موسكو تعلن هدنة الخميس ٨ ساعات لخروج «فتح الشام»

• تحرك سعودي لتسليح الفصائل المعتدلة
• الاتحاد الأوروبي: الحملة الروسية تمثل جرائم حرب
• كيري يطلب مقترحات أوروبية وخليجية... ولافروف يدعو إلى تفعيل «صيغة لوزان»

نشر في 18-10-2016
آخر تحديث 18-10-2016 | 00:04
غداة تلويح غربي بفرض عقوبات على دمشق وموسكو، كشف وزير الخارجية السعودي أن المملكة تعمل على تعزيز تزويد المعارضة المعتدلة السورية بالسلاح خصوصاً في حلب الشرقية، التي شهدت يوماً دامياً قتل فيه عشرات بينهم رُضّع.
بعد فشل اجتماعي لوزان ولندن في إعادة العمل بالهدنة في سورية خصوصاً في مدينة حلب شمال البلاد، قتل عشرات المدنيين السوريين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء غارات كثيفة استهدفت حلب الشرقية، بينما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المملكة "تعمل على تعزيز تزويد المعارضة المعتدلة السورية بالسلاح" في حلب.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن "13 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال قتلوا في غارات لم تعرف اذا كانت سورية ام روسية على حي المرجة، بينهم أم تبلغ من العمر 17 عاماً ورضيعها"، لافتاً الى وجود عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.

وغداة مقتل 34 شخصاً نصفهم قضى في غارات روسية استهدفت مبنيين سكنيين في حي القاطرجي، أكد الدفاع المدني أمس ارتفاع عدد قتلى القصف الجوي والمدفعي الروسي على المنطقة المحاصرة إلى 45 مدنياً، منهم 14 فرداً من عائلة واحدة نشرت أمس قائمة بأسمائهم شملت رضعاً، اثنان منهم يبلغان من العمر ستة أسابيع وستة أطفال تقل أعمارهم عن ثماني سنوات.

هدنة للخروج

وبينما توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تستكمل عملية السلام السورية على الشكل الذي جرى في لوزان، أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة إنسانية في حلب بدءاً من صباح الخميس 20 أكتوبر لمدة ٨ ساعات، تشمل فتح ممرين لخروج مسلحي جبهة "فتح الشام" إذا أرادوا.

وأكدت وزارة الدفاع أن فصائل المعارضة، التي دعتها لإزالة الألغام من طريق المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية، تتلقى صواريخ "تاو" الأميركية الصنع المضادة للدبابات، معتبرة أن وقف إطلاق النار من جانب واحد في حلب ليس له معنى.

جهود دبلوماسية

وفي ظل نفاد الوقت بالنسبة لسكان حلب المحاصرين والإدارة الأميركية قبل وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، انهمك وزير الخارجية جون كيري في بحث أفكار جديدة خلال مباحثات دولية دامت يومين استمر فيها بالمطالبة بوقف جديد لإطلاق النار.

وبعد اجتماع شمل الدول المجاورة لسورية في لوزان وبعده لأصدقائها بلندن، طلب كيري من حلفاء واشنطن في أوروبا والخليج تقديم مقترحات جديدة، معلناً بوضوح أنه يتوقع أن تضطلع دول أخرى بدور أكبر في هذا الملف.

إحباط وتسليح

وإذ لم يخف كيري إحباطه من عجز التوصل الى خطة لوقف إطلاق النار تقبل بها روسيا وسورية ويبدأ تطبيقها على الأرض، أكد وزير الخارجية السعودي أن الرياض تعمل على زيادة دعم تسليح المعارضة المعتدلة، قائلاً، عقب جلسة لمجلس الوزراء: "نعمل على مسألة تعزيز نقل السلاح للمعارضة المعتدلة في حلب".

تردّد وتعنّت

في غضون ذلك، أكّد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا أنه "لا أفق لحل في سورية في ظل التردّد الأميركي والتعنّت الروسي، وتفضيل مستقبل الأسد على المنطقة برمتها"، متهماً إدارة أوباما بـ"العجز عن اتخاذ قرارات مصيرية".

ولفت آغا إلى أنّ "اجتماع لوزان، الذي لم يتمخّض عن جديد، محاولة من القطبين الدولييْن لعدم الوصول إلى مرحلة الصدام، وأنّه يعكس عمق الانقسام الأميركي الروسي"، مشيراً إلى أنّ "الأوضاع تسير إلى حمام دم يمكّن المشروع الإيراني من التهام المنطقة وتفكيكها".

عقوبات أوروبية

في موازاة ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن دول الاتحاد الـ28، التي اجتمعت أمس في لوكسمبورغ، وفي طليعة جدول أعمالها الحصار المفروض على حلب الشرقية، لا تنوي فرض عقوبات على روسيا، لكنها لم تستبعد مناقشة عقوبات جديدة تستهدف نظام الأسد، مشددة على أن أوروبا تملك "أدوات كثيرة أخرى" غير العقوبات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إنه خلال الاجتماع، الذي طغى الملف السوري على القسم الأكبر منه، "ندرس كل الخيارات للضغط بشكل أكبر بكثير على نظام الأسد وحلفائه".

بعد دابق

وبعد خسارة "داعش" بلدتي صوران ودابق، سيطرت كتائب الجيش الحر المشاركة في عملية "درع الفرات" على سبع قرى بريف حلب الشمالي هي احتميلات وحور النهر والصالحية وتلالين والحميدية والمسعودية واسنبل بريف حلب الشمالي.

وأكدت رئاسة الأركان التركية أن تحرير دابق وفرض السيطرة على 220 كم ضمن عملية "درع الفرات" قطعا الطريق أمام الهجمات بالقذائف الصاروخية على أراضيها، مشيرة إلى أن الجيش الحر يعمل على تطهير المناطق المحررة شرقي مارع من الألغام تمهيداً للتقدم نحو مدينة الباب جنوب جرابلس.

حماة وإدلب

وفي حماة، فشل النظام في التقدم في الريف الشمالي رغم الدعم الجوي الروسي. وقال قائد عسكري في "جيش العزة" إن "القوات الحكومية كثفت قصفها المدفعي على قرية الاسكندرية وحولتها إلى دمار ووصلت إلى اطراف بلدة معردس لتخوض بعدها قتال شوارع هو الأعنف قتل خلاله أكثر من 25 عنصرا وجرح وأسر آخرون".

وفي إدلب، استهدفت سيارة مفخخة مقراً لحركة "أحرار الشام"على أطراف مدينة معرة النعمان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير الموقع بشكل شبه كامل.

جرائم الحرب

إلى ذلك، ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الجوية السورية والروسية على حلب الشرقية، وخص موسكو لاستهدافها المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية.

وجاء في بيان وافقت عليه حكومات الاتحاد الـ28 "شدة ونطاق القصف الجوي على شرق حلب غير متناسب بشكل واضح منذ بداية الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه لاسيما روسيا".

واتفق وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ على أن "الاستهداف المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنية الأساسية الحيوية، وكذلك استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية، ربما تصل إلى حد جرائم الحرب".

روسية مغرمة بـ «داعشي» تواجه السجن

تحمل شابة جميلة في العشرين من العمر جدلت شعرها الأسود الطويل، ملاحظات دونتها بخط اليد محاطة بشرطيين يرتدون سترات واقية من الرصاص.

فمنذ أسبوع تمثل فارفارا كاراولوفا الطالبة في الفلسفة في جامعة موسكو العامة الراقية، أمام محكمة عسكرية، لأنها حاولت قبل عام اللحاق بحبيبها الذي يقاتل في صفوف تنظيم "داعش" بسورية.

واعتقلت في تركيا عندما كانت تستعد لعبور الحدود السورية، وقد تتعرض لعقوبة السجن حتى خمس سنوات، لمحاولتها الانضمام إلى "منظمة تعتبر إرهابية وفقا للقوانين الروسية".

وأعلنت لدى افتتاح محاكمتها في الخامس من أكتوبر الجاري، وفقا لوكالة أنباء انترفاكس الروسية "لم انضم الى أي منظمة، ولست إرهابية ولم أنو اطلاقا أن أصبح يوما ارهابية".

ولم تلتق فارفارا أبدا الرجل الذي ترغب في الالتحاق به بسورية. وعلى الإنترنت يقول إن اسمه فلاد وآدم وارتور سوكولوف. ويقول المحققون إنه مقاتل في تنظيم "داعش"، واسمه إيرات سماتوف.

back to top