اعلنت الامم المتحدة ليل الاثنين الثلاثاء ان وقفا لاطلاق النار في كل انحاء اليمن سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الخميس ولمدة 72 ساعة قابلة للتجديد على امل تسوية نزاع اوقع حوالى سبعة الاف قتيل خلال 18 شهرا وتسبب بازمة انسانية خطيرة.

Ad

واعلن مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد ان هذه الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الاربعاء 19 اكتوبر عند الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي مؤكدا انه تلقى "تأكيدات من كافة الأطراف اليمنية بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية".

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعلن سابقا موافقته على وقف لاطلاق النار لمدة 72 ساعة يمكن تجديده.

واوضح المبعوث الدولي في بيان في نيويورك ان الهدنة الجديدة هي بمثابة استئناف للهدنة التي اتفق عليها اطراف النزاع في اليمن في 10 ابريل ولكنها ما لبثت ان انهارت.

واضاف "ادعو كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والمجتمع الدولي لتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع في اليمن".

كما دعا المبعوث الدولي الى "اعادة تفعيل فورية للجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها الى ظهران الجنوب، بحسب ما تم الاتفاق عليه خلال مشاورات الكويت".

وذكر الدبلوماسي الموريتاني اطراف النزاع في اليمن ان "وقف الأعمال القتالية يشمل الالتزام بالسماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق".

ويدور النزاع في اليمن بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وبدأ التحالف عملياته في اليمن في مارس 2015 دعما للقوات الحكومية في مواجهة المتمردين الذين سيطروا على صنعاء منذ سبتمبر 2014. ومكن التحالف، اكان بالغارات الجوية او الدعم الميداني المباشر، قوات الحكومة من استعادة السيطرة على خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن، في صيف 2015.

واودى النراع في اليمن بقرابة 6900 شخص وجرح اكثر من 35 الفا كما اسفر عن نزوح ثلاثة ملايين على الاقل منذ مارس 2015، وفقا للامم المتحدة.

علقت مفاوضات السلام اليمنية في 6 اغسطس بعد ثلاثة اشهر من المحادثات غير المثمرة في الكويت تحت اشراف الامم المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة دعت الاحد في لندن الاطراف اليمنية الى اعلان وقف لاطلاق النار في اسرع وقت ممكن.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انذاك "آن الاوان لاعلان وقف لاطلاق النار غير مشروط وبعدها العودة الى طاولة المفاوضات".

والجمعة اعلنت بريطانيا انها ستقدم مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يدعو الى استئناف محادثات السلام. لكن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت اعلن بعد ذلك الاثنين ان لندن تنتظر نتيجة جهود الوساطة الاخيرة التي تقوم بها الامم المتحدة لتقديم مشروعها.

وفي 8 اكتوبر اوقعت غارة للتحالف العربي على مجلس عزاء في صنعاء 140 قتيلا و525 جريحا ما اثار تنديدا دوليا واسعا.

وبعدما نفى في بادئ الامر اي مسؤولية له في ذلك، اقر التحالف العربي السبت بانه نفذ تلك الضربة عن طريق الخطأ، ووعد باعادة النظر في قواعد الاشتباك في حربه ضد الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية ومناطق اخرى في هذا البلد.

وفي 9 و 12 اكتوبر واجه الحوثيون اليمنيون اتهامات باطلاق صواريخ على سفن حربية اميركية في البحر الاحمر ما ادى للمرة الاولى الى رد من جانب الولايات المتحدة.

وبعد هذا التصعيد، ادت بوادر تهدئة في الايام الماضية الى امل باستئناف المفاوضات حيث ان كلفة الحرب تتزايد على الاطراف المتحاربة بحسب خبراء.