قبل 20 يوماً من اقتراع 8 نوفمبر الرئاسي في الولايات المتحدة، وقبل المناظرة الثالثة والأخيرة مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب المقررة فجر الغد، بدا أن المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون مرتاحة لتقدمها الكبير في استطلاعات الرأي.

وأظهر استطلاع للرأي تقدما لكلينتون في الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات.

Ad

وهذا التقدم في الاستطلاعات المحلية، مطابق لتقدم كلينتون على المستوى الوطني، إذ حصلت أمس الأول على 45.9 في المئة من نوايا الأصوات، مقابل 39 في المئة لترامب و6 في المئة للمرشح الليبرتاري غاري جونسون، بحسب متوسط للنسب أورده موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل.

بالمقارنة، كان باراك أوباما يتقدم 0.4 في المئة فقط على منافسه الجمهوري ميت رومني في اليوم نفسه من الحملة الانتخابية قبل أربع سنوات.

وترى حملة كلينتون إمكانية أن يكون للحزب الديمقراطي موضع قدم في ولايات ذات أغلبية جمهورية حيث اظهرت استطلاعات أن تقدمها على ترامب يتزايد.

ومن المقرر أن تشارك السيدة الأولى ميشيل أوباما وشخصيات ديمقراطية بارزة أخرى هذا الاسبوع في الحملة الانتخابية لدعم كلينتون في ولاية أريزونا، التي لم تؤيد أي مرشح ديمقراطي منذ بيل كلينتون عام 1996.

وقالت حملة كلينتون إنها تنفق أكثر من 100 مليون دولار في ولايات رئيسية في محاولة لمساعدة مرشحين لمجلس الشيوخ ومجلس النواب وحكام الولايات من بينها ولايات أريزونا وميزوري وانديانا التي تؤيد تقليديا الجمهوريين.

وبالرغم من توالي الاتهامات ضد ترامب، بقي ناخبو أوهايو بأغلبيتهم مؤيدين له، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن وكشف عن حصول ترامب على 44 في المئة من نوايا الأصوات، مقابل 44 في المئة لكلينتون، في حين أفاد استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك عن تساوي حظوظ المرشحين.

أما في بنسلفانيا وفلوريدا وكولورادو، فتتقدم كلينتون بحسب استطلاع كوينيبياك. وفي كارولاينا الشمالية ونيفادا، فهي تتصدر ترامب بفارق ضئيل يبقى ضمن هامش الخطأ، وفق «سي إن إن».

وأدلى حوالي 1.4 مليون ناخب أميركي حتى الآن بأصواتهم في عمليات الاقتراع المبكر، بحسب الاستاذ في جامعة فلوريدا مايكل ماكدونالد.

تحضير للمناظرة

وفي هذه الأثناء لزمت كلينتون منزلها قرب نيويورك للتحضير للمناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة فجر الخميس في لاس فيغاس.

وسيتحتم عليها بالتأكيد الرد على نشر موقع ويكيليكس آلاف الرسائل المقرصنة من حساب رئيس حملتها الانتخابية الالكتروني جون بوديستا التي تكشف عن مناورات سياسية.

ومن الكلام المثير للجدل الوارد في خطاباتها، قالت كلينتون خلال مؤتمر خاص عام 2013 إنه في السياسة، من أجل إنجاح أي مفاوضات، ينبغي أن يكون للسياسي موقف خاص وموقف علني، ما يحرك الاتهامات لها بالازدواجية في مواقفها.

ميلانيا

من جانبها، وفي حين تقدمت عدة نساء اتهمن ترامب بالتحرش بهن جنسيا قبل سنوات، أجرت زوجته ميلانيا ترامب مقابلتين تلفزيونيتين أمس الأول للدفاع عن زوجها.

وقالت ميلانيا ترامب في مقابلة تلفزيونية إن «هذا الكلام كان مهينا لي، وفي غير محله»، مضيفة «لقد اعتذر لي. إنني أقبل اعتذاراته. وسنمضي قدما».

وبررت ميلانيا ترامب استخدام زوجها حجة ماضي الرئيس الأسبق بيل كلينتون في العلاقات خارج الزواج للدفاع عن نفسه في هذه القضية، فقالت «إن كانوا فتشوا في ماضي الخاص، فلم لا؟» مذكرة بانه تم نشر صور قديمة التقطت لها عارية في وقت كانت عارضة أزياء، خلال حملة الانتخابات التمهيدية.

ونددت زوجة ترامب بشدة في المقابلة بتغطية الاعلام للحملة الانتخابية، فاتهمته بالتحيز ضد زوجها.

وتابعت «إنها وسائل الإعلام اليسارية، بوسعكم أن تدركوا من طريقة ورود ذلك أن كل شيء كان مدبرا».

عمليات تزوير

وقبل عقد مهرجان انتخابي جديد أمس الأول في غرين باي بولاية ويسكونسين، ندد ترامب مجددا بعمليات تزوير، بدون أن يحدد طبيعتها.

ويرى ترامب ان الانتخابات مزورة من وسائل الاعلام التي يتهمها بتجاهل القضايا المتعلقة بكلينتون.

وتناول ترامب مسألة استخدام كلينتون خادما خاصا لمراسلاتها الالكترونية حين كانت وزيرة للخارجية، فندد بتواطؤ بين المرشحة ومكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي». وقال بهذا الصدد «اننا نشهد مخططا اجراميا».

بدورها، نفت الخارجية الأميركية أي تبادل منافع بينها وبين الشرطة الفدرالية، بعد أن أوحت وثائق رسمية بأن مسؤولا في الوزارة ضغط في 2015 على إف بي آي لخفض تصنيف رسالة سرية لكلينتون.

وأثار ترامب قلق عدد من الجمهوريين وحثه بعضهم على أن يقدم دليلا على العلن أو يسحب تلك المزاعم.

في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي نشر أمس الأول أن أغلبية الجمهوريين أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية سرقة الانتخابات الرئاسية من ترامب. ووفقا للاستطلاع الذي أجرته مجلة بوليتيكو قال 73 في المئة من الجمهوريين، إنهم يتفقون مع تحذيرات ترامب المتكررة من أن الانتخابات يمكن أن تسرق جراء التلاعب بأصوات الناخبين. ويشاطرهم هذا الخوف 17 في المئة فقط من الديمقراطيين وقال 41 في المئة من جميع الناخبين إنهم يعتقدون هذا.