دابق بيد «الحر»... وتوافق في لوزان على «سورية العلمانية»

● كيري يطلع الأوروبيين على المشاورات وجونسون يقترح «مناطق محظورة»
. ● الأسد يغير محافظ الحسكة

نشر في 17-10-2016
آخر تحديث 17-10-2016 | 00:05
مقاتلون في «الحر» خلال المعركة مع «داعش» في دابق أمس الأول    (أ ف ب)
مقاتلون في «الحر» خلال المعركة مع «داعش» في دابق أمس الأول (أ ف ب)
في خطوة رمزية تمكنت فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا من طرد «داعش» من مدينة دابق السورية، التي تكتسب أهمية دينية لدى التنظيم، في حين قالت موسكو، إن المشاركين في اجتماع لوزان توافقوا على وحدة الأراضي السورية والطابع العلماني لها.
سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة أمس على بلدة دابق الحدودية مع تركيا ذات الأهمية الرمزية لدى تنظيم «داعش»، في خسارة جديدة للجهاديين في محافظة حلب بشمال سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الفصائل سيطرت بدعم من الطائرات والدبابات التركية على دابق، بعد أقل من 24 ساعة على بدئها هجوما لطرد تنظيم داعش منها. كما سيطرت على بلدة صوران المجاورة.

ويعمل مقاتلو الفصائل، وفق وكالة الاناضول، على تفكيك القنابل والالغام التي زرعها التنظيم خلفه. وتأتي السيطرة على دابق غداة تقدم مقاتلي الفصائل بدعم مدفعي وجوي تركي، الى مسافة كيلومترين ونصف من البلدة في اطار عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا منذ 24 أغسطس في شمال سورية، وتهدف الى طرد الجهاديين من الشريط الحدودي. ويستهدف الهجوم أيضا المقاتلين الاكراد الذين تصفهم أنقرة بـ»الارهابيين».

وتهدف تركيا من خلال هجومها الى إقامة «منطقة امنية خالية من المنظمات الارهابية»، تمتد على مساحة حوالي 5 آلاف كلم، وفق ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مطلع الشهر الجاري وكرره أمس الأول.

وبات اسم دابق لدى مناصري التنظيم بمثابة رمز للقتال ضد الولايات المتحدة ودول الغرب المنضوية في اطار التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية تستهدف الجهاديين في سورية والعراق. ويطلق التنظيم اسم دابق على أهم مجلة ترويجية يصدرها باللغة الانكليزية، ويتوجه عبرها إلى دول الغرب.

وكان التنظيم وتزامنا مع الحشد العسكري للفصائل في محيط دابق، أورد في نشرته «النبأ» التي اصدرها الخميس الماضي، ان «هذا الكر والفر في دابق وما حولها معركة دابق الصغرى ستنتهي بملحمة دابق الكبرى». ويستند التنظيم الى نبوءة دينية قديمة يرد فيها أن حشدا من الكفار يواجه جيش المسلمين عند بلدة دابق في ملحمة يقتل فيها العديد من المسلمين، لكنهم ينتصرون في النهاية قبل أن تحل القيامة.

ومنذ بدء تركيا هجومها في شمال سورية، سيطرت الفصائل المعارضة على عدد من المدن والبلدات الاستراتيجية، أبرزها مدينة جرابلس الحدودية، التي كانت تعد احد آخر معقلين متبقيين للتنظيم في محافظة حلب.

حلب

وفي مدينة حلب، تتعرض الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ اسابيع لهجوم عنيف تشنه قوات النظام بدعم جوي روسي.

وأفاد المرصد السوري أمس باستمرار معارك عنيفة بين الطرفين على جميع محاور القتال في وسط وشمال وجنوب المدينة، مشيرا الى مقتل شخصين على الاقل جراء غارات على حي في شرق المدينة.

وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، قتلت سيدتان وأصيب 16 شخصا بجروح أمس جراء «قذائف صاروخية اطلقتها التنظيمات الارهابية على حي السيد علي»، وفق ما أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا».

كيري وأوروبا

وقالت روسيا أمس إن المشاركين في اجتماع لوزان «أكدوا ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسلامة اراضيها وطابعها العلماني». وغداة اللقاء، الذي شاركت فيه روسيا واميركا والسعودية وايران وتركيا ودول اخرى بصفة متدنية مثل مصر والعراق، التقى وزير الخارجية الاميركي في لندن أمس عددا من نظرائه الاوروبيين لإطلاعهم على اجواء المشاورات.

وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية انه من المتوقع أن يقترح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال الاجتماع مع كيري إقامة «مناطق يحظر قصفها» في سورية بينها حلب.

وتحدث كيري بعد اجتماع لوزان عن «أفكار جديدة» يفترض ان يتم توضيحها في الايام المقبلة لمحاولة التوصل الى وقف جديد لإطلاق النار أكثر متانة من الهدنات السابقة.

وقلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من أهمية فرنسا قائلا انها «لا تشارك كثيرا» في عملية تسوية النزاع السوري في انتقاد جديد لباريس التي سبق أن اتهمها بـ»مفاقمة» الوضع.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي على هامش قمة دول بريكس في غوا في الهند: «فرنسا لا تشارك كثيرا في عملية تسوية النزاع السوري».

وأضاف «تذكروا عندما كانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول تبحر الى سواحل سورية. واتفقنا على ما يبدو على العمل معا لكن بعد أيام غيرت مسارها واتجهت الى قناة السويس». وتساءل: «ما معنى ذلك؟».

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اشترط على بوتين أن يعقدا اجتماعا حول سورية خلال زيارة مقررة لباريس ورد بوتين بإلغاء الزيارة.

إلى ذلك، أقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس محافظ محافظة الحسكة شمال شرق سورية المهندس محمد زعال العلي وعين مكانه الضابط المتقاعد جايز حمود الموسى. وشهدت محافظة الحسكة بداية الشهر الماضي إقالة القائد العسكري للمنطقة الشرقية اللواء محمد خضور كما أقيل القائد العسكري لمحافظة الحسكة العميد غسان محمد على خلفية المواجهات التي جرت بين القوات الحكومية والمسلحين الأكراد، والتي سيطر على اثرها الأكراد على أغلب أحياء المدينة.

بوتين: سورية ليست سبب التوتر مع واشنطن

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن بلاده لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن العلاقات مع أميركا لم تتدهور بسبب الحرب في سورية، بل ان "الأمر بدأ من يوغوسلافيا"، في إشارة إلى الضربات الأميركية على حلفاء روسيا في دولة يوغوسلافيا السابقة.

ونفى بوتين، في كلمة له في ختام قمة مجموعة "بريكس"، التي تم انعقادها في ولاية غوا الهندية أمس، بمشاركة زعماء البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، تورط بلاده في التأثير على مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأعرب عن أمله أن تكون هناك فرصة لإعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى ما كانت عليه سابقاً بعد انتهاء الانتخابات.

تفجير انتحاري في غازي عنتاب

قالت مصادر أمنية ومسعفون إن ثلاثة رجال شرطة أتراك قتلوا وأصيب 8 أشخاص على الأقل في تفجير انتحاري بمدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود مع سورية أمس.

ووقع التفجير أثناء مداهمة الشرطة منزلا يعتقد أنه يستخدم كمخبأ لمتشددين من تنظيم "داعش".

وقالت مصادر أمنية إن الشرطة تعقبت سيارة يشتبه في أنها تحمل متفجرات إلى المنزل الذي يعتقد أن مجموعة من اللاجئين السوريين تقطنه، وداهمته.

back to top