في هجوم هو الثالث من نوعه قبالة السواحل اليمنية خلال أقل من أسبوع، أطلقت عدة صواريخ مساء أمس الأول من أراض يمنية يسيطر عليها الحوثيون على 3 قطع بحرية أميركية كانت تبحر في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية.وذكر الجيش الاميركي أن الصواريخ لم تحدث أي أضرار أو خسائر في القطع البحرية الثلاث.
ولم يتضح عدد الصواريخ التي استهدفت السفن مايسون ونيتزه وبونس.وقال مسؤول أميركي، إن المدمرة مايسون التي كانت تبحر في المياه الدولية في وقت سابق من الأسبوع الماضي استخدمت وسائل مضادة للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي استهدفتها.وأضاف المسؤول انه «يجري تقييم لما حدث»، مؤكدا أن «كل السفن الأميركية الموجودة في المنطقة سالمة».ومن المحتمل أن يؤدي الهجوم الجديد إلى تصعيد في مشاركة الولايات المتحدة في النزاع الدائر في اليمن على الرغم من أن واشنطن تريد تجنب التورط في حرب أخرى في منطقة ملتهبة تشارك فيها بدرجات متفاوتة في حروب بالعراق وليبيا وسورية.وكان الجيش الأميركي أطلق صواريخ كروز على 3 مواقع للرادار تقع في اراض يسيطر عليها الحوثيون ردا على هجومين صاروخيين مماثلين سابقين لم يسفرا عن أي أضرار أو خسائر.وينفي الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات الصاروخية على القطع البحرية الاميركية في وقت تتزايد المخاوف بشأن تهديد الملاحة الدولية قبالة سواحل اليمن المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وبحر العرب بعد تبني الميليشيات المتمردة لهجوم صاروخي على سفينة إماراتية.
تحقيق داخلي
إلى ذلك، وبعد يوم من قبول التحالف العربي لنتائج التحقيق التي صدرت أمس الأول في حادث قصف مجلس عزاء في صنعاء الأسبوع الماضي، كشف اللواء ركن محمد المقدشي، رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، أمس عن شروع الجيش في عقد اجتماع على مستوى القيادات، للتحقيق وبحث كل تفاصيل ما ورد في بيان فريق التحقيق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن حول حادثة «القاعة الكبرى» والذي حمل جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان اليمنية الخطأ بتقديم معلومات مغلوطة، ونفذت العملية من دون إذن قيادة التحالف.وقال اللواء المقدشي، إنه سيجري التحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن الخطأ، وسيتم التعامل معها وفق أنظمة الجيش.وكان مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم التحالف اللواء الركن أحمد عسيري قال إن «التحالف العربي لديه الشجاعة الكافية لقبول نتائج التحقيقات، لأن الأخطاء واردة في أي عمل عسكري».وأضاف عسيري في اتصال مساء أمس الأول مع قناة «العربية» أن المهم هو «تعديل المسار ومراجعة قواعد الاشتباك حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء التي لا تنسجم مع مبادئ التحالف التي تهدف لخدمة المواطنين».وأقر التحالف الذي تقوده الرياض بأنه قتل بطريق الخطأ قبل أسبوع 140 شخصا في مجلس عزاء اقامه وزير الداخلية الموالي للمتمردين في «القاعة الكبرى».جرائم حرب
في المقابل، طالب المتمردون الحوثيون أمس بإجراء «تحقيق دولي مستقل» حول «جرائم حرب وقعت باليمن».وقال المتمردون إن «نتائج التحقيق الذي نُشر عن قيادة تحالف دول العدوان في جريمة الحرب التي ارتكبتها باستهداف صالة العزاء بالعاصمة صنعاء لا تبرئها من انتهاك القانون الإنساني الدولي وانتهاك كل القيم والأعراف الإنسانية».إقليم تهامة
في سياق منفصل، شهدت منطقة ميدي بمحافظة حجة اليمنية، أمس الأول، تدشين «إقليم تهامة» المؤلف من محافظات الحديدة وحجة وريمة والمحويت بحضور محافظي المحافظات وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن توفيق القيز.خسائر ووساطة
في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين في عدة محافظات وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح جراء قصف للتحالف العربي على مدينة الحديدة ومواجهات مع المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء.وساطة عمانية
في سياق آخر، وغداة وصول الوفد المشترك لجماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي» إلى العاصمة صنعاء قادما من سلطنة عمان ضمن صفقة تتضمن اطلاق سراح أميركيين اتهما بالتجسس من قبل المتمردين في وقت سابق، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تصريحات للصحافيين في مدينة لوزان السويسرية، إن طائرة أرسلت من العاصمة العمانية مسقط إلى صنعاء نقلت الأميركيين بعد أن أفرج عنهما الحوثيون بجهود وساطة قام بها مسؤولون عمانيون، مضيفا «لن يجري نشر اسميهما لكننا سعداء جدا».في هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني جونسون إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في اليمن خلال اجتماع عقد بينهما في لندن، بحضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال كيري عقب انتهاء الاجتماع، إنه ينبغي تنفيذ وقف إطلاق النار بـ«أسرع ما يمكن» بحلول الاثنين، أو بعد الثلاثاء، وبعد ذلك يتم التحرك نحو طاولة التفاوض، فيما أوضح ولد الشيخ أن تفاصيل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار سيتم إعلانه فور موافقة أطراف الصراع عليه، تمهيدا لإطلاق جولة جديدة من مشاورات السلام، لبحث سبل إنهاء النزاع اليمني سلمياً.