تحرير الموصل ينطلق بزخم... ومخاوف من كارثة إنسانية

• العبادي يتجاهل «الحشد الشعبي»... والفصائل الشيعية تتريث في المشاركة براً وتكتفي بالقصف
• «التحالف» يتوقع معركة شاقة تستمر أسابيع أو أكثر
• الجبير يتخوف من «حمام دم»

نشر في 18-10-2016
آخر تحديث 18-10-2016 | 00:05
وسط مخاوف من كارثة إنسانية تترتب على العمليات العسكرية، بدأت القوات العراقية المشتركة بالتعاون مع قوات البيشمركة الكردية، وبدعم جوي ومدفعي ولوجستي واستخباري من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معركة تحرير الموصل أكبر معقل لـ «داعش».
أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، فجر أمس، بدء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل، أكبر مدينة سنية عراقية، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، من سيطرة تنظيم "داعش".

ووسط مخاوف من أن تؤدي العملية العسكرية الى كارثة انسانية في الموصل حيث يقيم أكثر من 1.3 مليون مدني، قال العبادي في كلمة متلفزة القاها، محاطاً بقادة عسكريين: "لقد أزفت الساعة لطرد الظلاميين"، داعياً أهل الموصل للتعاون مع القوات المسلحة.

وتجاهل العبادي، في كلمته، الحديث عن طبيعة مشاركة قوات "الحشد الشعبي" الشيعية في المعركة، مكتفيا بالقول إن "القوة التي تقود عمليات التحرير تتكون من الجيش العراقي الباسل والشرطة الوطنية، وهذه القوات هي التي ستدخل الموصل وليس غيرها".

بدورها، أعلنت رئاسة إقليم كردستان، أمس، إن العبادي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني حددا ليل الأحد - الاثنين، ساعة الصفر لانطلاق العملية.

زخم ميداني

وأفادت مصادر بأن الهجوم تم من أربعة محاور، المحور الشمالي عبر تلعفر وسهل نينوى، والمحور الشرقي عبر الخازر وبعشيقة، والمحور الجنوبي عبر القيارة وتقوم به القوات المشتركة من جيش وشرطة، والمحور الغربي من ناحية حدود سورية.

وتحدثت التقارير المحلية عن تمكّن قطعات الفرقة التاسعة والرد السريع من تحرير قرى الكبيبة والمخلط والشروق والحميدية جنوب شرق الموصل والتقدم باتجاه قرية بلاوات ومركز ناحية النمرود شرق الموصل.

وسيطرت الفرقة التاسعة على قرية عباس رجب شرق الموصل في إطار العمليات المستمرة للدخول إلى المدينة من أكثر من محور. وتم تحرير قرية ابراهيم الخليل من مسلحي داعش، ضمن محور شرق الموصل، كما قامت الطائرات العراقية باستهداف تحركات لداعش في معمل المشراق الكيماوي بمدينة الموصل.

وفي جنوب الموصل، تمكّن الجيش العراقي من إفشال 4 هجمات انتحارية لداعش على قطعاته في الحضر جنوب المدينة، إذ تمكّن عناصر في الجيش في لواء 92 من قتل أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا الهجوم على قطعات الجيش قرب نقطة تفتيش البراري ضمن قضاء الحضر.

إلى ذلك، صرّح قائد الشرطة الاتحادية العراقية بأنّ كتيبة صواريخ غراد تواصل قصفها التمهيدي لعشرات الأهداف لداعش جنوب الموصل، وأنّ مغاوير النخبة تتقدم باتجاه قرية لزاكة المحاذية لجنوب المدينة.

وبينما تواصل قوات المحور الجنوبي من الشرطة الاتحادية العراقية تقدمها من قاعدة القيارة باتجاه قرية نايف، أعلن قائد الشرطة الاتحادية عن تقدم قطعات الرد السريع ستة كيلومتراتٍ باتجاه جنوب الموصل. ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً تظهر فيه عملية إنزالٍ للقوات العراقية في بعشيقة وسط قصفٍ كثيفٍ لمواقع "داعش".

وقالت قيادة البيشمركة، في بيانٍ، إن أكثر من أربعة آلاف عنصرٍ من البيشمركة يشاركون في الهجوم من ثلاثة محاور موضحة أن الهجوم يتم بالتنسيق بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد.

في السياق، أفاد مصدر بالبيشمركة، بأن قوات البيشمركة استعادت السيطرة على ثمانية قرى بمنطقة الخازر، مبينا أن "القرى هي باصخرة وترجلة وباركرتا وشيخ أمير وشاقولي وبدنة الصغيرة وبدنة الكبيرة".

وأكد المصدر أن البيشمركة باتت تبعد نحو 12 كم من مركز مدينة الموصل.

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، بأن الخط الدفاعي الثالث لتنظيم "داعش" حول مدينة الموصل تفكك خلال الساعات الماضية وانهار بشكل كلي بعد هروب أغلب عناصره.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "أغلب عناصر الخط الدفاعي هم من المتطوعين الجدد الذين جندهم تنظيم داعش بالقوة بعد أن أجبر عوائلهم على الانخراط في خططه الدفاعية"، لافتا الى أن "أحداث الموصل هي من دفعت الخط الدفاعي للانهيار".

وأشار المصدر الى أن "مفارز داعش قامت بإعدام بعض الهاربين في الشوارع رميا بالرصاص وسط حالة من الفوضى والإرباك تجتاح الموصل بالوقت الحالي".

تعليمات للسكان

من جانبها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس، عن تصدير تعليمات جديدة لأهالي مدينة الموصل بعد ثلاثة أيام.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد يحيى رسول، إن "القوات الأمنية بمختلف صنوفها تتقدم لتحرير مدينة الموصل وفق الخطة المرسومة لها"، مشيرا الى أن "خطة تحرير الموصل تحمل بعدا إنسانيا لاستبقال العوائل النازحة الى جانب الخطة العسكرية".

وأضاف رسول أن "قيادة العمليات المشتركة ستصدر تعليمات جديدة لأهالي الموصل بعد ثلاثة أيام، مشيرا الى أن "القوات الأمنية ستعمل قدر الإمكان على حماية المدنيين والبنى التحتية لمدينة الموصل خلال العمليات العسكرية".

في السياق، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس: "هناك اتفاق بيننا وبين بغداد على مصير ومستقبل المناطق المستعادة بالموصل".

وبين بارزاني، خلال مؤتمر صحافي عقده، أنه تم تطهير 200 كم في المرحلة الأولى من معركة الموصل، مؤكدا أنه يتم حفر الخنادق في بعض القرى للحفاظ على أمن البيشمركة.

وأكدت قيادة قوات الحشد الشعبي، أمس، أن التحرك البري لقواتها لم يتم لغاية الآن، مشيرة الى أن الهجوم بدأ فقط بالقصف الدقيق بالقوة المدفعية والصاروخية.

انقلاب

إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، بأن المنقلبين على زعيم تنظيم "داعش" المدعو أبوبكر البغدادي أعلنوا عبر مكبرات صوت لإحدى سيارات "الشرطة الإسلامية" في الموصل، عن اعتقال زوجته وهروبه باتجاه الرقة السورية، مشيرا إلى أن المنقلبين أكدوا أن حكم البغدادي على الموصل قد "انتهى".

وأشار المصدر الى أن "جيش العسرة وفق المعلومات المتوفرة سيطر على ثمانية مقار رئيسية للشرطة الإسلامية بعد قتال عنيف، فيما لوحظ وجود جثث منتشرة في محيط الاشتباكات التي لم تهدأ منذ قرابة الساعتين".

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، في وقت سابق، بأن قائد ما يسمى بـ"الشرطة الإسلامية" في تنظيم "داعش" داخل مدينة الموصل يقود محاولة انقلاب ضد البغدادي، فيما أشار الى أن الأخير دعا ما يسمى بـ"جيش العسرة" الى مواجهة الانقلاب.

كما أفاد مصدر أمني في نينوى، أمس، بتدمير أكثر من 43 هدافاً لـ"داعش" بقصف جوي في نينوى، لافتا الى انهيار دفاعات التنظيم في محور سد الموصل، في حين سارعت عوائل عناصر الى الفرار من مركز المدينة.

من جهته، رجح التحالف الدولي أمس، أن تستغرق عمليات استعادة الموصل "أسابيع أو أكثر". وقال القائد العسكري الجديد للتحالف الدولي ضد داعش ستيفن تاونسند، إن العملية التي بدأتها القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من مسلحي التنظيم قد تستغرق أسابيع "وربما أكثر".

وأضاف تاونسند، أن "المعركة تبدو طويلة وصعبة، لكن العراقيين استعدوا ونحن نقف إلى جانبهم"، موضحا أن التحالف قام بتأهيل وتجهيز أكثر من 54 ألف رجل من أفراد القوات العراقية.

إلى ذلك، أكد السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان أمس، دعمه الكامل لقرار العبادي بإعلان انطلاق عمليات تحرير الموصل.

وقال سيليمان في كلمة متلفزة، إن "الولايات المتحدة تقف جنبا الى جنب مع القوات العراقية للمساعدة في تخليص الموصل ونينوى وباقي أنحاء العراق من هذه العصابات الإجرامية".

في السياق، أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، أن تحرير الموصل من "داعش" بات وشيكاً وهزيمته حتمية، مشدداً على أن حماية المدنيين من سكان المدينة هي المهمة الأساسية الأولى والعاجلة لقواتنا المسلحة ولكل العراقيين.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن "داعش" سيهزم في معركة الموصل، معربا عن تخوفه من دخول ميليشيات متطرفة إلى الموصل، قائلاً: "نخشى أن يتسبب دخول ميليشيات الحشد للموصل في حمام دم".

على صعيد آخر، قتل عشرة أشخاص، وأصيب 17 آخرون بجروح أمس، في تفجير انتحاري استهدف حاجزاً للجيش في منطقة اليوسفية جنوب بغداد. وتبنى التفجير تنظيم "داعش". وكان العبادي حذر من تزايد العمليات الإرهابية بالتزامن مع معارك الموصل.

أرقام عن المعركة

30 ألف جندي عراقي ينتمون إلى 6 فرق عسكرية.

4 آلاف مقاتل من قوات البيشمركة.

5 آلاف من مقاتلي «داعش» موجودون في الموصل.

25 نفقاً حفرها «داعش» حول الموصل.

1.3 مليون مدني موجودون في الموصل.

100 ألف عراقي قد يفرون باتجاه سورية وتركيا.

61 مليون دولار تحتاج إليها مفوضية اللاجئين لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين.

76 ألف خيمة نصبت لإيواء النازحين داخل العراق.

back to top