لديها مصالح اقتصادية مع روسيا توجيه الإدانة إلى موسكو، ومن بينها اليونان، وإسبانيا، والنمسا، وجمهورية التشيك، وقبرص. ومن المرتقب خلال اجتماع في لوكسمبرغ، الاثنين المقبل، دعم فرض عقوبات على ما يقارب من 20 مسؤولاً في النظام السوري المتورطين بحملة حلب.رسالة مفتوحة
وقبل ساعات من اجتماع لوزان، دعت أربع منظمات دولية أمس إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في حلب الشرقية. وفي رسالة مفتوحة للمسؤولين الدبلوماسيين، طلب رؤساء منظمات "سايف ذي تشلدرن" ولجنة الانقاذ الدولية والمجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام الدولية، الى تطبيق وقف لإطلاق النار مدة 72 ساعة على الاقل لإجلاء الجرحى وإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.وقالت هيلي تورنينغ شميت رئيسة "سايف ذي تشلدرن" في بيان: "منذ انهيار آخر وقف لإطلاق النار، قتل أكثر من 130 طفلا في شرق حلب، وأصيب نحو 400 آخرين بجروح في قصف عشوائي وبلا هوادة".عملية نوعية
ومع تبنى تجمع "فاستقم" التابع للجيش الحر قتل 6 ضباط إيرانيين وقادة من ميليشيا "حزب الله"، في عملية نوعية استهدفت اجتماعاً لهم في نادي الضباط بحلب، نفت وزارة الدفاع الروسية مقتل أي من جنودها في حماة، مؤكدة أن الجميع على قيد الحياة وبصحة جيدة ويقومون بتأدية واجباتهم على النحو المنشود.