أخبرينا عن مسلسلك الجديد «الشوق».«الشوق» عمل درامي يرصد حنين السوريين وشوقهم إلى بلادهم ووطنهم، وهو عبارة عن بطولة جماعية تضمّ عدداً كبيراً من النجوم. أما عن دوري فأجسد شخصية حقيقية لناشطة ميدانية عاشت سنوات الحرب ومن خلالها نكشف بعض الأسرار. يتضمّن المسلسل مجموعة من قصص الحب، ومن المفترض أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل.
الملاحظ أنك تجسدين في أعمالك الدرامية دور المرأة القوية دائماً. لماذا؟القوة في المرأة ليست بالضرورة عنفاً وقسوة، بل تكون قوة المرأة في ضعفها أحياناً. شخصياً، لا أفضل القوة للمرأة بمعنى العنف، بل بمعنى الإرادة والتنظيم والقدرة على مقاومة الصعاب في الحياة. يلفتني ضعف المرأة ورومانسيتها، وأحبها تحت ظل الرجل وليس فوقه.كانت الدراما السورية قوية جداً، ولكنها تدهورت بعد الحرب. في رأيك متى تعود إلى سابق عهدها؟أختلف معك في هذا الأمر. كمية الإنتاج الدرامي لم تتغير تقريباً، ولكن ربما تحتاج الدراما السورية إلى عمل أو اثنين على مستوى معروف كي تعود إلى سابق تألقها. اشتهرت سورية بالدراما التاريخية هل ستعود قريباً، وهل تستطيع الدولة الوفاء بتوفير الإمكانات اللازمة؟المسلسلات التاريخية مكلفة للغاية وأعتقد أنها ستأخذ فترة من الزمن لتعود. وبالنسبة إلى الدولة فما زالت تدعم الصناعة ومستمرة فيها.هل تتجه أولوياتك في العمل في مصر إلى الدراما أم السينما؟إلى السينما طبعاً، ولكن الأمور كافة تسير وفقاً للمعروض، فليس كل ما يُعرض يمكن قبوله، فضلاً عن أن لي طريقة محددة في الاختيارات من الصعب الابتعاد عنها.هل من الوارد أن ترتدي الحجاب وتمثلي به؟فكرت في الحجاب أكثر من مرة، ولكن لدي اقتناع بأنني محجبة من الداخل وأعرف الله وأعامل الناس من خلال أخلاق ديني، ودوماً أنشر المحبة والتسامح وأصوم وأصلي. كي أضع الحجاب لا بد من أن أصل إلى أعلى مرحلة من التقى، وحينها لن أتابع التمثيل.
تجارب وعالمية
كيف تقيمين تجربتك من خلال مسلسل «أيام لا تنسى»؟تجربة جيدة جداً، وكان دوري فيها مميزاً وصعباً، ولكني استطعت أن أجسده بشكل جيد ونال قبول الجميع الحمد لله.كيف ترين وصول بعض الفنانين إلى العالمية؟إجادة الفنان الإنكليزية مثلاً ليست ما يفتح له طريقاً إلى العالمية. بل من الممكن أن تحقق العالمية في بلدك. صحيح أن الفنان عمر الشريف عالمي بمعنى الكلمة، ولكن يحيى الفخراني ويسرا عالميان أيضاً حيث غرقا في المحلية التي لها جمهور في كثير من أنحاء العالم. بالنسبة إلي، عرضت عليّ البطولة المطلقة في عمل أجنبي في لوس أنجليس يتناول قصة زوجين عربيين يقيمان في الولايات المتحدة الأميركية ويعاملان الخادمة على أساس طائفي. لو وافقت ربما كنت وصلت إلى العالمية، ولكني رفضت كي لا أسيء إلى بلادي وديني.عملت في الدراما المصرية وفي الدراما السورية، ما الفرق في التعامل بين طاقم العمل هنا وهناك؟أحب العمل في مصر وسورية على السواء. ولكن أرى أن في سورية التزاماً أكثر في المواعيد ولا بد من إنجاز جزء كبير من المشاهد يومياً، والتحضيرات تبدأ مبكراً. أما في مصر فأحب العمل ليلاً.هل يهمك تجسيد شخصيات في السير الذاتية؟طبعاً. أحب أن أجسد شخصيات عدة لا أريد أن أفصح عنها، ولكن على سبيل المثال «مي زيادة».لو عرض عليك عمل مع الفنان جمال سليمان، ماذا سيكون رأيك؟أين المشكلة؟ أوافق طبعاً، فهو فنان كبير، الفن شيء والعمل شيء والسياسة شيء آخر. لا بد من أن نقاطع العمل مع من أساء إلى الوطن أو سورية، ولكن جمال سليمان كان أحد الفنانين أصحاب الآراء من قبل الحرب.هل يحاسب الفنان على رأيه السياسي؟الله سيحاسب العباد، وفعلاً لا يجب أن يحاسب الفنان على رأيه. سورية كلها تُحاسب، وثمة أعمال سورية لم تبع بسبب السياسة.هل تناول الوضع السوري راهناً في الأعمال الدرامية أو السينمائية خطوة صحيحة أم لا بد من الانتظار كي تتضح الرؤية؟ما المانع من تناول هذه الموضوعات الآن ولاحقاً، فجزء من مهمة الدراما التوثيق، وتلك الأعمال ستكون وثيقة للأجيال المقبلة. بعد انفصالك عن زوجك، هل تفكرين في الارتباط مجدداً؟لا أفكر في الزواج راهناً لأنني مرتاحة نفسياً، وحياتي مع أولادي جميلة ومستقرة جداً. ربما أرتبط ولكن بعد فترة، لا سيما أن شروطي ليست صعبة وأهمها أن يكون الزوج متفهماً لطبيعة عملي وحياتي وألا يقيدني.تحدثت كثيراً عن سولاف فواخرجي وتدعمينها دائماً. حدثينا عن هذه العلاقة.ستستغرب حديثي لو علمت أن سولاف لم تعمل معي إطلاقاً، ولم نجتمع إلا في المهرجانات. عموماً، أحب النجمات السوريات الطموحات، وأعبر عن حبي لهن من أمثال سولاف فواخرجي وكاريس بشار وسولافة معمار وأمل عرفة وغيرهن، فكل واحدة تشكّل إضافة إلى بلدي. وعندما علمت أن ثمة ندوة لسولاف ذهبت فوراً لدعمها لأنها فنانة ملتزمة.«أنا وأنت وأبي وأمي»
حول فيلمها «أنا وأنت وأبي وأمي» تقول سوزان نجم الدين: «يشكّل المشاركة الثانية لي في السينما بعد «قط وفار» مع محمود حميدة ومحمد فراج. عشت من خلال الفيلم الوجع السوري، فبكيت وضحكت في الوقت نفسه». تتابع: «جاءت فكرة الفيلم من خلال المخرج والكاتب عبد اللطيف عبد الحميد، وتؤكد أحداثه أن الوجع موجود داخلنا ولكننا نحاول تخطيه. أثناء التصوير كانت الانفجارات تحيط بنا وكنا نقف بين الجملة والأخرى ولا نعرف هل سنعيش لنستكمل التصوير أم لا، بالإضافة إلى أن حالة الطقس كانت سيئة للغاية».