تدخل حالة الطوارئ المفروضة في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية عامها الثالث في وقت لاحق هذا الشهر، وذلك في ظل استمرار الهجمات التي يشنها متشددون موالون لتنظيم "داعش" على قوات الأمن في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.

ونشرت الجريدة الرسمية، أمس، قرارا أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي بتمديد فترة الطوارئ المفروضة في بعض مناطق محافظة شمال سيناء ثلاثة أشهر جديدة تبدأ في 31 الجاري.

Ad

ويتضمن القرار تمديد حظر التجول أثناء الليل في هذه المناطق.

وجاء تمديد حالة الطوارئ بعد أيام من مقتل 12 عسكريا في هجوم شنه متشددون على نقطة تفتيش بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء يوم الجمعة الماضي.

وأعلنت جماعة "ولاية سيناء" الموالية لتنظيم "داعش" المتشدد مسؤوليتها عن الهجوم الذي أسفر أيضا عن إصابة ستة من رجال الجيش.

كانت حالة الطوارئ قد فرضت للمرة الأولى في المحافظة في أكتوبر عام 2014 بعد مقتل 33 جنديا على الأقل في هجوم شنته ولاية سيناء على نقطة عسكرية في الشهر نفسه.

وفيما يبدو محاولة جادة من الحكومة المصرية لتأمين احتياجات الدولة من المشتقات البترولية الشهرية لسد العجز الذي تعانيه الوزارة المعنية، علمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن الحكومة المصرية فتحت قنوات اتصال مع الحكومتين الليبية والعراقية، لمدها بالمواد البترولية، وأن هذه الاتصالات لاتزال في مراحلها الأولى.

وكانت بداية الاتصالات مع الجار الليبي، إذ تناقلت وسائل إعلام تصريحات رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق عبدالرازق الناظوري، التي أكد فيها استعداد بلاده تزويد مصر بما تحتاج إليه من المواد البترولية، كاشفا عن قيام مدير المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، بزيارة القاهرة السبت الماضي، للتعرف على طلبات مصر من البترول، وقال الناظوري: "كل إمكاناتنا تحت أمر الشعب والقيادة المصرية، وستكون هناك شحنات بترول تضخ لمصر يوميا".

وقال مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة" أمس، "زيارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله، لم تستغرق سوى 5 ساعات، وكانت سرية، والتقى فيها مسؤولين في جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ومسؤولين في جهات سيادية، ووزير البترول المصري"، وأشار المصدر – الذي طلب عدم ذكر اسمه – أن اتفاقا مبدئيا على تعاون مصري - ليبي في أعمال استخراج البترول من حقول النفط، والاتفاق على تزويد مصر بالغاز والبترول، وأن طرق السداد ستكون بنظام ربع ونصف سنوي، وستكون بالعملة المتوافرة، وليس شرطا بالدولار.

وأوضح أن الاتفاق تضمن أن تكون مهمة تأمين نقل البترول من ليبيا إلى مصر موكلة إلى الجانب المصري، وأن عقود الاتفاق ستكون 6 سنوات، وأن الجانب الليبي هو الذي زود القاهرة بالمواد البترولية عقب توقف بعض الشركات العربية عن إمداد مصر بحصتها الشهرية من البترول.

في السياق، علمت "الجريدة" أن اتصالات تجرى بين القاهرة وبغداد للحصول على النفط العراقي، وقال مصدر مطلع: "منفتحون على كل الأسواق للحصول على احتياجات السوق المصرى، وبما يلبي حاجتنا"، مضيفا: "ندرس الخيارات البديلة من أي أسواق يمكنها أن توفر لنا احتياجاتنا".

وقال الخبير البترولي إبراهيم زهران لـ "الجريدة": "ليبيا لن تستطيع إمداد مصر باحتياجاتها من البترول لأنها تنتج 660 ألف برميل في اليوم واحتياجات مصر 200 ألف برميل، بما يعني ثلث إنتاجها، والحكومة الليبية تعتمد بشكل أساسي على أموال النفط في إدارة الدولة، والقاهرة ستقوم بالسداد على فترات طويلة"، وتابع: "الأوضاع الأمنية قد تحول دون ذلك".

فيما أشار رئيس تحرير مجلة المستقبل البترولي، عثمان علام، إلى أنه لا توجد مخاطبات رسمية في هذا الشأن بعد، لافتا إلى أن الإمارات والكويت فقط عرضتا على القاهرة مدها باحتياجاتها البترولية.

مقتل 19 تكفيرياً

على الصعيد الميداني، وفي إطار العمليات العسكرية الموسعة التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة للثأر لقتلاها في ارتكاز "زقدان" العسكري، أعلن المتحدث باسم الجيش، العميد محمد سمير أمس الأول، تصفية 19 عنصرا تكفيريا تابعا لتنظيم ما يسمى بـ "أنصار بيت المقدس"، لافتا إلى أن عمليات الدهم التي نفذتها قوات "الصاعقة" أسفرت عن مقتل أحد أبطال القوات المسلحة.

في السياق، أعلنت وزارة الداخلية مقتل قيادي جهادي من المحكوم عليهم بالإعدام في قضية اقتحام قسم شرطة كرداسة، وذلك خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن أثناء محاولة القبض عليه أمس الأول.

إلى ذلك، وصلت حاملة المروحيات "HMS OCEAN"، البريطانية للمرة الأولى إلى ميناء الإسكندرية للمشاركة في التدريبات البحرية المشتركة بين مصر وبريطانيا، وقالت السفارة البريطانية في القاهرة أمس إن "المملكة المتحدة تعمل مع مصر، تحاربان جنبا إلى جنب بصفتهما شريكين أساسيين في التحالف الدولي ضد داعش".