دخلت الحملة الرئاسية لدونالد ترامب أزمة غير مسبوقة، مع سيطرة كلماته البذيئة حول النساء على المناظرة الثانية مع هيلاري كلينتون، وقسمت فريقه وهددت بانهياره كلما تزايدت الاتهامات الموجهة إليه بالاعتداءات الجنسية.

وتقدم الانشقاقات والعراقيل، التي مصدرها العائلة السياسية للمرشح الجمهوري إلى البيت الابيض، خدمة جليلة الى الأميركية الأولى السابقة التي عززت موقعها استطلاعات الرأي وتترك منافسها يتخبط وحده في فوضى حملته.

Ad

وقبل 24 يوما من الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر المقبل، وبدلا من أن تكون نقاشا للأفكار، تحولت المناظرة الثانية - الأحد - بين ترامب وكلينتون، الى مواجهة مريرة وفريدة من نوعها في التاريخ الأميركي بسبب حدتها والمضمون الشخصي للحملات الكلامية.

فقد رد ترامب الذي أحرجه الكشف عن تصريحاته المنحطة حول النساء، بسيل من الهجمات، مذكرا بالمغامرات الجنسية لبيل كلينتون، ومهددا بالتالي بإرسال منافسته الى السجن في حال انتخابه.

وابتعد عشرات المسؤولين الجمهوريين عن ترامب أو تخلوا بالتالي عنه، بعد تصريحاته عن النساء التي انتقدها عدد منهم، بمن فيهم المرشح الى منصب نائب الرئيس مايك بنس، معتبرا إياها "مبالغا فيها". وتخلى جهاز الحزب على ما يبدو عن أي أمل في استعادة البيت الأبيض، وبات يتمسك بمحاولة إنقاذ سيطرته على الكونغرس.

واستفادت كلينتون من هذا الوضع لتزيد تقدمها على ترامب الى 11 نقطة، في استطلاع للرأي أجرته شبكة إن. بي. سي/وول ستريت جورنال، ونشرت نتائجه الاثنين. وقد أجري بعد نشر شريط الفيديو الفضيحة، لكن قبل المناظرة الثانية.

ويربك تسريب كثيف جديد للوثائق منذ الجمعة الماضي لموقع ويكيليس، فريق كلينتون الذي يتهم موسكو بالتدخل في الحملة. لكن عملية التسريب تشدد على بعض التحولات في مواقفها.

وشهدت حملة ترامب منعطفا جديدا الأربعاء، عندما اتهمت امرأتان في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" رجل الأعمال بتحرشات جنسية متتالية.

ومع ارتفاع عدد النساء المتهمات لدونالد ترامب بالتحرش أو الاعتداءات الجنسية إلى 10، أكد باراك أوباما أمس الأول في كليفلاند بولاية أوهايو أن "الديمقراطية نفسها هي المهددة".

وفي هذا الإطار المناسب، تعمد كلينتون عن سابق تصور وتصميم الابتعاد عن الأضواء. وليس من المقرر أن تعقد اجتماعات طوال أيام.

وقد لا يتم ظهورها العلني المقبل إلا الأربعاء في لاس فيغاس. وسيكون بالمناظرة الثالثة والأخيرة ضد ترامب.

دولياً، طلب البيت الأبيض من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه CIA) الرد على هجوم إلكتروني يعتقد أن جهات روسية رسمية نفذته على حملة الحزب الديمقراطي في محاولة منها للتأثير على الاستحقاق الأهم عالميا.

ووفقاً لمسؤولين أميركيين ستعرض "سي آي إيه" على البيت الأبيض خيارات هجوم إلكتروني من شأنه إحراج "الكرملين"، الذي توعد نائب الرئيس جو بايدن باتخاذ أي إجراء رسمي ضده عبر "رسالة" الى الرئيس فلاديمير بوتين بشأن القرصنة وتقديم "رد متكافئ" على ذلك.

في المقابل، توعد "الكرملين"، أمس، بالرد على تهديدات وصفها بأنها "غير مسبوقة". ورد المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بسكوف على الفور، مستنكرا تصريحات بايدن، وقال إن موسكو ستتخذ تدابير احتياطية لحماية مصالحها في مواجهة "تهور وعدائية" واشنطن.

ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" عن بسكوف قوله إن "التهديدات الموجهة الى موسكو وإلى قيادة دولتنا غير مسبوقة، لأنها صدرت على مستوى نائب الرئيس".

وتوعد مساعد "الكرملين" يوري أوشاكوف بأن موسكو سترد على أي قرصنة أميركية، قائلا إن مثل هذه التهديدات "تصل الى حد الوقاحة"، وفق وكالة الأنباء.