لم يمهل القدر المجند محمد سيد شعبان (21 عاماً) ابن قرية العامرية بمحافظة الفيوم، جنوب شرق القاهرة، لكي يرى طفلته الرضيعة ريتاج (4 أشهر) مرة ثانية.الشهيد، الذي رحل عن دنيانا، رأى طفلته مرة واحدة فقط، عقب ولادتها بشهرين، خلال إجازته الأخيرة قبل نحو 20 يوما من تعرض كمين «زقدان» في شمال سيناء، الذي يقوم بحراسته، لهجوم إرهابي، أسفر عن استشهاد 12 من قوات الجيش المصري، الجمعة الماضي.
«الحمد لله على كل حال، ابني محمد كان متعلقا جدا بابنته ريتاج، التي رزقه الله بها بعد زواجه بنحو عام ونصف»... بهذه الكلمات بدأ سيد شعبان والد الشهيد حديثه لـ«الجريدة» عقب انتهاء مراسم تشييع جثمان ابنه، بحضور محافظ الفيوم وعدد كبير من قيادات الجيش والشرطة وآلاف المواطنين الذين هتفوا بصيحات «الله أكبر» و»لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله». وقال الرجل، الذي كان يكافح دموعه ليمنعها من التساقط، إن ابنه محمد الذي لم يكمل تعليمه، قضى نصف فترة تجنيده في الجيش البالغة ثلاث سنوات، مضيفا ان لديه ثلاثة أبناء بخلاف الشهيد، هم رجب الابن الأكبر، الذي يعمل في مصنع، ومحمود الذي سيلتحق بالقوات المسلحة بعد عدة أشهر، إضافة إلى البنت الصغرى رضا البالغة 9 سنوات.وأكد ابن خالة الشهيد، ويدعى محمود، أن محمد كان دمث الخلق، ويشهد له جميع أهالي القرية بذلك، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه البشوش، مشيرا إلى أن أحلام محمد كانت بسيطة جدا، وتتلخص في الحصول على فرصة عمل بالقطاع الخاص أو الحكومي، للحصول على راتب ثابت يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته الصغيرة، حيث كان يعمل عاملا بأجر يومي.وطالب أهالي قرية العامرية المسؤولين بإطلاق اسم محمد على المدرسة الإعدادية بالقرية، تخليدا لذكراه، معتبرين أن ذلك يعد أقل شيء يمكن تقديمه لابن بلدتهم الذي ضحى بروحه فداء لوطنه.
دوليات
الإرهاب يحرم شهيد «زقدان» رضيعته
18-10-2016