لبنان: خطاب «هادئ» لعون في «ذكرى تشرين»
وسط حديث عن اقتراب موعد الاتفاق على انتخاب زعيم تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون للرئاسة وانهاء أزمة الشغور في المنصب المسيحي الأول في البلاد، توافد مناصرو «التيار الوطني الحر» إلى طريق القصر الرئاسي في بعبدا قبل ظهر أمس للمشاركة في التظاهرة لاحياء «ذكرى 13 تشرين الاول». وانطلقت مواكب «التيار الوطني الحر» من كل المناطق تلبية لنداء رئيس تكتل «التغيير والاصلاح». وبدا لافتاً غياب عون شخصياً عن التظاهرة والاستعاضة بتوجيهه كلمة عبر الشاشة لم يتطرّق فيها مباشرة إلى الملفّ الرئاسي. وتميزت المناسبة هذه السنة بكلمات البداية لعدد من الكهنة والمشايخ، شيعة وسنّة ودروزا، وسبق كلمة عون الأذان ونشيد السلام عليك يا مريم، قصد من خلالها المنظمون التدليل على الطابع الوطني للمناسبة.
وفي كلمة الهادئة التي لم تتطرق الى أي عنوان خلافي، أكد عون أن «أبطال 13 تشرين افتدوا الوطن بحياتهم، قاتلوا من اجل بناء وطن، سنكمل ما بدأوا به لكي نفي بالعهد الذي قطعناه يوم استشهادهم».وقال: «وعدُنا لهم الا نتوقف حتى نصل الى الوطن الذي حلموا به، وأول خطوة في بناء الوطن هي احترام الميثاق والقوانين والمشاركة لكل الطوائف من دون كيدية او عزل او قهر».وأضاف: «بناء الوطن يكون بعودة معايير الولاء للدولة وتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل واستثمار خيرات الوطن وسماع صرخة الناس في حياتهم اليومية وايجاد الحلول لها».وختم: «دماء شهدائنا ستبقى منارتنا وستبقى صوت الضمير الذي يطالبنا بإكمال ما بدأوا ويمنعنا من التوقف حتى تحقيق الحلم والوفاء والعهد».
باسيل
وسبقت كلمة عون كلمة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي قال: «لا روح من دونكم في قصر بعبدا، وتجمعنا اليوم وفاء لذكرى الشهداء بالأمل والهتاف، وليس البكاء».وأضاف باسيل: «الميثاق وضعه كبارنا واليوم سيحييه كبارنا، وهو ليس ثنائيا ولا ثلاثيا ومحوره الوحيد هو مصلحة لبنان. نريد وطنا ميزته هويته، وهويته رسالته وأرضها لبنان الذي تشع منه على كل العالم. حلمنا اننا شعب عظيم ونريد وطننا عظيما مثلنا، وشهداؤنا ماتوا كي يتحقق».وختم: «اذا انتقلنا الى بيت الشعب معكم فسنصبح حاكمين وحالمين، ولن نقبل بقاء احد خارج الوطن، وحلمنا ان يقف ميشال عون على شرفة القصر ويهتف يا شعب لبنان العظيم»، متوجّهاً إليه بالقول: «اذا صعدت الى بعبدا، فستصبح أب كلّ اللبنانيين وترفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وستصبح ضمانة للجميع».في السياق، رأى وزير البيئة محمد المشنوق، في تغريدة عبر «تويتر»، أن «كلام عون وباسيل فيه تراجع باللهجة والشحن واعتماد الائتلاف الطائفي الشامل لبناء التفاهم وتغييب محاور الخلافات بانتظار ما سيعلن في الايام المقبلة».يذكر أنه تمّ الاحتفال بذكرى 13 اكتوبر للمرة الأولى بعد التفاهم الذي تمّ بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» والذي نتج عنه ترشيح زعيم «القوات» سمير جعجع لعون رئيساً.و»13 تشرين» هي ذكرى دخول الجيش السوري الى قصر بعبدا في عام 1990 حيث كان يقيم عون فيه بصفته رئيس حكومة عسكرية ولجوئه الى السفارة الفرنسية.ونشر الصحافي جان عزيز صورةً تجمعه بعون عبر صفحته الخاصّة على «فيسبوك»، وعلّق بالقول: «يوم 16 تشرين عن منبر الرابية... بعد 16 يوما عن أي منبر؟! قولوا الله!».