اعتمدت وسائل التسلية الافتراضية خلال أمد حياتها القصير على إنتاجات هوليوود غالباً. استوحيت إحدى الألعاب القصيرة مثلاً من The Martian، في حين استندت تجربة أكثر شمولية إلى سلسلة Ghostbusters.إلا أن الأفكار قلما سارت في الاتجاه المعاكس. لم نرَ مثلاً أحد الأعمال الافتراضية الأصلية يحوَّل إلى فيلم في هوليوود.
لكن مخرج سلسلة أفلام الأنيمايشين Madagascar إريك دارنيل والمنتج المخضرم في هوليوود جو روث قررا تبديل هذا الواقع.تخطط شركة روث للإنتاج Roth Kirschenbaum لتحويل فيلم الأنيمايشين الافتراضي Invasion!، الذي يدوم ست دقائق وأعده في مطلع هذه السنة دارنيل وشركته Baobab Studios، إلى فيلم أنيمايشين سينمائي تقليدي.قد تبدو الفكرة غريبة في نظر البعض. لما كانت الأعمال الافتراضية تسمح للمشاهد بدخول العالم الافتراضي والتحكم في تجربته فيه، فإنها تُعتبر مختلفةً كل الاختلاف عن الأفلام التقليدية. لذلك، قد لا يحقق أي عمل افتراضي متقن النجاح ذاته عندما ينتقل إلى دور العرض السينمائية.يقول دارنيل في إحدى المقابلات: «صحيح أن الأفلام والأعمال الافتراضية مختلفة عن بعضها بعضاً، إلا أن اعتبار شركة مثل Roth Kirschenbaum قصة Invasion مؤثرة جداً أمر كافٍ لإظهار مدى التقدّم الذي حققناه. صار بإمكان الأعمال الافتراضية سرد القصص أيضاً».
بصمة مميزة
يحمل Invasion بصمة معده. يشبه هذا العمل، الذي عُرض في «مهرجان ترابيكا للأفلام» في الربيع الماضي ويشارك إيثان هوك في أداء الأصوات فيه، أعمال الأنيمايشين التي تقدّمها Dream Works. يتناول الفيلم غزواً فضائياً يتخذ منحى غريباً ومضحكاً. أما الشخصية الرئيسة فيه فهي أرنب. لكن هذا المشروع يسعى أيضاً إلى استغلال مزايا الوسيط الافتراضي، من المشاهد الكرتونية الشاسعة بزاوية 360 درجة مئوية إلى الشعور بأنك ترى الأحداث بنفسك وبأن الكائنات تتحرك وراءك مباشرة.لم تحاول شركة Baobab، التي تضمّ في صفوفها أيضاً المديرة التنفيذية في وادي السيليكون مورين فان ومنتج الأفلام المخضرم كيان لي، الفوز بهذه الصفقة في هوليوود، بل اكتفت بعقد لقاءات توضيحية، على غرار عدد كبير من شركات الأعمال الافتراضية السنة الماضية. ولكن عندما شاهد مديرو Roth Kirschenbaum فيلم Invasion!، تساءلوا عما إذا كان يحمل فكرة فيلم سينمائي ناجح. يذكر روث: «كم مرة تستطيع أن تنادي وتقول: أملك فكرة فيلم جيدة، ضع هذه السماعات؟».سيواصل الفريقان العمل على مشروعَي Invasion! كل منهما على حدة. على سبيل المثال، تعدّ Baobab جزءاً ثانياً من عملها الافتراضي الذي يُقدَّم مجاناً على أجهزة Oculus وGearVR وسيصبح متوافراً قريباً على أجهزة TC Vive وPlaystation.في المقابل، يعتبر بعض المساعي الافتراضية الأخرى أن علاقة السينما بالأعمال الافتراضية محدودة، وأن التفاعل القوي يجب أن يكون سيد الموقف.لكن فكرة تعاون لاعبَين من خلفيتين مختلفتين قد تشكّل امتحاناً بارزاً لأفضل استخدامات هذا الوسيط.يوضح لي: «ربما تشهد رحلتنا هذه كثيراً من التقلبات. لكننا متحمسون جداً لأننا سنكون أول مَن يخوض تجربة مماثلة ويتعلم من أخطائه».* ستيفن زيتشك