وصل السفير السعودي لدى القاهرة أحمد القطان، إلى العاصمة المصرية فجر أمس، قادما من الرياض بعد زيارة للمملكة العربية السعودية استغرقت ثلاثة أيام، تابع خلالها ملف العلاقات المصرية السعودية.

جاء ذلك، بعد حديث عن توتر في العلاقات المصرية - السعودية، وبعد ساعات على تقليل الرئيس عبدالفتاح السيسي، من حدة الخلاف مع السعودية، مبدياً رغبة في التهدئة بين البلدين، وداعيا إلى مزيد من التنسيق في الملفات المشتركة.

Ad

وقال السيسي في الجزء الثاني من حواره مع الصحف القومية (الأهرام والأخبار والجمهورية)، والمنشور في عدد أمس، في إطار تعليقه على تباين المواقف بشأن سورية: "إن الموضوع يحتاج إلى مزيد من التنسيق بيننا وبين أشقائنا في السعودية حتى تكون الأمور واضحة"، مشيراً إلى وقف شركة "أرامكو" السعودية لإمداد مصر بمشتقات البترول، مؤكداً أن بلاده أبرمت التعاقدات اللازمة لتلبية احتياجات السوق المصري.

وتابع: "لا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها، فالعلاقة الأخوية والاستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأي شيء ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق في هذه العلاقات الاستراتيجية والتاريخية، وللإخوة في السعودية منا كل الشكر والتقدير على ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية".

وردا على سؤال حول توتر العلاقات بين القاهرة والرياض، قال السيسي: "التناول الإعلامي وتداول الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي شكل هذه الصورة، لكن لا توجد أية سحابة تعتري أجواء العلاقات المصرية - السعودية".

ورأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة طارق فهمي، في تصريحات لـ "الجريدة"، أن تصريحات الرئيس السيسي تعكس الحرص على العلاقة مع السعودية، في ظل وضع عربي يمكن وصفه بالخطير في ظل أزمات تعصف بعدد من الدول العربية، مشدداً على ضرورة وجود آليات مستمرة ومنتظمة.

علاقات قوية

وفيما له علاقة بالعلاقات المصرية الروسية قال السيسي خلال حديثه للصحف المصرية، إن "العلاقات مع روسيا قوية ومتميزة، ونحن نحرص عليها في إطار سياسة التوازن التي ننتهجها في علاقاتنا الدولية، والعلاقة وثيقة بيني وبين الرئيس بوتين، واتصالاتنا مستمرة ولا تنقطع"، وتابع: "بالنسبة لعودة رحلات الطيران فهناك عمل مشترك مستمر بين الأجهزة المسؤولة في مصر وروسيا، ونحن نأمل في ضوء كل ما تم اتخاذه أن تكون هناك عودة سريعة لرحلات الطيران".

وأعلنت روسيا ومعها بريطانيا وعدة دول وقف حركة الطيران إلى مصر، إثر سقوط طائرة روسية في سيناء فور مغادرتها مطار شرم الشيخ الدولي نهاية أكتوبر 2015، ما أسفر عن وفاة ركابها الـ 224، معظمهم من السياح الروس، وسط أنباء عن استغلال تنظيم إرهابي لثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ الدولي لوضع قنبلة على متن الطائرة.

وكشف الرئيس المصري عن مضي مفاوضات محطة الضبعة النووية مع الجانب الروسي قدما، مؤكدا أن المفاوضات وصلت إلى مراحلها النهائية، متوقعا أن يتم توقيع الاتفاق النهائي قبل نهاية العام، ووقعت القاهرة على عقد اقتراض 25 مليار دولار من الجانب الروسي نهاية العام الماضي لتمويل مشروع بناء المحطة النووية.

تغيير وزاري

وبينما أشاد السيسي برئيس حكومته شريف إسماعيل، قال مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، إن التغيير الوزاري بات على الأبواب، وسيشمل العديد من الحقائب الوزارية خصوصا الخدمية منها، في ظل تواضع الأداء في مواجهة الأزمة الاقتصادية ونقص عدد من السلع الأساسية في السوق، وفي مقدمتها السكر والأرز، متوقعا أن يتم إرجاء التعديل الوزاري إلى ما بعد الانتهاء من الاتفاق على قرض صندوق النقد الدولي، المقدر بـ 12 مليار دولار، والمتوقع نهاية الشهر الجاري.

برلمانياً، وبينما شهدت اللجان النوعية في مجلس النواب حركة تنقلات مكثفة قبل إعلان القوائم النهائية للمرشحين على هيئات مكاتب اللجان في الانتخابات الداخلية المقرر إجراؤها اليوم الاثنين، تحولت برقيات العزاء التي بعث بها نواب البرلمان، في مقتل 12 مجندا في عملية إرهابية الجمعة الماضية، إلى موجة هجوم على الإعلام وبعض النشطاء، وفي مقدمتهم السياسي محمد البرادعي، الذي كتب تغريدة على "تويتر" تحدث فيها عن العنف المتبادل، ما اعتبره البعض محاولة للمساواة بين الجندي المصري المدافع عن وطنه، والإرهابي الذي يسعى لتدمير مصر.

إصابة مجندين

ميدانياً، وغداة هجمات واسعة للجيش المصري على بؤر إرهابية في سيناء ما أسفر عن مقتل العشرات قال شهود عيان لـ "الجريدة"، إن غارات جوية مركزة تجددت في منطقة وسط سيناء لمهاجمة بؤر إرهابية، بينما أصيب أربعة مجندين من قوات الأمن، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مدرعة أثناء مرورها بطريق جنوب مدينة الشيخ زويد في شمالي سيناء.

وفي وقت قال الجيش المصري إن قواته بدأت، أمس، تنفيذ حملة موسعة لملاحقة واستهداف عناصر إرهابية في سيناء، انطلق التدريب العسكري المصري - الروسي، والذي يحمل اسم "حماة الصداقة 2016"، في منطقة ساحلية غرب الإسكندرية، أمس، وتشارك في التدريب وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسية، وبحسب بيان القوات المسلحة المصرية، فإنه يشارك في التدريب أكثر من 700 مقاتل و20 معدة متوسطة وثقيلة من البلدين.