أجمع كل المشاهدين الذين تابعوا الفيلم الموريتاني "تمبكتو حزن الطيور"، الذي عرض على شاشة دار الآثارالإسلامية بمركز اليرموك الثقافي في مستهل موسمه السينمائي على دعاء واحد "اللهم احفظ الكويت وشعبها من هذا الوباء".وقال أحد المتفرجين، واسمه سالم المطيري، خلال الحوار الذي أداره مسؤول برنامج السينما والمسرح في دار الآثار الإسلامية، المخرج الكويتي شاكر أبل، عقب انتهاء الفيلم: إن عرض "تمبكتو" في أي بلد اسلامي كفيل بأن يحول كل شعبه الى سور منيع في مواجهة هذه الأفكار المتطرفة التي يحاول هؤلاء أن يصوروا ديننا الإسلامي الحنيف بهذا العنف والدموية.
وأضافت سلوى الجسار أنها لو تملك القرار لتجعل هذا الفيلم مقررا دراسيا يعرض يوميا في كل مدارس الدول العربية والإسلامية من أجل تحصين أبنائنا من هذه الأفكار المتطرفة التي تتنافى تماما مع سماحة الإسلام ودعوته للتعمير والبناء.وقالت حصة البدي: "أعوذ بالله" من هؤلاء، كيف ابتلي بهم الإسلام؟. تدور أحداث الفيلم الذي تمكن من المنافسة والوصول الى القائمة النهائية للحصول على الأوسكار سنة 2015، وحصد في السنة ذاتها معظم جوائز سيزار التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية، في مدينة تمبكتو بشمال دولة مالي المجاورة لموريتانيا، المعروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم فنيا وثقافيا، والتي وقعت ضحية للعنف الذي يمارسه "القاعدة" في المدن والقرى الإفريقية التي قام بغزوها وأعلنها دولا إسلامية يحكمها بقوة السلاح والسوط وبفتاوى بعيدة عن تقاليد وأعراف إفريقيا.
بطش وإهانات
ويصور الفيلم جوانب من البطش والإهانات التي كانت تمارسها الجماعات المتشددة على سكان المدينة إبان سيطرتها على المنطقة منذ ربيع سنة 2012 حتى بداية سنة 2013.ويتناول الفيلم قضية التشدد الديني، ويروي قصة صراع سكان مدينة تمبكتو في مالي مع إرهابيين يحملون راية "القاعدة"، سيطروا عليها وفرضوا فيها فهمهم المتطرف للشريعة الإسلامية بإجبار النساء على ارتداء النقاب، وفرض الزواج القسري على القاصرات، وتحريم الموسيقى والتدخين وكرة القدم.ويسعى السكان إلى مقاومة هذا الواقع، فيغنون تحت التعذيب، ويلعبون كرة القدم من دون كرة، ويتحدون المسلحين بالنقاش.وفي الفيلم، يواجه إمام جامع تمبكتو، الذي يمثل الإسلام المعتدل، التطرف ببدء حوار مع مجموعة تمثل "القاعدة" حول مفاهيم الإسلام، وفتاوى زواج القاصرات بالقوة، ومنع الموسيقى.ويسألهم إمام الجامع: من أرسلكم لتطبيق هذه القوانين البعيدة عن الإسلام؟ ولماذا تحرمون كل شيء حتى لعبة كرة القدم لشباب المدينة؟ وهنا يترك أعضاء "القاعدة" الجامع، ويطالبون الإمام بالطاعة.