بعد ضغوط دولية مكثفة على طرفي الصراع اليمني، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التوصل إلى «هدنة» تبدأ منتصف ليل الأربعاء - الخميس بموافقة جميع أطراف الحرب.وأكد ولد الشيخ، في بيان صادر من نيويورك، أن الهدنة ستكون شاملة قابلة للتمديد. وقال إن وقف القتال سوف «يجنب اليمنيين مزيدا من إراقة الدماء».
وأضاف أن شروط وقف العمليات العدائية هي نفسها التي اتفق عليها لتطبيق هدنة العاشر من أبريل الماضي التي مهدت لمشاورات السلام التي عقدت بالكويت، ورفعت دون التوصل إلى أي اتفاق يذكر في السادس من أغسطس الماضي.ودعا المبعوث الأممي إلى إعادة تفعيل عمل لجان التهدئة والتنسيق الميدانية بشكل فوري، وانتقال أعضائها إلى الظهران بجنوب السعودية، وفق ما تم الاتفاق عليه خلال مشاورات الكويت.وعبر عن أمله في أن تسمح الهدنة بتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في اليمن، أفقر بلدان المنطقة. وكانت الأمم المتحدة قد نبهت منذ أيام إلى تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وطالبت بضرورة الإسراع بتوصيل المعونات الإنسانية في أنحاء البلاد.
موافقة واشتراط
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في تدوينة على «تويتر» إن «الرئيس عبدربه منصور هادي وافق على وقف إطلاق النار مدة 72 ساعة قابلة للتمديد لو التزام الطرف الآخر بها».وأضاف المخلافي أن هادي يشترط أن يوافق الحوثيون على «تفعيل لجنة نزع التصعيد والتنسيق ورفع الحصار عن تعز». وذكر المخلافي أن ولد الشيخ يتوقع أن يعود إلى اليمن الأسبوع المقبل، تمهيدا لاستئناف المشاورات.ولم يصدر تأكيد من الحوثيين أو قوات الرئيس السابق علي صالح الموالية لهم بشأن قبول الهدنة.ويظل الموقف السابق، لجماعة «أنصار الله» وحليفها حزب المؤتمر الذي يترأسه صالح، بضرورة أن تشمل الهدنة وقف التحليق الاستطلاعي لمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية محل خلاف، كما كان الوضع بالهدنة الماضية لم تعلن بنودا جديدة بشأن ذلك خلال الأيام المقبلة.وفيما كانت المقترحات خلال الأسابيع الماضية تتحدث عن هدنة لـ72 ساعة، ترجح مصادر يمنية أن تتعدى الهدنة المقبلة، السقف الزمني، وأن تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار بما في ذلك العمليات الجوية والبرية وتفعيل لجان التهدئة.وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله أن تقنع الأمم المتحدة أطراف الصراع بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأضاف أن الحوثيين يجب أن يعودوا إلى صوابهم ويقبلوا أن يكون اليمن حرا.وفي تطور آخر، قال «المجلس السياسي»، المشكل بتحالف من الحوثيين والرئيس السابق، أمس، إنه سيتم الإعلان عن أسماء «حكومة الإنقاذ الوطني».وكان الحوثيون وصالح قد أعلنا مطلع أكتوبر الجاري تكليف القيادي الجنوبي، عبدالعزيز بن حبتور، تشكيل حكومة «إنقاذ وطني»، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.خطة أممية
من جهة ثانية، أعلن مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن بلاده قررت وضع مشروع قرار متعلق باليمن في مجلس الأمن في مرحلة الانتظار مدة أسبوع واحد قبل دعوة أعضاء المجلس الـ15 للتصويت عليه.وتأتي هذه التطورات بعد دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون، خلال اجتماع عقد في لندن السبت الماضي، بحضور الجبير، إلى وقف فوري وغير مشروط للقتال في اليمن وعودة سريعة إلى طاولة المفاوضات.وقال وزير الخارجية الأميركي عقب اجتماع لندن إنه في حال وافقت الأطراف المتحاربة باليمن على وقف إطلاق النار، فإن المبعوث الأممي إلى اليمن سيعمل على بلورة تفاصيل هذا المشروع، وسيعلن عنه وعن طريقة تنفيذه.تريث أميركي
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تراجع المعلومات المتعلقة بما يعتقد أنه هجوم صاروخي استهدف السبت الماضي المدمرة «ماسون» في البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب، وكانت المدمرة نفسها تعرضت قبل ذلك بأيام لصواريخ أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم.وقال متحدث باسم «البنتاغون» إنه يجري تقييم الوضع واستيضاح بعض العناصر في ما يتعلق بالحادث الأخير.وكان قائد العمليات بالبحرية الأميركية الأميرال جون ريتشاردسون قال السبت الماضي بمدينة بالتيمور إن طاقم المدمرة رصد خطرا صاروخيا محتملا وردّ بالشكل المناسب.كما نقلت وكالة أسوشيتد برس، الأحد، عن مسؤول عسكري أميركي أن الطاقم رصد بواسطة الرادار ما يبدو أنها صواريخ أطلقت ليلا من اليمن باتجاه المدمرة التي كانت ضمن سفن حربية أخرى.بيد أن مسؤولين أميركيين بدوا غير متأكدين من التقارير الأولية، وهو ما يفسر تريث «البنتاغون» في تأكيد محاولة الهجوم الثالثة المفترضة من اليمن على السفن الحربية الأميركية بالبحر الأحمر قرب باب المندب.وبعد أول هجومين صاروخين، أطلقت البحرية الأميركية الخميس الماضي صواريخ «كروز» لتدمر 3 مواقع رادار لميليشيات الحوثي وقوات صالح بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.وحذرت واشنطن من رد عنيف على تهديد سفنها الحربية خاصة والملاحة البحرية عامة في البحر الأحمر. بيد أنها أكدت في نفس الوقت أن الرد العسكري على استهداف «ماسون» لا علاقة له بالحرب الدائرة في اليمن.بيع صنعاء
إلى ذلك، ذكرت تقارير، أمس، أن جماعة «أنصار الله» الحوثية عرضت مواقع متميزة في قلب العاصمة صنعاء على مستثمرين إيرانيين، لأجل توفير سيولة مالية تغطي العجز المالي الكبير الذي حدث بعد قرار الرئيس هادي، الشهر الماضي، نقل مقر البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.وأفادت بوجود توجه لدى الجماعة المتمردة لاقتطاع مساحة كبيرة من ميدان السبعين الذي يعتبر أحد أهم معالم صنعاء وبيعه للمستثمرين الإيرانيين.