على وقع الخلافات مع تركيا، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أهالي الموصل إلى استقبال القوات الأمنية التي ستشارك في عمليات تحرير المدينة من قبضة تنظيم "داعش"، مبينا أنها جاءت لحمايتهم وأنه "لن يسمح بالتجاوز ضد أي مواطن".

واستغرب العبادي "التدخل السافر من بعض الدول" عند اقتراب المعركة المرتقبة، متسائلا، خلال مؤتمر صحافي بعد زيارته مدينة كركوك: "لماذا لم يتدخلوا لنصرتنا عندما دخل (داعش) ودمر مدننا وهجر أبناءنا".

Ad

وأضاف أن "هذا التدخل مشبوه وغير مقبول ولن نسمح به"، لافتا إلى "أننا نريد أن نحرر أراضينا وعليهم ألا يتدخلوا بشؤوننا".

إردوغان

في السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن العراق لا يمكنه بمفرده طرد "داعش" من مدينة الموصل، وإن وجود القوات التركية في معسكر قريب هو ضمان ضد أي هجمات على أنقرة، مضيفا أن تركيا لن تسمح للتنظيم أو لغيره بالسيطرة على الموصل.

وأكد اردوغان من بلدة ريزا على البحر الأسود، أن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا في سورية يتقدمون صوب قرية دابق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في شمال غرب البلاد.

قرب التحرير

في السياق، رجح رئيس كتلة النهضة في مجلس المحافظة عائد اللويزي، أمس، أن العبادي سيكشف خلال زيارته الى مخمور، حيث قيادة عمليات نينوى، عن الموعد النهائي لانطلاق عملية تحرير الموصل.

وقال اللويزي إن "كل القوات التي يفترض أن تشارك في العملية وصلت الى محيط المدينة"، مؤكدا أن "الاستعدادات في مراحلها النهائية".

وتوقع أن يتم تحديد ساعة الصفر "خلال الأيام القليلة المقبلة"، مرجحا أن يشارك "الحشد الشعبي" في تحرير بعض مناطق في سهل نينوى، حيث تقع بعض القرى "الشبكية الشيعية".

يذكر أن ناقلات جند ومعدات عسكرية ثقيلة شوهدت أمس الأول على الطريق المؤدي إلى خازر قرب أربيل عاصمة كردستان العراق.

ويحشد العراق القوات في المنطقة استعدادا لعملية تستهدف طرد "داعش" من الموصل آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق.

وقال مسؤولون عراقيون إن هجوما بريا ضخما قد ينطلق الشهر الجاري، مدعوما بسلاح الجو الأميركي وقوات أمن كردية ووحدات غير نظامية سنية.

المالكي

إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس، إن "الغزو التركي للأراضي العراقية مؤامرة لتقسيم الموصل، ونتائجه ستكون مدمرة وخطيرة على وحدة العراق"، معتبرا أن "من ساهم في سقوط الموصل هم من يسعون اليوم إلى تقسيمها وضرب وحدة العراق عبر التلاعب بحدود الموصل الادارية".

وأشار إلى أن "الأصوات النشاز التي تطالب بمنع مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل هي محاولة لتقسيمها"، مؤكدا "ضرورة هذه المشاركة".

60 ألف جندي

إلى ذلك، كشف تقرير لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية، أمس، أن حملة استعادة الموصل المرتقبة ستنطلق قريبا بمشاركة 60 ألف جندي من الصنوف العسكرية العراقية كافة، وقوات البيشمركة.

وقال التقرير، الذي كتبه مارتن شولوف، إن "القطاعات تواصل حاليا الانتشار بعدة محاور قرب مدينة الموصل، وبانتظار ساعة الصفر التي رجحت مصادر أن تعلن هذا الأسبوع"، مضيفا أن "45 ألف جندي سينطلقون من قاعدة القيارة التي ستكون المحور الجنوبي للعملية المرتقبة".

وأشار إلى أن "التقديرات الأميركية تشير إلى وجود ما يقارب ستة آلاف مسلح ل‍داعش داخل المدينة"، موضحا أن "أرقام الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى ترجح احتمالية نزوح أكثر من 600 ألف مدني من الموصل وحدها، في حين يتوقع أن تفر أعداد كبيرة من المدنيين من محوري الشمال والشرق حيث القرى القريبة من مخمور أو الموجودة في سهل نينوى مع تقدم القطاعات فيها بمعارك التحرير التي يبدو أنها لن تقتصر على الموصل بمفردها".

وثائق سرية

في السياق، كشفت قيادة الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، أمس، عن العثور على وثائق وخرائط لتنظيم "داعش".

وقال مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة المقدم ناظم الجغيفي، إن "القوات الأمنية وخلال معارك تطهير جزيرة هيت غربي الرمادي، وتفتيش وتأمين مناطقها، عثرت على مكتب خاص لإدارة حركات تنظيم داعش، وضبطت وثائق وخرائط عسكرية حديثة توضح المناطق التي فخخها التنظيم، ومناطق وجود الخنادق والطرق السرية وتجمعات خلاياه في راوه والقائم غرب الأنبار".

وأضاف الجغيفي أن "الوثائق والخرائط التي استخدمها التنظيم في تحديد مواقعة وخنادقه والمناطق التي قام بتفخيخها وبطرق مختلفة ستساهم في تقدم القوات الأمنية ومعالجة المواقع المفخخة بشكل سريع خلال معارك التطهير التي ستستهدف راوه والقائم خلال الأيام القليلة القادمة"، مؤكداً أن "جميع أوراق وأسرار التنظيم الإجرامي في الأنبار كشفت بالكامل، وأصبحت تحركاته وخططه واضحة أمام قواتنا التي كبدته خسائر كسرت ظهره، ولم يستطع مقاومة أو صد تقدم القطاعات القتالية والضربات الجوية".