واصل رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بتعليمات مباشرة من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي، تحقيقاتهم مع المواطن المتهم (الممثل) بجلب مادة الكيميكال المخدرة وتصنيعها في مكتبه الخاص، ومن ثم إعادة تعبئتها وتوزيعها بمساعدة شريكه المتهم العراقي، اللذين ألقي القبض عليهما مساء أمس الأول من قبل رجال المكافحة.
شبهات غسل أموال
وقال مصدر أمني مطلع لـ«الجريدة»، إن «المدير العام للادارة العامة لمكافحة المخدرات بالإنابة العقيد وليد الدريعي، ومدير إدارة المكافحة المحلية العقيد محمد قبازرد، اللذين يشرفان على عملية التحقيق مع المتهم بشكل مباشر، توصلا إلى وجود شبهات في عمليات غسل أموال تحوم حول المتهم، إذ اعترف بأنه كان يحول الأموال التي يجنيها من تجارة المخدرات الى خارج البلاد، ويبيضها في عمليات شراء عقارات وسيارات وإنتاج أعمال فنية، ومن ثم يدخلها لحسابه الشخصي مرة أخرى، بحجة أن هذه الأموال حصيلة بيع عقارات أو ناتجة عن أعمال فنية».حسابات المتهم
وأضاف المصدر ان رجال المكافحة توصلوا إلى بعض حسابات المتهم، وتم إرفاقها في ملف القضية، تمهيداً لإحالتها إلى النيابة العامة صباح اليوم، مشيراً إلى أن هذه الحسابات سيتم التحقيق فيها من النيابة العامة، نظراً لوجود شبهة غسل أموال، لافتاً إلى أن الشبهة بدت واضحة من خلال اعترافاته عن الأموال التي يجنيها من تجارة المخدرات.2 كيلو مخدرات
وذكر أن المتهم خلال عملية التحقيق اعترف لرجال المكافحة أن شحنة جديدة من المواد المخدرة وصلت اليه قبل لحظات من القاء القبض عليه، وهي موجودة بإحدى شركات البريد السريع، لافتا إلى أن رجال المكافحة توجهوا إلى مكتب البريد وتسلموا الشحنة التي كانت عبارة عن طرد بريدي يحتوي على مواد تجميل.وأوضح المصدر أن رجال المكافحة فتحوا الطرد وفتشوه، بعد إخطار النيابة العامة، وعثروا بداخله على 2 كيلوغرام من مادة الكيميكال المخدرة، مشيرا إلى أن المتهم اعترف بأنه اتفق على جلب هذه الكمية الجديدة قبل نحو أسبوع من إلقاء القبض ووصلت بنفس اليوم الذي ضبط فيه.أرباح طائلة
ولفت إلى أن المتهم اعترف كذلك أمام رجال المباحث بأنه يتاجر بالكيميكال منذ نحو عام ونصف العام، وانه جنى أرباحا طائلة من تجارة المخدرات، مستغلا عدم تجريم هذه المادة قانوناً وزاد من عمليات جلبها، إلا أنه عاد وخفف عمليات الطلب والاتجار منذ حوالي شهر بعد إدراج المادة في جدول المخدرات.المريخي: استراتيجية خليجية رادعة لمواجهة الاتجار بـ «الكبتاغون»
أكد مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العميد صقر المريخي، أمس، أن دول المجلس انتهجت في السنوات الاخيرة استراتيجية جديدة لمكافحة المخدرات أثمرت عن نجاحات نوعية وإحباط العديد من المحاولات لتهريب المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.وقال العميد المريخي، في كلمة افتتاح الدورة التدريبية «استراتيجيات مكافحة عقار الكبتاغون المخدر: المصدر، وسائل الإخفاء، وخطوط وطرق التهريب»، بمشاركة عدد من ضباط اجهزة مكافحة المخدرات والجمارك بدول التعاون، إنه تم اكتشاف طرق وأساليب إخفاء جديدة لتهريب الحبوب المخدرة والمؤثرات العقلية.وأوضح ان الدورة التدريبية تأتي في الوقت الذي تشهد المنطقة ارتفاعا ملحوظا في الانشطة الاجرامية لعصابات المخدرات لإغراق المنطقة بمخدر «الكبتاغون»، خاصة بعد الحجم الكبير للكميات المضبوطة أخيرا في دول مجلس التعاون خلال الفترة الاخيرة، مشيراً إلى ان ذلك يؤكد ان هناك هجمة شرسة واستهدافا ممنهجا لدول المنطقة، ما استدعى وضع استراتيجية رادعة للاتجار غير المشروع بهذا العقار المخدر.وأشاد المريخي بما توليه أجهزة مكافحة المخدرات بدول المجلس من جهود تصب في تفعيل تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات بينها، بشأن عصابات تهريب «الكبتاغون» والعمل على مكافحته بشتى الوسائل والسبل، اضافة الى الشروع في وضع استراتيجية محكمة للحد من الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية بشكل عام.