يترقب اليمنيون سريان "الهدنة" التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء - الخميس، لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، بين قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي، ومتمردي جماعة "أنصار الله" وقوات الرئيس السابق علي صالح.

ورغم الضغوط الدولية المكثفة على طرفي الصراع، لإنهاء النزاع الدامي المتواصل منذ 18 شهرا، فإن فرص نجاح "الهدنة السادسة"، التي أعلن التوصل لها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد السبت الماضي، لا تبدو أفضل من سابقتها.

Ad

وتأمل المنظمة ودول كبرى، كالولايات المتحدة وبريطانيا، أن تساهم التهدئة في التمهيد لاستئناف مشاورات السلام، أملا في التوصل إلى حل للنزاع الذي أدى إلى مقتل نحو 6900 شخص، وإصابة 35 الفا، ونزوح أكثر من 3 ملايين، منذ مارس 2015.

ترحيب مائع

وفيما أبدى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التزاما مبدئيا بالهدنة، وطالب برفع حصار المتمردين عن تعز، قال المتحدث باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري، مساء أمس الأول، إن قوات التحالف، الذي تقوده الرياض، لم يصلها أي قرار رسمي بشأن وقف العمليات القتالية.

في المقابل، جاء ترحيب المجلس المشكل من قبل الحوثيين وصالح لإدارة شؤون البلاد، "مائعا".

وفي أول رد فعل على إعلان ولد الشيخ التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية، أعلن الحوثيون استعدادهم لـ"التعاطي الإيجابي" مع الدعوات لوقف إطلاق النار دون الإشارة إلى "هدنة الـ72 ساعة".

وأكد "المجلس السياسي"، الذي يديره الحوثيون بمشاركة حزب المؤتمر الشعبي، ترحيبه بأي قرار يصدر من مجلس الأمن يتضمن وقف إطلاق النار الدائم والشامل دون شروط.

ترحيب واستغلال

إلى ذلك، وبينما رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأول بإعلان الهدنة، وطالب بتمديدها دون شروط، تمهيدا لبدء مفاوضات سلام، سعت روسيا إلى استغلال الصراع اليمني "كورقة ضغط" ضد الدول الغربية في ظل التوتر المتصاعد بينهما بشأن عدة ملفات بينها سورية وأوكرانيا.

وأعرب رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير الروسي فيتالي تشوركين عن أمله تضمين مشروع قرار بريطاني جديد بشأن اليمن لفرض حظر جوي على صنعاء، كما فعلت القوى الغربية في قرار بشأن مدينة حلب السورية استخدمت موسكو حق "الفيتو" لنقده.

تصعيد ميداني

في غضون ذلك، وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ شهدت عدة جبهات تصعيدا ميدانيا، من بينها حجة وصعدة معقل المتمردين.

وتمكنت قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، مسنودة بقوات التحالف العربي، أمس، من إحراز تقدم جديد في جبهة البقع الحدودية في محافظة صعدة.

وقالت مصادر ميدانية إن قوات الحكومة اليمنية سيطرت على نقطة العواضي في المثلث، وتمكنت من تحرير كامل لمنطقة خليق التي تحتوي على عدد من المواقع التي كانت بيد المتمردين.

وأضافت أن قوات الجيش الوطني استعادت خلال هذه المعركة عددا من الأسلحة التي نهبتها الميليشيات من معسكرات الدولة.

وأعلن الجيش الموالي للحكومة أمس بدء عملية عسكرية لدحر مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح، التي تتحصن في غرب مدينة ميدي الواقعة على الحدود اليمنية السعودية بمحافظة حجة شمال غرب صنعاء.

وشنت مقاتلات التحالف العربي أمس غارات جوية على مواقع عسكرية يسيطر عليها المتمردون، في العاصمة صنعاء.

في الوقت ذاته، ذكرت مصادر طبية في محافظة تعز أن المتمردين قصفوا الأحياء السكنية شرق المدينة، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة.

في السياق، التقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، في الرياض، وجهاء وأعيان محافظة حجّة المجاورة لصعدة معقل الحوثيين الرئيسي، وحثهم على التصدي لعمليات التجنيد من قبل الحوثيين وحلفائهم.

تظاهرات وغارة

من جهة أخرى، دعا نشطاء يمنيون إلى تظاهرة حاشدة في صنعاء، أمس، احتجاجا على رفض الميليشيات الانقلابية صرف رواتب موظفي الدولة، في وقت تعاني العاصمة قبضة حديدية في ظل حكم الانقلابيين الذين ينفذون عمليات اختطاف وإخفاء شبه يومية بحق العديد من المدنيين.

في سياق منفصل، قتل 3 من عناصر تنظيم "القاعدة"، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بغارة نفذتها طائرة من دون طيار، بمحافظة شبوة، شرقي البلاد.