«المناظرة الأخيرة»: ترامب أمام لحظة الحقيقة

• كلينتون مستعدة جيداً ومطمئنة إلى الاستطلاعات... وستتجنب «الضربة القاضية»
• اختيار «محافظ» لإدارة المناظرة وسط اتهامات المرشح الجمهوري للإعلام بالانحياز

نشر في 20-10-2016
آخر تحديث 20-10-2016 | 00:04
كلينتون على هيئة ملاك وترامب على شكل شيطان في منزل جمهوري خلال الاحتفالات بعيد هالوين (إي بي أيه)
كلينتون على هيئة ملاك وترامب على شكل شيطان في منزل جمهوري خلال الاحتفالات بعيد هالوين (إي بي أيه)
يتواجه مرشحا الرئاسة الأميركيان هيلاري كلينتون ودونالد ترامب اليوم، في آخر مناظرة تلفزيونية بينهما قبل يوم الاقتراع المقرر في الثامن من شهر نوفمبر المقبل. وتتجه الأنظار إلى أداء ترامب، الذي يواجه تراجعاً كبيراً في استطلاعات الرأي لمصلحة منافسته التي يبدو أنها بدأت تحضر نفسها فعلياً للانتقال إلى البيت الأبيض.

في فرصة أخيرة لحسم خيار المترددين، تتواجه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مع الجمهوري دونالد ترامب في مناظرتهما الثالثة والأخيرة قبل 20 يوما من الانتخابات الرئاسية في وقت ترتفع حظوظ كلينتون بشكل كبير للوصول الى البيت الأبيض، الأمر الذي يضع ترامب أمام لحظة الحقيقة.

وكما في المناظرتين السابقتين، استعدت وزيرة الخارجية السابقة في ولاية الرئيس باراك أوباما الأولى لعدة أيام، بعيدا عن الأنظار في فندق قرب منزلها بضاحية نيويورك، مخصصة لذلك وقتا طويلا، إذ يرى واضعو استراتيجية حملتها أن هذه المواجهات كان لها حتى الآن تأثير حاسم على الحملة.

أما ترامب، فواصل تجمعاته الانتخابية أمس وأمس الأول، مكتفيا بتخصيص بضع ساعات في اليوم للتحضير للمناظرة التي توقع أن يتابعها عشرات ملايين الأميركيين، ولو أنه من الصعب كسر الرقم القياسي الذي سجلته المناظرة الأولى، إذ حضرها 84 مليون مشاهد.

وأعلنت لجنة المناظرات الرئاسية أن المناظرة الثالثة ستتطرق إلى 6 محاور رئيسة ستخصص 15 دقيقة لكل منها، وتشمل الدّين والاستحقاقات المالية، الهجرة، الاقتصاد، المحكمة العليا، المناطق الساخنة في العالم، والكفاءة لتقلد منصب الرئاسة.

اقتراع مبكر

ومع اقتراب موعد الانتخابات، وقد بدأت عمليات الاقتراع المبكر، حيث أدلى حوالي مليوني ناخب بأصواتهم حتى الآن في عدة ولايات، يحتاج ترامب أكثر من أي وقت مضى إلى عنصر جديد يحدث فرقا، ويعوض تراجعه المتزايد في استطلاعات الرأي.

وتحظى كلينتون بشعبية متزايدة لدى النساء والأقليات، ويشير متوسط استطلاعات الرأي إلى حصولها على حوالي 46 في المئة من نوايا التصويت، مقابل 39 في المئة لدونالد ترامب و6.4 للمرشح الليبرتاري.

كريس والاس

وجرت المناظرة التي يديرها الصحافي في شبكة فوكس نيوز كريس والاس، فجر اليوم، في جامعة نيفادا في لاس فيغاس. واختار منظمو المناظرة والاس المعروف بآرائه المحافظة التي تميل الى الحزب الجمهوري، وسط اتهامات من ترامب للإعلام بالانحياز لكلينتون.

ومن المقرر أن تتضمن المواضيع التي سيطرحها واليس للنقاش الديون واستحقاقاتها والهجرة والاقتصاد والمحكمة العليا والسياسة الخارجية إزاء بؤر النزاع في العالم وأهلية تولي منصب الرئاسة مع تخصيص 15 دقيقة لكل موضوع.

ترامب

ولا شك في أن ترامب استخلص العبر من المناظرتين الأوليين، ليهاجم منافسته بشكل أكثر فاعلية، ولاسيما بشأن سورية وليبيا، وهما الملفان اللذان سيطرحان حتما في الجدل.

ويبقى الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012 موضوعا ساخنا بنظر أنصار الجمهوريين، وهم يعتبرون كلينتون التي كانت في ذلك الحين وزيرة للخارجية، مسؤولة جزئيا عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير.

ودعا ترامب والدة خبير معلوماتي قتل في الهجوم باتريسيا سميث المعارضة بشدة لكلينتون، لحضور المناظرة. وفي المناظرة الثانية، دعا نساء يتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعدي عليهن جنسيا، سعيا إلى إرباك منافسته.

وواصل أمس الأول في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو انتقاداته اللاذعة لكلينتون التي وصفها بأنها "الشخص الأكثر فسادا الذي ترشح للرئاسة في التاريخ"، فيما ردد حشد مؤيديه أحبسوها، وهو بات شعار مهرجاناته الانتخابية.

ومع نشر موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية مقرصنة من بريد رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، من المتوقع أن تواجه المرشحة الديمقراطية أسئلة عدة حول موقفها من التبادل الحر وول ستريت.

وذكرت أوساط كلينتون أنها سترد بالتشديد على أن عمليات القرصنة تحمل بصمات موسكو، وهي تتهم ترامب بالتودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لاس فيغاس

ويحمل اختيار مدينة لاس فيغاس دلالة مهمة، لكونها تضم مهاجرين وثقافات متعددة، ما يضع مسألة الهجرة تحت المجهر في المناظرة المرتقبة.

ويرى عدد من المحللين أنه يتعين على مرشحي الرئاسة استمالة الرأي العام في مدينة مثل نيفادا التي يشكل السكان الذين يتحدرون من أصول لاتينية نسبة 27 في المئة، الى جانب اقليات أخرى، وذلك من أجل ترجيح كفة الميزان لمصلحتيهما في الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر المقبل.

وأخذت مسألة الهجرة وهي أحد 5 مواضيع تطرح في المناظرة حيزا كبيرا من مناقشات المخيمات الانتخابية، ولاسيما بعد تصريحات ترامب المعادية للمكسيكيين والمسلمين.

من جهته، توقع رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة نيفادا، جون تومان، عددا أقل من المشاهدين في المناظرة الثالثة والأخيرة، مقارنة بالمناظرتين الأولى والثانية، عازيا ذلك الى تراجع عدد الناخبين المؤيدين لترامب.

أما نائب مدير مركز معهد بروكينكز للإدارة العامة الفاعلة جون هوداك، فيعتقد أن كلينتون فازت في المناظرتين السابقتين وأن كل ما يتعين عليها فعله هو "الاحتفاظ بأدائها على نفس المستوى".

وقالت مصادر إن المرشحة الديمقراطية ستتجنب الفوز على منافسها بالضربة القاضية، وأنها ستتجنب استفزازها وتحافظ على رباطة جأشها، وستترك مهمة إفشال ترامب لترامب نفسه.

في المقابل، قال هوداك إن ترامب أظهر أداء متراجعا في كل مناظرة، ويجب عليه أن يتحدث بأهمية عن رؤيته تجاه الولايات المتحدة، والكيفية التي ستساهم بها هذه الرؤية في رفع مستوى المواطن الأميركي.

back to top