تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، أمس، قراراً يؤكد أن المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة "تراث إسلامي"، رغم احتجاج إسرائيل الشديد ووصفها له بأنه "ينكر الرابط التاريخي لليهود بالمدينة.

ولم تطلب أي دولة عضو في المجلس التنفيذي، أمس، إعادة فتح النقاش بشأن القرار المقدم من قبل دول عربية باسم "حماية التراث الثقافي الفلسطيني"، وتم اعتماده بدون تصويت، وفق متحدثة باسم "اليونسكو"، استنادا إلى أنه أقر الأسبوع الماضي خلال جلسة لإحدى لجان المنظمة بأغلبية 24 صوتا مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع 26 عضوا عن التصويت وغياب اثنين.

Ad

وقدمت النص كل من الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وسلطنة عُمان وقطر والسودان واعتمده المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يضم 58 دولة عضوا في اجتماع عقد في مقر المنظمة في باريس.

ومع أن القرار "يؤكد أهمية البلدة القديمة في القدس للديانات السماوية الثلاث" إلا أنه أثار غضبا واسعا في إسرائيل، خصوصا لأنه لا يأتي على ذكر "جبل الهيكل" ويشير إلى "حائط المبكى" باستخدام اسم حائط البراق (الاسم الذي يستخدمه المسلمون)، ويضع كلمة "حائط المبكى" بين مزدوجين.

والمسجد الاقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، بينما يعتبر اليهود "حائط المبكى" (البراق عند المسلمين) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد وهو أقدس الأماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة المسجد الاقصى وليس الصلاة فيه.

واستبقت إسرائيل القرار بتعليق تعاونها مع المنظمة الدولية احتجاجا على ما اعتبرته "إنكارا للتاريخ".

وقال السفير الإسرائيلي في المنظمة الدولية كرمل شاما كوهن إن "اليونسكو ليست المكان المناسب لحل المشاكل بين الدول والشعوب"، وإنما ينبغي أن توظف لبناء "جسور" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي وقت سابق أشار السفير الإسرائيلي إلى أن المديرة العامة لـ"اليونسكو" ايرينا بوكوفا التي نأت بنفسها عن القرار الذي أدى إلى إدراج مدينة القدس على قائمة التراث العالمي للإنسانية، "تلقت تهديدات بالقتل بسبب إبدائها تحفظات على مشروع القرار العربي". ولم ينف مكتب بوكوفا أو يؤكد صحة هذه المعلومات.

في المقابل، رحب الفلسطينيون بالقرار الذي قال نائب السفير الفلسطيني في "اليونسكو" منير انسطاس انه "يذكر إسرائيل بأنها قوة محتلة للقدس الشرقية ويطلب منها وقف جميع انتهاكاتها" بما في ذلك عمليات التنقيب حول المواقع المقدسة.

والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. واحتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس وضمته عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.