غداة دعوة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لـ"هدنة" غير مشروطة للنار في اليمن تمهيدا لإطلاق مفاوضات سلام، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده، التي تقوده تحالفا عربيا عسكريا لدعم الحكومة اليمنية الشرعية في مواجهة المتمردين تريد وقف إطلاق النار في اليمن، لكنه شكك في التزام الحوثيين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الجبير قوله، إن السعودية مستعدة للموافقة على وقف إطلاق النار إذا وافق الحوثيون المدعومون من إيران عليه.

Ad

وقال الجبير، إن المملكة تحرص بشدة على الالتزام بالقانون الإنساني في الصراع اليمني، مضيفا أن المسؤولين عن قصف مجلس العزاء بصنعاء سيعاقبون وسيتم تعويض الضحايا.

وأعرب الوزير السعودي عن أمله أن تقنع الأمم المتحدة أطراف الصراع بالعودة إلى مائدة المفاوضات، مشددا على أنه "يجب أن يعود الحوثيون إلى صوابهم ويقبلون أن يكون اليمن حراً".

وفي نفس الصدد، رحب مجلس الوزراء السعودي، أمس، بالبيان المشترك للاجتماع الرباعي بلندن لبحث الوضع في اليمن والذي عبر عن التأييد لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وخطة الطريق التي سيطرحها على الجانبين بشأن الخطوات الأمنية والسياسية اللازمة للتوصل إلى حل سياسي للصراع.

حادث صنعاء

إلى ذلك، ترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء أمس الأول، في الرياض، اجتماعاً لهيئة مستشاريه، بحضور نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي لمناقشة مستجدات الأوضاع والتطورات السياسية والميدانية.

وأكد المجتمعون التزام الحكومة اليمنية بالتعامل الايجابي مع ما جاء في بيان الفريق المشترك لتقييم الحوادث فيما يتصل بأحداث "الصالة الكبرى" وما خلصت إليه التحقيقات الأولية بشأنه.

وأقر الاجتماع تكليف لجنة من رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ومدير دائرة القضاء العسكري، للانضمام إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث لاستكمال التحقيقات وعلى ضوء النتائج النهائية سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من تثبت مسؤوليتهم عن الحادث.

في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية وهيئة الأركان العامة اليمنية، مساء أمس الأول، استمرار التحقيقات في ملابسات حادث "الصالة الكبرى".

وأشارت الوزارة إلى أنها "اطلعت على نتائج التحقيق المعلنة من فريق التحقيق المشترك التابع للتحالف العربي بشأن الواقعة".

ويأتي ذلك بعد أن ألقى فريق التحقيق حول قصف الصالة المسؤولية عن قصفها على طرف، لم يسمه، تابع لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية بتقديم معلومات "مغلوطة".

في السياق، كشف مصدر رئاسي يمني عن تحضير الرئيس هادي لإصدار حزمة من التغييرات التي قد تشمل قيادات كبيرة في الجيش وهيئة الأركان وقادة المناطق العسكرية وبعض القيادات الميدانية في القواعد الجوية.

غارات واشتباكات

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين على عدة جبهات من بينها تعز وريف صنعاء ومأرب.

وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من التوغل في محافظة صعدة، معقل الميليشيات الحوثية، ومحاصرة اللواء 101 ميكا التابع للانقلابيين، بعد أسر مجموعة من الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح.

وشنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات للميليشيات في محافظة الحديدة الساحلية.

وفي تعز قُتل خمسة من المتمردين في اشتباكات دارت مع المقاومة في حي القصر شرق المدينة.

اعتذار وقطع

من جهة أخرى، اعتذر اليمن، مساء أمس الأول، رسمياً عن عدم رئاسة القمة العربية المقررة في مارس المقبل، بسبب الأوضاع الميدانية والسياسية، لتؤول بذلك الرئاسة إلى الأردن.

في سياق آخر، ترددت أنباء أمس عن قيام الميليشيات المتمردة المسيطرة على العاصمة صنعاء بقطع خدمة الهاتف الثابت والانترنت عن العاصمة المؤقتة عدن.