وسط تحديات أمنية ضخمة، متمثلة في عودة العمليات الإرهابية إلى الواجهة، وأوضاع اقتصادية صعبة، تمثلت في نقص سلع استراتيجية، حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على التواصل الإعلامي مع الصحف القومية الثلاث (الأهرام والأخبار والجمهورية)، لشرح طبيعة تحديات المرحلة، وبيان الأوضاع التي تمر بها البلاد، خصوصا مع التلويح الدائم من الحكومة باتخاذ إجراءات مؤلمة لسد عجز الموازنة العامة للدولة.

وتطرق السيسي، أثناء حواره الصحافي، إلى الحديث عن 7 خطوات إصلاحية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، والتخفيف من وقع الإجراءات الاقتصادية الصعبة على المواطن، بينها مراجعة بطاقات التموين الذكية، واستبعاد غير المستحقين، وضبط الأسواق عبر توفير السلع في جميع منافذ البيع الحكومية مع توسيعها، وزيادة قاعدة المستفيدين من معاشي «الضمان الاجتماعي» و«تكافل وكرامة»، واستكمال دراسة المعاشات التأمينية ومصادر تمويلها، وضبط الجمارك، ودعم مبادرات ترشيد الكهرباء والمياه والغاز.

Ad

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن مخاوف من اضطرابات اجتماعية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد، خصوصاً بعد رصد تصاعد دعوات التظاهر في 11/11 تحت مسمى «ثورة الغلابة»، فيما راهن السيسي على وعي الشعب وقدرته على التحمل وتجاوز الأزمة، حيث قال رداً على سؤال بهذا الخصوص: «يقيني أن المصريين سيتحملون تبعات الإصلاح ما دامت لديهم ثقة فيمن يتخذ القرار... أبناء هذا الشعب هم أهلي، وأقول لهم لا تخافوا أنا رجل مسؤول».

ووعد السيسي بخروج قانون الاستثمار بصيغته المعدلة نهاية العام الحالي، ودافع عن القرض الذي تتفاوض على إثره الحكومة مع مسؤولي صندوق النقد الدولي، قائلا: «الاتفاق مع صندوق النقد وموافقته على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يعني قدرة مصر على سداد قيمة القرض البالغة 12 مليار دولار»، وشدد على أن الاتفاق شهادة للاقتصاد المصري أمام دول العالم بأنه يسير على الطريق الصحيح.

وقال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع «يستهدف السيسي من حواره مواجهة الشائعات»، موضحاً أن تواصل الرئيس مع الشعب عبر المقابلات الصحافية أفضل بكثير من الخطابات المسجلة، ورجح فشل إجراءات الحكومة التي تستهدف تخفيف العبء عن المواطن خلال الفترة المقبلة.

مقتل 100

وفي إطار سعي القوات المسلحة إلى الثأر لعناصرها الذين قتلوا خلال مواجهات مع عناصر تنظيم «ولاية سيناء»، قرب كمين عسكري في منطقة بئر العبد، قال بيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة، إن «تشكيلات جوية وجهت فجر أمس، ضربات جوية مركزة استمرت 3 ساعات، بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد تواجد عناصر إرهابية في تلك المناطق».

وقال الجيش: «العملية جاءت ثأراً لدماء الشهداء».

وفي حين، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن حصيلة الهجمات الجوية على بؤر تمركز العناصر التكفيرية، بلغت مئة قتيل وإصابة 40 آخرين، استشهد مجند وأصيب آخر، إثر اشتباك مع عناصر إرهابية جنوب مركز الشيخ زويد. وقال مصدر طبي: «المجند استشهد بعيار ناري نتيجة اشتباك وقع بين قوات الأمن وعناصر إرهابية»، فيما قالت وزارة الداخلية، إن قطاع الأمن الوطني تمكّن من ضبط شحنتي أسلحة قبل تهريبها إلى شمال سيناء، لاستخدامها من قبل عناصر إرهابية.

مخططات عدائية

وأضافت الوزارة في بيان نشر على صفحتها الرسمية عبر «فيسبوك» أمس، «معلومات توافرت تفيد باضطلاع عناصر إرهابية بالإعداد لتهريب شحنة أسلحة من إحدى المزارع الواقعة على حدود محافظتي الإسماعيلية والشرقية إلى شمال سيناء، تمهيداً لاستخدامها في تنفيذ مخططاتهم العدائية».

في السياق، وبينما ودّع عشرات الآلاف جثامين الشهداء أمس في عدد من المحافظات المصرية، استهل مجلس الوزراء اجتماعه برئاسة شريف إسماعيل، بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء، الذين لقوا حتفهم في هجوم عناصر تنظيم «ولاية سيناء» على كمين «زغدان» العسكري في منطقة بئر العبد، أمس الأول.

تغريدة البرادعي

على صعيد آخر، تسببت التغريدة الأخيرة التي كتبها السياسي المصري محمد البرادعي، المقيم حالياً في النمسا، وتطرق فيها إلى عملية سيناء الإرهابية الأخيرة التي أودت بحياة 12 عسكرياً، حيث قال على «تويتر»: «رحم الله كل نفس ذهبت لخالقها، هل من عاقل يخرجنا من ظلام الكراهية والعنف المتبادل إلى نور التسامح والعيش المشترك، درءاً لحريق لا يبقي ولا يذر؟»، في انتقادات حادة، إذ اعتبرها سياسيون تحمل مساواة بين الجندي المصري، الذي يدافع عن وطنه، والعنصر الإرهابي الممول من الخارج، حيث علق الناشط السياسي حازم عبدالعظيم على التدوينة قائلاً: «البرادعي خانته الألفاظ».

وقال المتحدث باسم حزب «التجمع» نبيل زكي لـ«الجريدة»، «مصطلحات البرادعي مطاطة ودائماً لا يتحيز للموقف المصري، بل العكس يقف وينتقد دون مراعاة لحجم الكارثة.

حماة الصداقة

وفيما تنطلق اليوم جلسة عامة للبرلمان، بدأت أمس التدريبات العسكرية المصرية– الروسية المشتركة «حماة الصداقة 2016»، والتي تستضيفها مصر مدة 12 يوماً في المدينة العسكرية في منطقة «الحمام» التابعة لمنطقة العلمين، على الحدود الغربية المصرية، وتشتمل على العديد من الأنشطة التي تستهدف تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة، وتنفيذ أعمال الإسقاط الخفيف والمتوسط والثقيل للأفراد والمعدات والمركبات.

وقال رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق اللواء عبدالمنعم سعيد، إن «المناورة تستهدف تبادل الخبرات بين الجانبين، خصوصا أن روسيا لها تاريخ طويل في القدرة على مواجهة العناصر الإرهابية»، موضحاً لـ»الجريدة» أن «مصر عقدت خلال الفترة الأخيرة تدريبات عسكرية مشتركة مع أكثر من دولة بينها فرنسا والآن روسيا، ما يعني تعرف الجيش على أحدث الخبرات العسكرية في العالم».