أعلن رئيس وزراء مونتينيغرو (الجبل الأسود) ميلو ديوكانوفيتش أمس فوز حزبه في الانتخابات وانضمام البلاد إلى حلف شمال الاطلسي في غضون نصف عام، واستكمال عملية التفاوض حول انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من فشل حزبه في نيل الأغلبية الضرورية لتشكيل الحكومة.

وأضاف رئيس الوزراء "إننا تمكنا من حماية بلادنا والدفاع عن حقنا في تقرير مستقبلنا. وفور الإعلان عن النتائج الرسمية للتصويت، سنبدأ المفاوضات مع الشركاء حول تشكيل ائتلاف حاكم"، معربا عن قناعته بأن الائتلاف المستقبلي سيتمتع بما لا يقل عن 42 مقعدا.

Ad

وتصدر حزب ديوكانوفيتش، الذي يقود مونتينيغرو منذ ربع قرن، نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأول.

وتشير النتائج الأولية للانتخابات إلى حصول حزب "الاشتراكيين الديمقراطي" الحاكم على 41.1 في المئة من الأصوات، أي 35 مقعدا من مقاعد البرلمان المتكون من 81 نائبا. وهذا ضعف عدد الاصوات التي حصل عليها حزب المعارضة الرئيسي "الجبهة الديمقراطية"، الموالي لروسيا والمعارض لانضمام مونتينغرو إلى حلف شمال الأطلسي. وشارك في الانتخابات، نحو 73.2 في المئة من الناخبين في عملية الاقتراع، وهو ما يعتبر نسبة مشاركة مرتفعة.

وكانت شرطة مونتينيغرو أعلنت أنها أحبطت هجمات كان يخطط لتنفيذها عشرون صربيا عشية الانتخابات التشريعية، اتهمتهم السلطات بمحاولة اعتقال رئيس الوزراء وإعلان فوز المعارضة في الانتخابات.

ولكي يبقى رئيسا للحكومة، يجب على ديوكانوفيتش تشكيل ائتلاف كما في عام 2012 عندما تحالف مع ممثلي الاقليات الكرواتية والالبانية والبوسنية.

ويتعلق الأمر حاليا بمعرفة ما إذا كان سيحتاج الى البحث عن شركاء اضافيين، بهدف التوصل إلى أغلبية مطلقة (81 مقعدا).

وتعليقا على اعلان السلطات احباط هجمات قبل الانتخابات، ندد رئيس الجبهة الديمقراطية اندريا مانديتش بما قال انها عملية "دعاية فجة".

وقال قائد الشرطة في بيان، انه كانت لدى المعتقلين نية حمل السلاح لتنفيذ هجمات على المؤسسات والشرطة وممثلي اجهزة الدولة وحتى مسؤولين كبار.

لكن النيابة العامة افادت في وقت لاحق في بيان: "نعتقد ان هدف المجموعة الاجرامية كان توقيف رئيس الوزراء".

وتابع "تضمنت الخطة هجمات أثناء بث النتائج وتجمع المواطنين امام البرلمان، ومن ثم السيطرة على البرلمان، واعلان فوز أحزاب سياسية معينة".

ولم تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات حتى الآن حوادث في هذا البلد الواقع في منطقة البلطيق والبالغ عدد سكانه 620 ألفا، وكان أعلن استقلاله عن صربيا في 2006 بعد استفتاء فاز به ديوكانوفيتش بأغلبية ضئيلة.

وسيعود للبرلمان المقبل امر المصادقة على انضمام مونتينيغرو للحلف الاطلسي، الامر الذي تطالب المعارضة بإخضاعه لاستفتاء.

وترتبط مونتينيغرو وصربيا بعلاقات متوترة منذ أن كانت مونتينيغرو بين اول المعترفين باستقلال كوسوفو عن صربيا في 2008. كما يمثل الانضمام الى الحلف الاطلسي نقطة خلاف اخرى بينهما.

وقال رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش انه لا يملك اي معلومات عن توقيف مواطنيه. لكنه لم يخف تشكيكه في الامر، واعتبر ان "من الغريب ان يحدث هذا اليوم"، مضيفا "في ما عدا ذلك الافضل ان أدير لساني ثلاث مرات وأصمت".

وبعد أن صوت في مدرسة ببيدغوريكا لم يقل رئيس وزراء مونتينيغرو شيئا عن الاعتقالات، وأكد انه على ثقة بأن بلاده ستمضي "باتجاه اهدافها الاوروبية واليورو اطلسية بنشاط واستقرار".

وتساءل ديوكانوفيتش أمام انصاره في آخر اجتماع انتخابي "هل سنكون جزءا من المجتمع الاوروبي المتطور، أم سنكون مستعمرة روسية؟".